التحركات الامريكية الاخيرة والعلاقات العراقية مع دول الجوار/عبد الامير محسن ال مغير

Sun, 3 Mar 2013 الساعة : 0:29

يشبه كثير من المنظرين في هذه العصر تصرف الساسة الأمريكيون كتصرف رجل الدين المحتال من حيث مزاعم ادعائهم بمحاربة الارهاب والسعي لإرساء اسس الديمقراطية والحريات العامة للشعوب وتلك السياسة لم تعد خافية على احد حيث السيدة كلنتون كانت قد ساهمت والى درجة كبيرة بفضح تلك السياسة ويأمل كثير من المراقبين بان يستطيع السيد (جون كيري) بما عرف عنه بمناوأته للحروب التي خاضتها امريكا في العراق وافغانستان للتخفيف من غلواء هذه السمعة التي اخذت تظهر نتائجها واضحه في نظرة شعوب منطقة الشرق الاوسط للتصرفات الامريكية فاكلتنون ادلت بتصريحات مؤذية جدا لسمعة الولايات المتحدة منها (ان امريكا هي التي اوجدت القاعدة في افغانستان وانها ستسعين بها للقيام بالقتال نيابة عنها في سورية) وكانت تلك التصريحات سببا لسرقة جهود ابناء البلدان العربية في التوجه الليبرالي في كل من مصر وتونس وليبيا ومع ان تاريخ امريكا الاستعماري حديث على هذه المنطقة وابتدأ منتصف القرن الماضي فأمريكا الحالية هي ليست امريكا في عهد الرئيس (نلسن) بعد الحرب العالمية الاولى وعلى اثر معاهدة باريس عام 1920 انكفئ الساسة الامريكيون آنذاك لتضميد جراحات ما خلفته تلك الحرب بالنسبة للشعب الامريكي ويقول البعض بان اوباما باستيزاره للسيد (كيري) يتجه نحو انكفاء السياسة الامريكية لإعادة صياغة اوضاع المجتمع الامريكي سيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي واوباما غير ملام اذا صدق مثل هذا الحدس بسياسته هذه فان اطلاق العنان للزمر ذات التوجه العدواني من الساسة الامريكيين سيفقد الولايات المتحدة صفة الريادة في السياسة الدولية بتوريطها بالتزامات لم تعد قادرة عليها ويقول البعض ان توجه اوباما هو نفس توجه الرئيس نلسن حيث تركت الحربين في العراق وافغانستان اثار بادية للعيان كما ذكرنا على اوضاع الولايات المتحدة بصورة عامة وبدا على تصريحات وزير الخارجية الجديد بتبني الحوار نوع من العقلانية فما لم تستعد الولايات المتحدة حساباتها في هذه المنطقة فستخسر كل شيء حيث الشعوب الان لم تعد مثلما كانت قبل نصف قرن وما اللفناه من تخبط في تلك السياسة وفي وقتا قريب يثير السخرية كوضع منظمة مجاهدي خلق في القائمة السوداء ثم رفعها عنها وتغيير نظرتها بالنسبة لحزب الله بين فترة واخرى مع ان ذلك الحزب كشريك في المعادلة السياسية في لبنان يظهر التزاما فريدا من نوعه في ادارة الدولة العصرية في الايمان بالثوابت الدستورية واحترام الرأي الاخر مع التزامه بما تؤمن به اغلب شعوب هذه المنطقة وتتجه نحوه في استقلال قرارها السياسي ويدرك اغلب المثقفين العرب بان منطقة الشرق الاوسط اخذت تتبلور فيها معالم جبهتين احدهما حكامها يلتزمون بتوجه شعوبها نحو استقلال القرار السياسي وحفظ سيادة الدولة وعدم المساس بثروات تلك الشعوب وبالمقابل في الجبهة الثانية والتي ساهم الاستعمار الغربي بوجودها منذ بدأ تكوين عصابات القاعدة في افغانستان وتحولت مهام تلك العصابات الى الداخل السوري حيث تنفذ تعليمات القوى الغربية بدقة وتقوم جهات معلومة بدعم عصابات الارهاب بكافة صوره كشيخ قطر واوردكان وبراينا ان اهم دليل يكشف افتضاح مثل هذا التوجه التأمري هو ما حصل بسرقة ثورات الشعوب بما سمي بربيع الثورات العربية حيث تحول التوجه الليبرالي الى ان تمتطي القاعدة وحلفائها مفاصل هامة في حكومات تلك البلدان اما زيارة السيد (دافيد كوهين) مساعد وزير الخزانة الامريكي لشؤون الارهاب والذي يفترض ان يسمى ذلك المساعد لمكافحة الارهاب ولكن تسميته الاولى جاءت مطابقه لواقع حال السياسة الامريكية حيث هناك وجهين لتلك السياسة الاول يدعي بمكافحة الارهاب والثاني متحالف مع ذلك الارهاب وتدعمه وتتعامل معه فالسيد كوهين طلب من الحكومة العراقية وفق ما اعلن عن ذلك المساهمة بفرض العقوبات على كل من ايران وسورية مع ان نصوص القانون الدولي المتمثل بنظام الامم المتحدة الذي يسمح للدول التي تتضرر جراء تلك العقوبات ان تطلب عدم تطبيقها والعراق اعلن ذلك مرارا بانه يسمح بما هو مباح دوليا في التعامل التجاري ولم يساهم بما يشكل عبئ على تلك الشعوب وهو ما تعرض له الشعب العراقي ابان فترة الحصار التي تعتبر (سبة) بوجه المجتمع الدولي في هذا العصر وان تلك العقوبات وضعت من طرف واحد اضاف الى ان اسبابها لم تكن وفق ما يزعم به الغرب لفرض التزام الدولتين بتطبيق ما يسمى بالديمقراطية وانما تأتي تطبيقا لخطة يراد منها تهديم ما بنته تلك الشعوب لتمكن اسرائيل من الهيمنة على دول هذه المنطقة وهذا ما رأيناه اخيرا في توجه الحكومة المصرية الاخوانية حيث تخسر مصر وسورية ولبنان موردها الرئيسي من السياحة لتزدهر موارد السياحة في بريطانية مقابل ذلك فالاخوانيون اهم ما يعادونه هو السياحة بكافة اوجهها كما ان تلك السياسة افرزت ايضا محاولة ترويض حماس للدخول في خانة الاتباع للسياسة الامريكية واذا ما عدنا للعلاقات العراقية من جهة والايرانية السورية من جهة اخرى علينا ان نأخذ بنظر الاعتبار ان العراق مستهدف اساسا في الوقت الحاضر من قبل الدول التي تعادي كل من ايران وسورية كبعض دول الخليج واوردكان وبالتالي فالطلب الى الحكومة العراقية بان تطبق عقوبات لم تصدر الا اضرارا بالشعوب والقضاء على نهوضها الحضاري وهو ما يؤدي الى عزل العراق كليا عن محيطه الاقليمي فتشابك العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين شعوب البلدان الثلاث يؤدي الى عزل الحكومة العراقية كما ذكرنا خصوصا وانها تواجه تأمر محموم من قبل كل من اوردكان وشيخ قطر الذي يمثل في حقيقة الامر دور (مدير بنك) لدعم الارهاب في هذه المنطقة ويأتمر بأمر الساسة الامريكيين واسرائيل فتتابع الاحداث الخارجية سواء بما يسمى بمظاهرات الاحتجاج والتي نفذت منها الحكومة 90 % ولم يقر من يقود تلك المظاهرات بتلك المنجزات كما لم يتكلموا بكلمة واحدة عن السيد النجيفي ورهط بعض نواب العراقية من الحزب الاسلامي الذين يتسببون بتأخير تنفيذ القوانين ويوجهون النقد الى الحكومة فقط مطالبين بإبدالها لغاية في نفس يعقوب كما يقولون ووصلت طلبات المتظاهرين متجاوزة ابدال الحكومة الى اسقاط النظام الديمقراطي ويغذون العمليات الارهابية ويزيدون من متاعب الدولة وصرفها اللا محدود والتأثير على مجريات النهوض التنموي كل ذلك يلزم الحكومة العراقية ان تأخذ بنظر الاعتبار بما يدور حولها من سياسات تأمريه وان قناعة المثقفين العرب والعراقيين تعتبر بان ملاحقة امريكا لإيران وسورية هو جزء من المخطط الغربي في المنطقة ويبدوا ان امريكا قد خولت حلفائها الاوربيين ليكون لهم الدور الاول في شؤون الشرق الاوسط كما حصل بالضبط بعد الحربين الاولى والثانية حيث انجز لما بعد الحرب الاولى مخطط معاهدة (سايكس بيكو) اما بعد الحرب الثانية انجز مخطط تقسيم فلسطين اما وجه التأمر الحالي فهو يستهدف تقسيم كل من سورية والعراق ضمن مخطط السيد بايدن حيث يحصر السيد اوباما جهدة للداخل الامريكي وتزيد السيدة (اشتون) تحركاتها في منطقة الشرق الاوسط والتي تجلت في غرفة عملياتها المشتركة مع نبيل العربي في القاهرة وسحبت نفسها بعد ان تجاوزها مناضلي غزة في انتصارهم الاخير بمواجهة الصهاينة وأعادت السيد اشتون تحركها في اربيل أخيرا وخلاصة القول بان السيد (دافيد كوهين) جاء بزيارته الاخيرة ليمارس الضغط على ايران وسورية على خلاف ما يجري من تصريحات وزير الخارجية الجديد السيد كيري بجنوح الولايات المتحدة نحو الحوار وفي المقابل يلوح بعض ساستها بتقديم المساعدات لما يسمونهم بالمعارضة السورية التي انتهت اخيرا الى ان تصبح مجاميع من المرتزقة والقتلة الذين تدربوا في مدارس أوردكان وتلقوا الرواتب من شيخ قطر ومع كل هذا فالنتائج تظهر بان تحركات السيدة اشتون بدأت مفضوحة لشعوب هذه المنطقة وبان تلك التحركات هي جزء من سياسة الترويض لإعادة الهيمنة الغربية مع تبدلا بسيط لوجه تلك السياسة سيما بعد ان صدمت تلك السياسة في صلابة الجيش العربي السوري المدعوم من قبل شعب ذلك البلد والموقف النبيل لكل من روسيا والصين وايران وكافة الشعوب المحبة للحرية والسلام فتلك اللعبة المكونة من تخطيط غربي ودعما قطري أوردكاني وتنفيذ من قبل محترفين ارهابيين ومرتزقة مع ما يعيشه الغرب من تدهور باحتضار الاقتصاد الامريكي وتهديدا بانفصال اسكوتلندا عن الجزر البريطانية وتورط لهولاند في حرب استنزاف في مالي والازدواجية الغربية مع افتضاحها تسمي ما يجري في سورية حربا من اجل الديمقراطية في حين المثقفين العرب تتملكهم الحيرة عندما يرون ان حرب الديمقراطية تلك تحصد ارواح الابرياء في المفخخات وفتاوى التكفير وان ما يواجهه الشعب السوري يراد نقله الى العراق حيث اخذ بعض قادة المظاهرات في المحافظات الغربية يعلنون انتمائهم للقاعدة واما عمليات التفجيرات الاخيرة والذبح لبعض الشهداء وترك اجسادهم دون رؤوس سيما لمنتسبي الجيش والشرطة العراقية ما هي الا محاولة لعودة الحرب الاهلية في العراق وبالمقابل نرى الدول المحبة للسلام وبعض الساسة الغربيون المعتدلون بدأوا يدركون بان جبهة العملاء من داعمي مجاميع الارهاب يعبثون بسلام واستقرار هذه المنطقة وعلى عكس ما هو معلن ولو ربطنا بين السياسة الدولية والاقليمية وبين ما وصلته شعارات من يقودون ما يسمى بالمحتجين في المحافظات الغربية نجدها تأتي منسجمة مع ذلك التوجه الذي يستهدف وحدة العراق ففي خطبة الفلوجة يوم الجمعة 28/2/2013 يتكلم خطيبها بقوله (يا لله ما هذه الفتنة التي احلت بالعراق) ولم يوضح من هو الذي يصر على تأجيج هذه الفتنة فالحكومة تقول انجزت 90 % من مطالب المتظاهرين والمتبقي هو على مجلس النواب انجازه في حين خطيب الرمادي بنفس ذلك اليوم يقول (رغم مدة استمرار هذه المظاهرات فان الحقوق لم تعد لأصحابها) ولم يوضح ما هية تلك الحقوق في حين يصرح احمد العلواني زاعما بان القرارات التي صدرت بإحالة بعض من يقودون ويحرضون على الاضطرابات الامنية من قادة تلك المظاهرات بان تلك القرارات لم تقترن بأوامر قبض من القضاء وهذا خلاف الحقيقة لان التحريض على غلق الطرقات وطرد الموظفين من دوائرهم واخراج الجيش والتوجه نحو بغداد هي جرائم مشهودة لا تحتاج حتى الى رفع الحصانة البرلمانية ويضيف العلواني بان سيصدر امر قبض بحقة ويعتبر اوامر القبض تلك تستهدف الرموز الوطنية معتبرا نفسه احد تلك الرموز ولا يسعنا هنا الا ان نقول مبتهلين الى الله بان يحفظ العراق واهلة فمن وقف على منصة الخطابة موجها ابشع عبارات السب لهذه الشعب يعتبر نفسه رمزا وطنيا فأذن بم يكون عليه من هو ادنى مركزا وعقلا من احمد العلواني وان القول بان مطاليب المتظاهرين هي لكافة ابناء العراق فنحن لا ندري من هم ابناء العراق الذين يقصدهم اولئك الخطباء هل الشهداء التي تحصدهم المفخخات يوميا اومن يقتلهم ممن يقفوا بجوار اولئك الخطباء ويعلنون انفسهم قادة للقاعدة ام شيوخ العشائر في الوسط والجنوب الذين اتوا الى الرمادي وقذفوا بالحجارة فهؤلاء المعممين ينسون مثل ذلك التصرف ويعلنون التمسك بوحدة العراق في حين يصرون على الاستمرار بما يسمونه بالاحتجاجات وتنحصر شعاراتهم اخيرا بمزاعم رفع الظلم واعادة الحقوق ومثل هذه الشعارات العامة والغير المحددة تعطي ابعادا اصبحت معروفة للجميع لما يراد من استمرارا لتلك المظاهرات وتستثمر من قبل المتصيدين في الماء العكر من امثال النائب امين مصطفى والعراقيون قد خبروا مثل هذه الاساليب حيث يقتل اولادهم يوميا وتقطع اوصال اجسامهم وتبقى بلا رؤوس سيما منتسبي الجيش والشرطة العراقية وتعيد القاعدة تواجدها في محافظة ديالي ونينوى وتتلقى الدعم من قبل الجهات المعروفة والمعادية لوحدة هذا الوطن وشعبة وبالمقابل ينشغل الجيش العراقي في اماكن اخرى بما يسمونه بحماية المتظاهرين ويصرح العيساوي عندما يقدم استقالته امام المتظاهرين في الرمادي بانه لم يبقى مع حكومة استباحت دماء العراقيين . يا سبحانه الله الملطخة ايديهم بدماء ابناء هذا الشعب يتحولون متباكين على تلك الدماء الزكية وكما يقول الشاعر (رمتني بعارها وانسلت) وهنا لابد ان اتذكر جملة رائعة وتوجيها قيم للعلامة الشيخ احمد الكبيسي استاذ الشريعة الاسلامية بكلية القانون بجامعة بغداد سابقا عندما ذكر وفي مقابلة له جرت اخيرا في قناة البغدادية مخاطبا العراقيين (اتقوا الله في شعبكم فأنكم تتحملون المسؤولية ولا تحاولوا تحميلها على الحكومة فقط فالحكومة مثقله بالكثير ويضيف متفائلا بانكم بعد خمسة سنوات من الان ستصلون الى مرحلة ان شعوب الدول المتخمة ستتمنى آنذاك ان تحمل الجنسية العراقية) وقد اعجبني منه وأعجب الكثير من المراقبين للأحداث في العراق قوله بجملة صدرت عنه (والله لو كان يحكم العراق يوم 9/4/2003 قائدا شعبيا يقود ولوا جنديا عراقيا واحدا في ذلك اليوم لما استطاع الامريكان ان يدخلوا بغداد) وهذه براينا عضة على كافة الحكام ان يتعضوا بها .

Share |