الرايخ الرابع ... من منصات الموصل/محمد علي مزهر شعبان
Sun, 3 Mar 2013 الساعة : 0:41

احيانا لا يريد الناس سماع الحقيقه ، لانهم لا يريدوا رؤية اوهامهم تتحطم ....... دستوفسكي
السؤال اين الخطاب الموتور لعبد المنعم البدراني ، من لغة خطاب الشيخ عبد المنعم الكبيسي . بين الخطابين سبعة ايام وعلى نفس المنبر وفي الجامع ذاته ، خطاب يتناقض جملة وتفصيلا عما طرحه معمم معتوه كعبد المنعم البدراني ، حين دعى لاقسى ما يخدش الاسماع ويمزق اللحمة ، ويذهب بالبلد الى المتاهة والموت ، في حين رفض الكبيسي اقامة اقليم الانبار ، وقد مزق ومن على المنصة مع عدد من المتظاهرين المنشورات التي وزعت في المدينه ، الداعيه الى الطائفية والانقسام معلنا : انها لا تمثل مطاليبهم المشروعه التي تدعو الى وحدة العراق وتماسكه ، دون التمحور واللجوء الى الخندقة الطائفية .
سئلت أحدا : ما لخطيب الموصل يواصل وتيرة البدراني ، معلنا هذا
( ال ... ادولف ) في رايخ المنصه على الزحف على بغداد واحتلالها ؟ وهل بغداد مشاعة لمن هب ودب وانها مشاعة دون اهلها واصلها ؟ هل ما حدث اليوم ظاهرة ،ابطالها عمم منهم لم يبلغ سن الرشد بعد ؟ هل ألبست التظاهرة بجلباب عبد المنعم البدراني وكأنها ارادة النص الاخير ، والبيان الذي اوكل لهذا الموتور وغيره ان يعلنها وكأنها في سياق قد اعدوا له العدة ؟
اذن علام لا يتصل هذا النص بديمومته حين ترد عليهم اهل الحجى من المثقفين والمشايخ المحترمه ؟
هل اصحاب عبد المنعم وهذا اليافع في منصة الموصل شتتهم حقيقة الامر الواقع فذهبوا مع الاوهام الحطام ؟ حين انبرى خطباء وعقلاء ليسفهوا هكذ خطاب ؟ انها ما بين مزامير الحرب وبين دفوف طلع البدر علينا .
أجابني من سئلت : ان التظاهرة كانت تحمل ما اختزن في الانفس مزيجا بين حس وسطوة ماض تولى ، وبين مطالب مشروعة بأفتراض المظلومية . وان حقيقة بعض شرعيتها هو طبيعة بعض التطبيقات السلبية ، وردود الافعال الانفعالية ازاء تطبيق القانون . وهذا حتم حين تكون ساحة الحرب المضاده في جهة ما ، حاضنتها جغرافية ما ، وهذه الجهة فيها المسيء والبريء ، فتحدث الاشكالات . فكانت التظاهره التي بيتت وكانت تنتظر اي بادره ، ثم تحولت الى عصيان بعمد حين انضوت تحت جلباب علي حاتم وابو ريشة والبدراني والعلواني ، قبالة من يرفضها ان تكون نذير حرب وشؤم على المتظاهرين والبلد برمته .
المتظاهر وهو يحمل بعض الاسباب ، فانه ينتمي الى عدة معطيات من خلال ما تؤسس الخطابات في خلده تاريخ سلطته مذهبيا ، ونفسيا في تحريضها الطائفي ، وانانيا حين تكون الكعكة حيازة مطلقه له . عندئذ يحكمه اللاوعي بأنه بالاتجاه الذي يمنحه مكاسب ، دون وعي للمخاطر، الا تلك الخطب التي تضرب على وتر مظلوميته . وهذا التيه بعينه لو ادرك ما طبيعة المنجز على الارض التي يتخيل كان فيها حاكما واضحى بحكاية انه محكوم .
يسئلني من سئلت : كيف كانت الرمادي الا تلك المدينة المنبثقة من الرمال ، لا تملك من مواطن التقدم والبنى التحية ، سوى بعض الرجالات التي احتوتها السلطة ، وارستقراطية بعض المشايخ ، حالها حال اي مدينة عراقيه تعيش اليباب والخراب والموت في ميادين حروب القائد الملهم . كيف عاشت الانبار رماديتها بعد ان احتضن البعض منها القاعدة فكانت النتيجة موتا وانفجارا ودمارا ؟ وكيف تشرذمت تلك المدينة الى مافيات وبعض الى قطاع طرق ، وسيطر البعض على المنافذ تفرض الاتاوات ، وتجار حروب ومقاطعات ابان العام 2006 و2007 ؟ وكيف اضحت الان الانبار وهي تزهو ، بالبناء والاعمار وملامح التحضر والبنى التحيه والشوارع والعمارات وارقى ما انتج في عالم السيارات ، وكيف انتعش ابنها حالا ومالا وخيارا ؟
هل الحكومة من ارادت لهذه المدينة الا ان تكون وسادة وسدا لها حين دعمت الصحوات ، وعينت من اهليها لحمايتها ضعف اي محافظة اخرى ؟ اذن ماذا يريد الاغوات والفتوات والمافيات ، من حكومة ربع وزرائها ونوابها من هذه المدينة ؟
وان كنت تسئلني عن لغة الخطاب بين الاسبوع المنصرم واليوم ، اقول لك لقد ذهب المتظاهرون الحقيقون وبقى المأجورون والقاعده ، ومن وجد له ملاذا ومأكلا وما اختبأ في نفسه .
وبذات الوقت حتى لا تفقد التظاهرة بعض احقيتها ، أعتلى المنبر المعتدلون اللذين يطالبون بوحدة العراق ، وحتى لا يذهب التجمع ادراج الريح ، حين اغتصبه المأجورون ، نادى الصوت المعتدل ان الحكومة لبت ما عليها وبقى الامر مرهون عند الجانب التشريعي .
اما من اقتنع بما يريد ولكنه يطالب بالمزيد ، هذا المزيد تحول طبيعي حين يجد ان الحكومة حين تواطن مع الازمة بروح شفافة ورؤية مدركه ، وراع ورعيه ، فبدلا ان يرعوي من طالب ولكن هي الانفس حين يتوطن الطمع ديدنا ، وتاخذ الغلواء ماخذا ، وكأن الملبي من الوهن بمكان ، والخوف من فقدان السلطان ، قد ناخ ومد رقبته لافواه لا تعرف الا لغة التطاول ، وادعاء حين يستاسد الفار . هذه المطالب تفتقر الى الشرعية وانما الى اجندة افلست ، هؤلاء هم اصحاب الاصوات العاليه. وحين يعدم قصر النظر ، ويكون المرء سويا ، فلابد ان يكون خطابه من ادرك الحقيقه من الوهم . ولكن هل انتهت النشازات ، سواء في الانبار او غيرها من المدن ؟ طبعا لا كأنها ادوار دون ان يعتبر الاخر مما اتخذ من قرار . في الوقت الذي هدأ نسبيا صوت الانبار ، اطل علينا غرُ في الموصل ، معمم في خيلاء ، متبجحا في العصيان ، يعلن التمرد ، ممتشقا مايكرفون الفرسان ، واضحينا بأن لكل امعة صولة وميدان . وبين خاسر وخاسر ينبري على حين غرة موهوم ليعلن استقالته بعد افلاسه ظانا أن الريح ستدفع بسفينته حيث المرامي فاذا الريح عكس ما اشتهى ، ليقف بعد ان تكشفت حقيقته وعورته ، ليقول له لسان حال الحقيقة ذاتها : ليست المبارزه بسيوف باطل ، تمنح النصر لمن نصب نفسه همام قتال ، فان الانسحاب محال ، وقت قدرة القانون واحتدام السجال .