ياسر وشهادة البكالوريا-عقيل الموسوي المانيا

Sat, 9 Jul 2011 الساعة : 9:51

احبو حين تحبو , وترقص قدماي مناغمةً قدميك , وتبقى عيناي على وسادة القلب سهدةً بأنتظار صباحٍ جميلٍ تحمل فيه حقيبتك المدرسية متوجها صوب المستقبل المجهول , حينها سأمزق اوراقَ عمري كلَّها لأنثرها امام خطواتك التاليه
كتبتُ هذه الكلماتِ قبل تسعةَ عشرةَ عام ولما يبلغ ابني عامَه الاول , حينما اسرعتُ لشراء حقيبةٍ اجنبية الصنعِ بعد ان اعطى الطاغية مدة شهرٍ واحدٍ لتصريف كلَّ البضائع الاجنبية .
بالأمسِ تذكرتها وانا ارى اشرعةَ عمري بسنواتها التي شارفت على الخمسين وقد مزقَتها رياحٌ كان مصدرها القدرُ مرةً وسوءُ التخطيطِ مراتٍ عديدةً , لذا تراني لم ادّخر جهداً لكي امنع تكرار تجربتي مرةً اخرى , تلك التجربة التي تركتني لا أزال ابحث عن ذاتي عبر كلِّ المواقفِ وخلال أدق التفاصيل ولكن دون جدوى , وهذا ما دعاني للأعتقاد بأني اعيش خارج التاريخ والجغرافية بل وخارج الزمان والمكان , بالأمسِ , وبالأمسِ فقط وحين استلم ابني شهادةَ البكالوريا والتي يعتبرها الالمان بمثابة البوابة التي يلج فيها الانسانُ للعبور الى عالم المستقبل الافضل , احسست بأني امسكتُ الخيطَ الذي قد يوصلني الى عزائي في سنواتِ عمري التي مزقتُها لأنثرها على اعتابِ خطواته التي طالما تعثرت , وربما عجزت في اوقاتٍ اخرى عن التقدم أن لم تكن قد تراجعت الى الوراء , بالأمس فقط أبصرتْ عينايَ حزمةَ ضوءٍ في نهاية النفقِ توحي بوجود بصيصٍ من الأمل , كان من شأن تلك الدمعةِ ان تغسل احزاناً تلبدتْ بين طياتِ عقدين من الزمان , لو لم يحبسها الخجلُ من وجود المئات من المحتفلين بتلك المناسبة الجميله , والذي كان من ضمنهم عمدة البلدة التي نحن فيها , وما زادني فخراً واعتزازاً كونه الاجنبي الوحيد من بين واحد وثمانين خريج , فكم هو جميلٌ ان تقوم الحكومات المحلية برعاية هكذا فعالياتٍ من شأنها أن تبعث روحَ الاملِ والثقةَ لدى اولياء الامور قبل الطلبةِ انفسهم , وكم هو جميلٌ حين ترى الهيئةَ التدريسية تقف على المسرح وبكل تواضعٍ لتنشد اناشيدَ تودع فيها تلك الكوكبةِ من ابنائها , والتي ستبقى تلك الصورة في اذهانها مابقيت على قيد الحياة بل وستكون لهم بمثابة نقطة الالتقاء أو الشروعِ التي تجمعهم قبل انطلاقاتهم مختلفةِ الاتجاهاتِ باحثين عن مواقعهم الاعرابيةِ في حياتهم المستقبليه .

Share |