مبادئ الاعلام الاسلامي( ح-16) مصادر الخبر وتحليله/محسن وهيب عبد

Sat, 2 Mar 2013 الساعة : 23:55

مصادر الخبر وتحليل الأخبار:
لا يشك أحد أن كل وكالات الإنباء في العالم مؤد لجة، او أنها أصلا قائمة لخدمة إيديولوجية، معينة ولذا فان الخبر الذي يمرر من خلال تلك الوكالات، يكون قد صنع في تلك الورش او على الأقل انه لابد ان يصطبغ بصبغتها خدمة لتلك الإيديولوجية.
وعليه فان التعامل مع الخبر أي خبر حتى ولو كان بسيطا، يحتاج لكثير من الجهد لألا يكون المنقول يؤدي خدمة خفية لتلك الورش او ان الناقل خادم لورش الأخبار المعادية لله ودينه القويم.
ونحن كما أننا مأمورين في كتاب الله تعالى بان نكون أصحاب رسالة سلام وحق وعدل في ديننا علينا ان نتبين الخبر والنبأ قبل ترويجه وان يردوه الى أولي العلم منهم ليعلموا بواطنه وتاثيراته السيئة على الامة..قال تعالى:
(واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) .
وقال في مضمون التثبت من الخبر في وصية ملزمة للمؤمنين:
(يا أيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
فعلى الإعلامي المسلم أن يقف على الأمور التالية عند التعامل مع الخبر:
1- ان حوالي 95% من وسائل الإعلام العالمية تخدم ايديولجيا معادية للإسلام والخمسة الباقية لا تخدم الإسلام، و هذه الإحصائية وردت في كتاب للأستاذ الدكتور مصطفى محمود تحت اسم (الشيطان يحكم)،وهذا ما يؤكده الواقع ذلك إذا راجعنا واقع السيطرة الاقتصادية لأصحاب الأجهزة الإعلامية التي تصنع الرأي العام تمهيدا لإمضاء قرارات نخبة المصالح البراغماتية وتحكم أصحاب رأس المال.
ان تشخيص وكالات الأنباء بإيديولوجياتها وتوجهاتها يجعلنا نكون على بينة مما توجه به والى نوايا أصحابه في تو جهاتها او على وعي مما يجري في ورش أعداء الله تعالى وما تمهد به وله.
فالخبر الذي يخرج من الخبيث؛ لابد خبيث مهما كان أخراجه حسن: ومجرد هذه المعلومة تبقي الإعلامي متيقظ وواعي ومتأهب ومترقب ليجمع حسب منهج وحدة الموضوع العلل والثوابت والحقائق والموازين، ليستنبط منها غايات تمرير الأخبار في ورش الخصوم.
2- قد يكون في كثير من الأحيان الخبر المتناقل صحيح ولكنه مصنوع (مفبرك) لواقع مفتعل او مهول او لحدث موقوت لأجل غيره.
فقد يصطنع فعل ما في مكان ما لإشغال الرأي العام به عن حدث يريدون فعله في مكان آخر.
اذا؛ فليعرف الإعلامي الإسلامي بفطنته ومن خلال الضجة المرافقة للخبر فيما اذا كان يستحقها او لا يستحقها.
هكذا وكما هو معروف ان لدى إسرائيل ومن مطلع الثمانينات؛ عشرات الرؤوس النووية ودون ادنى ضجيج في حين تمتلئ الدنيا ضجيجا إزاء كل خبر بسيط عن تخصيب اليورانيوم في إيران. وعشرات الأمثلة مثل ذلك، بل معظم الإخبار التي نتداولها مثل ذلك عند التدقيق.

3- كل الأخبار التي تصدر من وسائل الإعلام العالمية إنما تصدر تحت شعار (انا خير منه) وهو شعار إبليس، ويمكن تبين الخبر الذي يخدم المستضعفين ويناهض المستكبرين؛ من خلال تطابقه مع توجيهات الثقلين العاصمين الكتاب وتوجيهات العترة., وهذا يحتاج جهد ومعرفة بالسنة والسيرة الصحيحة للمعصومين عليهم السلام مع إحاطة ولو بسيطة بالقران وعلومه وتفسيره.
4- على الإعلامي أن يتمرس على سرعة تبين الخبر في أصنافه الأربعة التي مرت معنا بين جوهر الخبر وأسلوبه وقد فصلنا ذلك في موضعه.. فان هناك ثلاثة أرباع الأخبار من صنفها لا تخدم رسالة الانسان الذي يحتاج للجوهر الحسن في الأسلوب الحسن فقط.
5- الإعلامي الإسلامي الواعي المتيقظ المترقب يتنبأ ويستشرف الإحداث ولذا فهو يتلقف الخبر ليضعه في موضعه من تنبؤاته ليسبق البغاة إلى مراميهم فيفضحهم قبل وصولهم الى ما ينشدون من سوء، وكلما مارس أكثر في التحليل نزاد خبرته في ذلك.
وهذا مطلوب على وجه الوجوب من الإعلامي المسلم ذلك لكي تتعزز الثقة بالإعلامي الإسلامي بين الناس وعندها يكون له حساب ويحسب له الحساب.
6- هناك جهات إعلامية إسلامية تحاول ان تكون في خدمة الاسلام ومراميه ورسالته لكنها وبسبب عدم خبرتها تقع في المحذور وتتخذ النهج المعادي في الاعلام، وفي ذلك تقدم خدمة مجانية لأعداء الإسلام فيقتضي التنبيه لتلك الجهات من قبل الاعلامي الاسلامي بالاسلوب الحسن وبالجوهر الحسن طبعا.

Share |