مبادئ الاعلام الاسلامي الحلقة الخامسة عشرة/محسن وهيب عبد

Wed, 27 Feb 2013 الساعة : 22:21

مؤهلات الإعلامي المسلم:

الإعلام0 كما علمنا - مهمة وعى خطير شأنه، ولكنها تكاد تكون مهملة في عالمنا الإسلامي على مستوى المؤسسات والإفراد، بل قد تجد مرجعية دينية كبرى لا تهتم ولو بتخصيص شعبة خاصة للإعلام، لنشر توجيهات المرجع او للرد عن الإسلام او لمواجهة الغزو الثقافي لأعداء الإسلام.
ولكن قبل التفكير بمؤسسات إعلامية إسلامية لابد ان نؤشر مؤهلات الإعلامي المسلم الذي يجدر به التصدي إلى هذه المهمة الخطيرة في الإسلام، فلإعلامي المسلم ليس هو من انتسب إلى الإسلام عن طريق والديه وعمل في احد المؤسسات الإعلامية، بل الإعلامي المسلم هو الذي اعتقد بالإسلام دينا، وعقله ووعاه عقيدة، و اتخذه نظاما لوجوده ولحياته ولعقله، واختار الإعلام مهنة ومهمة يبلغ بها ما اعتقده ووعاه، ويعرف كيف يدافع عنه، فهو الانسان الذي يعيش من اجل عقيدته.
ولذا فان الحديث عن مؤهلات الإعلامي الإسلامي هو حديث عن المؤمن المخلص في عبوديته لله تعالى وينشد الكمال في معاني إنسانيته، ولم لا وهو يمتهن رسالة الأنبياء ويتعبد بمهام من أرقى المهام في الوجود، هي انه يطلب للإنسان ان يكون في الأرض خليفة.
مؤهلات الإعلامي الإسلامي:
بالإضافة الى التخصص الأكاديمي الإعلامي، والإحاطة باللغة ومهارته في استعملها والتعبير البلاغي للنصوص الإعلامية إذاعة وكتابة وخطابا ، فإن للإعلامي الإسلامي مؤهلات أخرى، يستحق بها ومعها ان يتصدى لهذه المهمة الرسالية العبادية الخطيرة أهمها:
1 - العقائدية والعلم بالعقائد:
إحاطة الإعلامي المسلم بعقيدته الإسلامية وعلم الكلام فيها، وكذا بالعقائد المعروفة لتتشكل بها قناعاته الموالية او المفارقة أولا وليقنع الآخرين بما يعتقد انه الصواب، وليحسن الدفاع ورد الشبهات عنها ، اما العلم العقائد الأخرى فلكي يعلم مواقع القدسية فيها فيحترمها في ما يعلم عنه ففي الإسلام لا أكراه في الدين.
ثم هناك فائدة أخرى من العلم بالعقائد؛ هو ان الإعلام كما قلنا يفصح عن عقائد المعلمين، فمعرف الإعلامي الإسلامي بالعقائد مفيدة جدا في معرفة توجهات الآخرين وعقائدهم من خلال التحليل الإعلامي لما يكتبون او يصرحون به او حتى لما يلمحون له.
2 - اجادة لغة عالمية حية واحدة على الاقل غير لغته:
لأن الإعلام العالمي يدار بلغات غير اللغة العربية أولا، وثانيا؛ لأن في كثير من الأحيان هناك خلاف بين النصين للمادة الإعلامية الأصلي بلغته والمترجم، وغالبا ما يحصل الخلاف هذا عن قصد او عن غير قصد، وهنا يكون للإعلامي الذي يجيد لغة أخرى عين أخرى للنص فيسلم من التعسف الذي يبلغه لمتلقيه من ترجمة الآخرين.
3- معرفته بالاسلوب والجوهر فيما يعلم عنه وفيما يتلقاه:
دأبت وسائل الإعلام العالمية على ان تصدر إعلامها بأسلوب حسن يتمتع بالجاذبية، ولكنه لا يخرج عن كونه فعل وقد مر معنا تفاصيل الخلاف بين الجوهر والفعل، والإعلامي المسلم هو أدرى الناس بالفعل الوحيد الذي يعنى الحسنة والإحسان، اذ لا يكون الفعل حسنا ما لم يكن ظاهر لقوة كونية علتها الرحمة، فهو أدرى بمكامن الخطر من أسلوبه، وعليه وعلى أساسه يكون عنده التعامل مع النصوص الإعلامية في الاستنباط والتحليل.
1- - فهم أساليب التضليل والتهويل او التهميش"
فصلنا في ما تقدم معاني التضليل الإعلامي، ويعلم الكثير من الإعلاميين معاني التهويل الإعلامي وأساليبه، وقد تتحاشى الجهات العالمية أحداث بالغة الأهمية في عملية تهميش جلية لتلك الاحدات لأنها تضر بأجنداتهم السياسية او توجهاتهم العقائدية.
ان مجرد الالتفات لهذه الأساليب تمنح الإعلامي المسلم الفطن؛ القدرة على المبادرة والتوجيه وتفشل تلك الأساليب وما وراءها من توجهات، بالإضافة إلى أنها تخدم الإسلام و تحافظ على ثقافته.
5 - الحذر في التوجهات والوسطية والاعتدال
مهما يكن الإعلامي محيطا بمعارف مهمته مقتدرا في وظيفته، فانه في كثير من الأحيان وفي زحمة العمل قد تفوته مواد إعلامية بالغة الدقة لا يستطيع توظيفها لما يناسبها بما ينسجم مع توجهه العقائدي، او لا يكون متأكدا من عللها ونوايا مصادرها، ولذا وعلى هذه الحال فالتعامل الحذر اسلم طريق لمنع الوقوع في المحذور والاعتدال والوسطية تمنح الإعلامي الفطن الفرص لان يكون مبادرا في الوقت المناسب ليعطي رأيه المحترم، لان التفريط والتطرف يفقدان الإعلامي الاحترام على الأغلب ولن يكون له كثير من الحرية للتراجع عن أرائه المتطرفة بالإضافة الى ما قد يتسبب في فواجع من خلال تطرفه يفزع منها المجتمع، وتجعله منبوذا...ثم ان الاعتدال والوسطية هى منهج الإسلام ووصايا الكتاب والعترة العاصمين من الضلال.
6 - ان يكون موثقا:
ان كسب ثقة الناس امر غير ميسور بعد ان تعددت وسائل الإعلام وكثر فيها الكذب والتدليس والخداع والتضليل، كما ان فقدان الثقة سريع الحدوث حتى بعد اكتسابه لمجرد كذبة واحدة غير مقصودة، لذا فمنهج الإعلامي الإسلامي يجب ان يكون موثقا بالأسماء والتواريخ والمصادر الحقيقية وبلغاتها وليس المترجمة، وفي هذه الحال عليه ان يتجنب الأخذ بعبارات تسبق البلاغ او النبأ مثل:
قال مصدر مقرب، او يقول الخبراء ، او يقول مصدر وثيق الصلة، او تقول مصادر عليمة، او رشح عن مصادر موثوقه....الخ.
فهذا يشعر المتلقي بان الإعلامي المحرر لهذا الخبر هو إعلامي لعوب يريد تمرير ما في نفسه، فما على الإعلامي المسلم الا ان يوثق ذلك المصدر ، وفي كل الأحوال على الإعلامي الاسمي ان يكون صادق بل ويحشى حتى الأساليب التي يمكن ان توقعه في الكذب، وذلك عن طريق استقبال الأحداث بروية وان يوزنها برؤى كونية طبقا لبديهيات السنن ألثمانية التي مر ذكرها.
7 - ان يطور لغة الخطاب التي يتبناها وينمي وعي عقيدته وخبراته ومهاراته الإعلامية وقدراته في المواجهة والتوجيه باستمرار؟
 

Share |