عبد المطلب بن هاشم...وحكاية بلد أمين .../إسراء الفكيكي
Wed, 27 Feb 2013 الساعة : 23:28

لا اعرف من أين أبداء حديثي و أين انتهي.. أنا الآن أتجرد عن مشاعري واكتب واقعا مريرا قد ارتسم في حياتنا، نحن أتباع مذهب الرفض كما ننعت من أصحاب الرداء الأبيض القصير.. فقد تعرضنا إلى أنواع العذاب من قبلهم ومن ساستهم، ومن أصحاب الأفكار السوداء الذين أرتاب على دنياهم وخفناهم على ديننا واستفزتهم المعادلة الجديدة للحكم، كون الريادة والسيادة كانت لهم، في زمن أسود عاش فيه العراق طوال أربعة عقود، ومنذ عام ٢٠٠٣تصفحت إحدى الأوراق التي خلفها النظام المقبور والتي تقول ما نصه:... اندسوا في جميع المؤسسات الحيوية للحكومة والدينية والسياسية، من اجل زعزعة أمنهم وعدم سيادتهم في العراق ـ ويقصد هنا الشيعة ـ ، ومع كل أسفي أجد هذا التغلغل اليوم ينخر البنى الأساسية في عراقنا الجديد، حيث دبّ كل مفسد إلى قطاعات الحياة في المجتمع، وتأثر كل من باع دينه بدنياه، واشترى الآخرة مدعيا كما يقول، بوجبة إفطار مع الرسول في الجنة والرسول براء منه ......
إن الدافع إلى ذلك ما هو إلا حقد دفين، يرجع تأريخه إلى عصر ثارات أسلافهم من أمير المؤمنين لقتل أجلافهم في بدر،كما تمثل يزيدهم عندما قتل ابن بنت رسول الله وسبى عياله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
لذا نجد اليوم معاوية ويزيد في أقوال وأفعال القوم، فهدموا الأضرحة وقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء، ولم يتركوا شبرا إلا وعاثوا فيه ونشروا الفساد والرذيلة، ما إن نتنفس الصعداء إلا ونواجه معضلة جديدة تلم بالعراق من جديد،.. وثمة من ساسة العراق شارك في دمار الوضع وكل له دور في خرابه.. فقد اهتموا بأنفسهم وبمنافعهم وامتيازاتهم ، متمتعين ومروحين عن أنفسهم بالسفرات والرحلات خارج البلاد وتركوا كراسي الخدمة! التي تكالبوا عليها وتمسكوا بها تحت شعار الخدمة والتكليف الشرعي، واتضح وافتضحت حقيقة شعاراتهم من إن الهدف هو التدرع بالشعار وليس العمل به، لا بل وازداد عبثهم ليقفون بوجه أي خطوة أو مبادرة تريد بناء البلد أو خدمة أبنائه..والأعجب أنهم إذا أرادوا أن يوقعوا على تشريع في البرلمان ينظرون إلى محتواها، فإذا تطابقت مع مصلحتهم كانوا معها، وإذا كانت تخص خدمة الشعب المغبون حقه نجدهم يتمهلون ويتجادلون..
خير مثال على ذالك المبادرات التي طرحها المجلس الإسلامي الأعلى، من تأهيل ميسان ومبادرة الطفولة وجعل البصرة عاصمة العراق ألاقتصاديه ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة..نجد أنها كلها قد همشت ولم تلق صدى على ارض الواقع.. وخذ عندك قانون إقرار الموازنة: فها هم يماطلون في لإقرارها منذ شهر أو أكثر.. ولا اعلم إلى أين سيأخذوننا..
لقد ظهرت حقيقتهم وانكشفت عورتهم، وما على الأمة إلا أن تعي هذه الحقائق وتتصرف على ضوئها بالتعامل مع هؤلاء المتاجرين بالسياسة والوطن والمواطن،وان لا تكون ردة الفعل اتجاههم مقاطعة الانتخابات، فهم يتمنون ذلك كي تخلوا الساحة لهم ولبعض أنصارهم من النفعيين لكسب أو تزوير الأصوات لتبقى الكراسي ملك لهم فيما تستمر معاناتنا..
لا أعلم لماذا حضرني قول عبد المطلب بن هاشم ساعة اقتربت فيلة أبرهة من البيت العتيق: (( للبيت رب يحميه))!!!