ازدياد حالات تعاطي المخدرات بسبب "الأجانب" وقانون مكافحته ينتظر التعديل

Wed, 27 Feb 2013 الساعة : 7:37

وكالات:
تسجل وزارة الصحة العراقية، مؤخراً، ازدياد حالات تعاطي المخدرات في العراق، خاصة في المناطق التي فيها اختلاط مع الأجانب.

وبرزت ظاهرة الإدمان على المخدرات والاتجار بها في المجتمع العراقي مع تحوله إلى ممر للتهريب من دول الجوار الإقليمي إلى دول الخليج العربي.

ورغم جهود السلطات العراقية المختصة في مكافحة المخدرات إلا أنها ما تزال لم تصل الى مرحلة السيطرة على تسارع تعاطي المخدرات والاتجار بها في البلد.

وحسب جهات أممية فإن العراق يمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً وبفعل تردي ظروفه الاقتصادية والاجتماعية وضعف تدابيره الأمنية يصنف بحسب إحصاءات الأمم المتحدة ضمن قائمة المنافذ النشطة لتهريب المخدرات.

ويعتقد خبراء عراقيون أن زيادة حالات تعاطي المخدرات يعود إلى غياب الرقابة الحكومية وتزايد المشاكل الاجتماعية والنفسية في أوساط الشباب.

ومع تحذير وزارة الصحة من تزايد حالات الإدمان على المواد المخدرة بسبب تزايد نشاط بعض مهربي المخدرات ولاسيما في المناطق الحدودية، طالبت جهات قضائية بإدراج أصناف من العقاقير في القانون ضمن قائمة المواد المخدرة.

ويقول مستشار وزارة الصحة عماد عبد الرزاق، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "إحصائيات وزارة الصحة ووزارة الداخلية تشير إلى وجود زيادة في أعداد متعاطي المواد المخدرة في المناطق الحدودية والمناطق التي فيها تماس مع الأجانب الوافدين الى العراق"، مبيناً أن "الزيادة في عدد المتعاطين للمخدرات تؤشر إلى وجود حركة لتجار المخدرات في هذه المناطق".

ويضيف عبد الرزاق أن "العراق بعد أن كان ممراً لنقل المخدرات بين الدول الجوار، أصبح يستهلك جزءاً من المخدرات المارة عبر أراضيه".

تجار المخدرات يطورون أساليبهم

في محافظة كربلاء، شهدت السنوات الأخيرة نشاطاً ملحوظاً لتجارة المخدرات، ولم يقتصر هذا النشاط على تجارة الحبوب المخدرة بل تعداه إلى ترويج أنواع من المخدرات مثل الهيروين والكوكايين.

وألقت شرطة كربلاء في الفترة الماضية القبض على عدد من الأشخاص بينهم إيرانيون بتهمة المتاجرة بالمخدرات وصادرت كميات منها كانت بحوزتهم، الأمر الذي يزيد من المخاوف من اتساع نشاط مروجي المخدرات من الإيرانيين باتجاه العراق وكربلاء خصوصاً.

بموازاة ذلك حذرت أوساط قضائية من وجود نقص في التشريعات الخاصة بمكافحة المخدرات، ويقول القاضي المختص بالنظر في قضايا المخدرات بمحكمة جنايات كربلاء، أحمد الهلالي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أنواعاً من العقاقير لم تدرج كمواد مخدرة في التشريع القديم الخاص بمكافحة المخدرات"، مشيراً إلى أن "العالم يشهد باستمرار إنتاج عقاقير جديدة، بعضها يستغل باعتباره مادة مخدرة ما يحتم متابعة إنتاج هذه العقاقير".

ويضيف الهلالي أن "تجار المخدرات باتوا يستخدمون أساليب متطورة في تصنيع وترويج المخدرات ولابد من مواجهتهم بقانون متطور أيضاً"، مطالباً وزارة الصحة والجهات القضائية بـ"إدراج هذه العقاقير ضمن لائحة المخدرات".

يشار إلى أن وزارة الصحة أعلنت، أن هناك أكثر من 1400 حالة إدمان مسجلة على المخدرات في العراق، وتحتل العاصمة بغداد النسبة الأكبر بعدد المدمنين فيها، مؤكدة أن الأرقام الحقيقية قد تصل إلى أضعاف هذا الرقم بسبب عدم تسجيلها، فيما أشارت مديرية شرطة بغداد إلى أن المخدرات تدخل العراق من دول مجاورة.

وأكد قاضي تحقيق في ملف مكافحة المخدرات في محافظة كربلاء أكد، في أيلول 2012، أن العراق يستهلك حالياً الأفيون والهيروين والحبوب المخدرة بشكل واسع، وفيما اعتبر أن هناك تنوعاً في طرق دخولها للبلاد، أشار إلى وجود أطفال في مراحل الدراسة الابتدائية بين المتعاطين.

يذكر أن مجلس محافظة كربلاء قرر، في حزيران 2012، تشكيل لجنة لمتابعة موضوع انتشار المخدرات بين أوساط الشباب، مطالباً السلطات الأمنية بتكثيف إجراءاتها لمراقبة صالات الألعاب والمقاهي للحد من تعاطي المخدرات، فيما حذر المدير السابق لمكتب مكافحة المخدرات في المحافظة من تداعيات انتشار هذه الظاهرة.

قانون المكافحة بين الوزارة والبرلمان

بدورها طالبت لجنة الصحة النيابية وزارة الصحة بإرسال قانون مكافحة المخدرات إلى مجلس النواب لغرض المصادقة عليه.

وقال عضو اللجنة الدكتور صالح الحسناوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، "عندما كنت وزيراً للصحة قدمت وزارة الصحة مشروع قانون مكافحة المخدرات لمجلس النواب، ولكن وزارة الصحة الحالية سحبته لغرض التعديل عليه"، داعياً إياها إلى "إعادته الى البرلمان بالسرعة الممكنة ليتم التصويت عليه".

يشار إلى أن مديرية مكافحة المخدرات في محافظة السليمانية أعلنت، في (15 كانون الثاني 2013)، عن اعتقال 165 تاجر ومتعاطي للمخدرات في المحافظة وضبط كميات من المواد المخدرة خلال العام الماضي 2012، فيما أشارت إلى أن من بين المعتقلين تجاراً إيرانيين.

يذكر أن وزارة الصحة كشفت عن سعيها لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات في البلاد، من خلال استحداث أقسام لعلاج الإدمان في عموم المحافظات، وشددت على كون العراق ربما يصبح بلداً مستهلكا للمخدرات، بعد أن أصبح ممر لهذه التجارة السوداء، وأكدت الصحة أن العراق يستهلك حالياً ووفقاً لتقارير الوزارة، ما نسبته 10% من المخدرات المهربة.
المصدر:السومرية نيوز

Share |