مغنية الحي...لاتطرب/نصيرالسلام الجابري

Wed, 27 Feb 2013 الساعة : 22:40

حدثني أحدهم بأنه كان طالبا في الكلية العسكرية عام1982 وكان أغلب الضباط العراقيون من كادر الكلية قد أرسلوا الى الجبهة فاستعيض عنهم بضباط من الجيش الأردني الحليف للجيش العراقي وقتذاك ..
يقول هذا الرجل بانه كان من الطلاب المتفوقين وكان كثير الفاعلية والمناقشة وذات يوم سأل آمر فصيله في درس ألأسلحة بان طالما كان مبدأ تدمير الدروع بأسلحة مقاومة الدبابات يقوم على أساس نفاذ الغازات النافورية الساخنة جداًفي قمع رأس المقذوف الى سطح الدرع الحديدي فتذيبه وتندفع الى داخل جوف الدبابة أو العجلة فتحرق كل مابداخلها من أشخاص وتجهيزات وتفجر الأعتدة أذن لماذا لانقم بوضع شبكة حديدية واقية أو جيوب مائية تحيط بجسم المركبة المدرعة فتعمل على أفشال تأثيرات تلك الأسلحة؟؟؟؟
فأجاب الضابط الأردني الجهبذ مستهزئاً بان (لوكان هيك كان عملوها الأمريكان أو الروس مش ينتظرون حضرتك تفتي لهم بهالفتوى يافلانَ!!!) وكان أسمه على مايذكر صاحبنا (النقيب عطا سليمان).وأنتهت الفكرة والنقاش عند هذا الحد.
الا أن الرجل تفاجأ كما يقول عندما شاهد العجلة الأمريكية المدرعة سترايكر عام 2003 عند دخول القوات الامركية الى العراق وهي محاطة بالشبكة التي تصورها عام 1982.
فيما يضيف بانه قدم دراسة شاملة تتناول معاضل الدروس المستحدثة في حرب مكافحة الأرهاب ..بعد أن عاث ألأرهاب فسادأً في أرض العراق.
وأول محاورهذه الدراسة هو التغلب على معضلة شل النشاط الأنساني للمجتمع بتقييد حركة سابلة المركبات التي تحدث حاليا وتثير سخط وتذمر المواطنين(وهو ماتهدف أستراتيجية الأرهاب الى تحقيقه) من خلال التفتيش الصوري غير المجدي الذي يجري حاليا . وقدمها بمختلف الطرق الى أعلى المستويات القيادية المسؤوله لغرض مناقشتها معه ومن ثم تبنيهاوتطبيقها ,في الوقت الذي يدعوا به السياسيون الى تغيير الخطط والأسترايجية الحالية التي باتت لاتتلائم واساليب الأرهاب المتعددة في تهديد الشعب .فكان أن اهملت دراساته وآراءه دون ان تناقش حتى.
فيما يضيف صاحبنا بان دراساته أشتملت على آلية جديدة في  الأستخبار والمعلومات التي تحقق تأمين المبادأة لصالح قواتنا المسلحة والتحقق الأني من هوية المركبات وحماية الطرق الخارجية باساليب تعبوية مستحدثة أضافة الى أدارة العمليات التعرضية التي تتناسب مع التهديد الحاصل في الساحة.
ولكن جهوده ذهبت أدراج الرياح كما يقول رغم ان الرجل كان قدكُتب عنه من أعلى معاهد الدراسات الأستراتيجية في العالم بانه يتمتع بقدرة عالية في الفكر الأستراتيجي  وله آراء قويه أتخذ منها فريقه (من طلاب الدول المتقدمة) مساراً لبحوثهم كما جاء بتقرير تخرجه من ذلك المعهد. ولكن كما يعبربأن( لارأي لمن لايسمع).فهو لاينتمي الى حزب في تأريخ حياته غير العراق.
لقد جائني أخونا (المُحبط) وهو متألم جدا بسبب مشاهدته في التلفاز ألأسلوب الذي أقترحه في التفتيش منذ سنين يقوم به الجيش السوري الحر عند سيطرته على ألطريق الدولي بين حلب ودمشق وهو يقسم بأغلظ الأيمان بان هذه فكرتي ...ولكن مغنية الحي لاتطرب

 

Share |