نظرات في الدراما العراقية/نعيم كرم الله الحسان-مستشار محافظ ذي قار

Thu, 28 Feb 2013 الساعة : 22:56

يعتبر الفن المعبر المحايد عن معركة الإنسان ووجوده في هذا العالم الغامض والقلق وهو المسبار الحقيقي لخبايا وخفايا النفس البشريه بكل ما ركب فيها من قلق وحيره وهزائم وإنتصارات وامل وخيبه كما أنه يسمو ويتعاظم عندما يكون صوتا لقعر الذات وقلق الضمير ومر آة الالم وحشدا لمحاربة قوى القهر والإستلاب وسلب الكرامه الآدميه ,
كما أنه يندحر عندما يقع تحت طائلة الأدلجه والشموليه وإخضاع بوصلته لرؤيه قهريه هدفها الأساس تسخير القيمه الفنيه لأجل فرض فكره معينه بالقوة والإكراه
وفي العالم اليوم تطورت أساليبه وطرقه واصبحت له مدارس ومناهج ورؤى وأصبح القوة الخارقه لترويج الثقافات والرؤى تجاه كل موضوعات الحياة والوجود كما أستغل للحرب الدعائيه من أجل سيادة نمط معين من أنماط الثقافه وعكس ثقافة الأمم التي تريد تسيد المشهد الثقافي في العالم وترويج طرق وأساليب الحياة في تلك المجتمعات وتسويقها عالميا
أما نحن في العراق وبعدما سحق الفن في عقود الديكتاتوريه مثلما سحقت معظم الشواهد الثقافيه في بلادنا ,حيث مارست الديكتاتوريه الأدلجه بأبشع صورها وضغط على معالم الفن في العراق بشكل سئ من أجل أن يكون أداة لتمجيد الفرديه والسحق الشمولي كرس هذا المنهج الحاله الثقافيه في العراق كحالة تلقي فقط وليس حالة مبادره وإبداع ,,ويعني هذا غياب المنتج الثقافي على المستوى الوطني والعالمي مما أوجد مكانا لتلقي القيم الوافده الغريبه عن ثقافة المجتمع من خلال شيوع المنتج الفني الوافد
واليوم وبعدما تخلص العراق من الديكتاتوريه وأصبح هناك مساحه واسعه من حرية التعبير وحرية الرأي وإختفاء الرقيب الأمني الذي يقود الى زنزانة الإعتقال هناك فر صة لكي تنتعش الدراما العراقيه لكي تعبر عن آلام شعب رأى من صنوف العذاب مالم يراه أحد
حيث عانى القهر والحروب والإعدام لأتفه الأسباب ورحلت أجيال من شبابه تحت طيات التراب وغابت نظرات عيون غضه لم تبصر الكثير من مشاهد الحياة
فحري أن تعبرالدراما العراقيه عن قصة ا لآلآم تلك بحجم العناء الذي خيم على الأروح لعقود طويله ,
والفن الذي يحلق في سماء أرحب ويخرج عن طوق المحليه هو الفن النابع من ضمير الأمه ومعاناتها وكفاحها حيث يكون الصدق هو موضوعه الأساس في طرح رؤاه وأفكاره وتجربته
والحق نحن نعيش في وسط هذا المجتمع المشبع بالقيم والألم لانريد من الفن أن يقص علينا حياة السكارى والمتسكعين وكأن ليس من موضوعة في الوجود إلا التفاهة والسكر
لأن الفن يتعاظم عندما يعكس بصدق ثقافة الأمة التي ينتمي لها
ومن أجل النهوض بهذاالجانب الأقدر في الوصول الى شيوع ثقافه حقيقيه من صلب نتاج الأغمه وقيمها يجب تكون للدولة بصمات في هذا المجال من خلال الرعايه والدعم والتطوير والإستماع الى الذين يحملون هما ثقافيا ويرنون ويتطلعون لعبور الحاجز المحلي والنمطي لكي يكون للعراق مشهدا ثقافيا وصورة جديده تنسجم مع تطلعاته في الحرية والحياة المدنيه مثلما يحلم ويعيش العالم .

Share |