نفحات من الانتفاضة الشعبانية /صادق السيد جعفر الموسوي

Sun, 3 Mar 2013 الساعة : 0:32

عندما حصل الغزو العراقي للكويت عام 1990 لم يكن الشعب العراقي المغلوب على أمره له رأيا في ذلك الغزو وذلك الاستخفاف العصابة البعثية المجرمة بكل القيم واستهزائها بحياة شعبها فدخل الكويت محررا كما ادعى وبقي هناك وشكل حكومته وحول الكويت الى محافظة عراقية تابعة لحكومته والعالم بين راض وغير راض على تصرفات المقبور وكانت هناك مساع حميدة لإخراج صدام من الكويت دون قتال أو إراقة دماء ولكن صداما كان أعمى البصيرة فهو لا يسمع ولايرى وفي تلك الأثناء كانت مجاميع المجاهدين في أهوار الناصرية تواصل عملها ليلا ونهارا لكي توحد جهودها المتناثرة هنا وهناك وتعيد قنواتها التي انقطعت بعناصرها في داخل المدن العراقية وبالفعل تم ذلك وقد كان للشهيد السعيد ابو جاسم العبادي دورا بارزا في ذلك وقبل ليلتين فقط من انطلاقة الانتفاضة كان الشهيد ابو أمل( نبيل صبار) وعدد آخر من الثوار قد قاموا بعمل سيطرات ليلية لشراء الأسلحة من الجنود العائدين من الكويت عن طريق البصرة المدينة الجبايش الفهود وقد اشترى مجموعة كبيرة من السلاح وحملت هذه الأسلحة بسيارة الأخ ابو علياء ( ريسان الحاج شنين)( سيارة فولفو حمل) وفي ليلة الرابع عشر من شهر شعبان الكريم ابلغني الشهيد ابو أمل بتهيأة العناصر التي كانت مرتبطة بي في داخل مدينة الفهود لساعة الصفر وآلانطلاقة بدوري قمت بإبلاغ الأخوة الذين كان لهم ارتباط بنا وأبلغتهم ان موعد الانطلاقة الساعة الثانية بعد منتصف الليل في علوة أسماك الفهود هناك تواجد 45 شابا من خيرة أبناء الفهود كنت انا والأخ ابو احمد الصالح والشهيد ابو أمل والأخ ابو وهب الجابري والأخ مهدي ضايف والأخ عباس العبادي مجتمعين في بيت الشهيد ابو أمل لتوزيع المهام على المجاميع التي يجب ان تنطلق لمهاجمة مقرات الحزب المقبور ومؤسساته الأمنية والاستخبارية وبالفعل وصلنا الى علوة الأسماك وقمنا بتوزيع كلمة السر أو ما يسمى بسر الليل وقد كانت ( نصر) لتمييز الثوار من العناصر الدخيلة كما وقمنا بتقسيم المجاميع وقد كانت كالاتي:
مسؤوليتي انا كانت وبمعية ابو وهب الجابري وعبد البصير الخليف وحكمت ريسان و صباح لطيف وقد كانت مسؤوليتنا مهاجمة دار مسؤول الحزب في الفهود. وقد تمت العملية بأقل من 10 دقائق تمت السيطرة على الموقف .
المجموعة الثانية كانت مهمتها مهاجمة الفرقة الحزبية في الفهود وقد حصلت اشتباكات مع البعثيين أدت الى مقتل اثنين من البعثيين رغم أننا كنا نرغب ان تنتهي كل عمليات السيطرة على الدوائر والمؤسسات دون إراقة دماء.
المجموعة الثالثة كانت بقيادة مفوض الشرطة حسين الخليف ولكونه كان يعمل مفوضا في هذا السلك فقد كان يعرف الحرس وهم أيضاً يعرفونه فتقدم المفوض حسين ومعه مجموعة من 10 ثوار فصاح بهم الحرس من خلف الباب وقد كان الشرطي المخضرم ( صبار) رحمة الله عليه من هؤلاء فأجابه المفوض حسين انا مفوض حسين ومعي مجموعة من العسكريين المنسحبين من الكويت افتح لنا الباب كي يناموا قليلا ويستريحوا فقام الحرس صبار بفتح الباب الرئيسي وجردوه من سلاحه ورموه في الزنزانة وسيطروا على مركز الشرطة ولكن حصلت مقاومة كبيرة بين ضابط الأمن والثوار حتى الساعة التاسعة صباحا أما ضابط الشرطة فسلم نفسه وأعطي الأمان ونقل الى دار احد شيوخ ناحية الفهود ومن هناك عاد الى أهله دون ان يتعرض لأي أذى رغم انه كان من أهالي تكريت ولو كنا لانحمل ذرة من أخلاق ائمتنا لماعاملنا أعدائنا من الأسرى بأحسن معاملة ولكن هذه هي أخلاق ائمتنا التي تعلمناها منهم واتبعنا مااوصونا به من وصايا ونصائح وإرشادات ولو كان لغيرنا أئمة مثل ائمتنا لما وصلنا الى هذا المستوى من الأجرام والقتل العشوائي وقطع الطريق وذبح الأطفال والنساء ولكن هذا ديدنهم وديدن آبائهم وأجدادهم كيف لا وهم يفتخرون بجدتهم هند أكلة الأكباد وبجدهم عمرو بن العاص وعمر بن ود العامري ويزيد ومعاوية وغيرهم.
المجموعة الرابعة كانت مهمتها ضد أخبث بعثي في الفهود وهو المقبور لعيبي إلا ان هذا المجرم الذي أخذ يقاوم حتى الصباح وهذا المجرم قام بقتل الشهيد الملأ جليل الخاقاني الذي كان جارا له وعندما شاهده حاملا سلاحه للالتحاق بالثوار قام بقتله ويعتبر الملا جليل هو اول شهيد يسقط في الانتفاضة الشعبانية وقد حدث ذلك قبل بزوغ الفجر.
تمت السيطرة على مواقع ومؤسسات البعث المقبور و استيقظ العراق بصرخات الله الله أكبر ..... بركان الثورة اتفجر ....وامتدت الانتفاضة الى باقي مدن العراق بسرعة البرق وبدأت مؤسسات النظام المقبور تنهار أمام صرخات الله أكبر التي كانت سلاح الثوار والمجاهدين الأول .ووصلت شرارة الانتفاضة الى شمال العراق وتحررت معظم مدن وقرى وقصبآت العراق من قيود الدكتاتور وتنفس الأحرار الصعداء إلا ان مؤمرات ال سعود وعربان الخليج القذرين وقوة عمالتهم لآسيا دهم الأمريكان غيروا خارطة طريقهم وبدوا بإعطاء الضوء الأخضر للمقبور صدام بضرب الانتفاضة والثوار وهم على مرئ ومسمع من أنين أهلنا في سجنونه ومعتقلاته التي لم تكفي أعدادها لإعداد المعتقلين بعد انتكاسة الانتفاضة الشعبانية فأمر زبانيته بفتح مقابر جماعية ودفن الشباب والشيوخ والنساء دون محاكمة أو تدوين إفادة والى يومنا هذا وفي كل يوم نكتشف مقبرة جماعية لثوار الانتفاضة الشعبانية ولو فتشنا كل ارض العراق لوجدنا في كل شبر منه مقبرة جماعية تضم تحتها جثامين لاحرارنا وشهدائنا .فسلام على كل الشعبانيين اين ماحلوا وسلام على شهداء الانتفاضة من الآن الى قيام يوم الدين ولعنة الله على من إراق وإزهق أرواحهم .

Share |