الفتنة قادمة من علماء غرب العراق/سمير القريشي
Sun, 24 Feb 2013 الساعة : 23:34

الوقت والظروف والتداعيات لا تسمح بخطابات الثورة وأهازيج الانتقام والوعد والوعيد ..لا تسمح أن تتحول خطابات صلاة الجمعة في محافظات غرب العراق إلى صراخات استغاثة وتأجيج طائفي واستعانة بدول وشخصيات هي بالواقع من أعداء الشعب العراقي .. لان الصراع سيتحول إلى صراع بين مكونات الشعب الواحد ,وأي صراع حين يكون بين طائفتين لم يغمد لهما سيف قرون طويلة ؟؟
أن اغلب علماء دين محافظات غرب العراق ليس لديهم حكمة ولا حتى وعي لما يفعلون في ساحات الاحتجاج.. أنهم مجرد دعاة للفتنة والحرب .ولو أنهم كانوا على قدر المسؤولية الشرعية والوطنية لما أقدموا إلى ما أقدموا عليه من شعارات طائفية جعلت خصمهم شعب محافظات جنوب ووسط العراق قبل أن يكون خصمهم الحكومة أو القوات الأمنية أو الدستور الذي يطالبون بإلغائه أو قانون 4 إرهاب .
فإذا كان علماء الدين في غرب العراق واعون لما يفعلون ويقولون .. من باب أن كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. فان ذلك يعني أن القوم قد حسموا آمرهم ولم يعد أمامهم سوى الحرب ,وان قوى التغير التي آخذت على عاتقها تغير خارطة الشرق الأوسط قد قطعت وعدا لعلماء الفتنة بالدعم والمساندة بالمال والسلاح وحتى الرجال .وان رياح التغير لم يبقى على هبوبها على العراق أكثر من انهيار سوريا وسقوطها بيد قوى التكفير الإرهابي ..
لكن الشيء الذي لم يأخذه علماء السوء والفتنة والقتل ( هذا هو شأنهم ) بنظر الاعتبار ردة فعل الجهة المقابلة والمقصودة من التغير ..؟؟
لم يأخذوا بنظر الاعتبار أن الحرب الطائفية لا تفقه شيء اسمه العقل والمنطق .ولا تعرف شيء اسمه الرحمة .ولا تعترف بالبريء والمسالم والعاجز ..ولا تحترم الكبير قبل الصغير .ولا تقر بمقدسات وحرمات وأعراف وقوانين وأخلاقيات ..أنها حرب إبادة بكل ما تعني كلمة الإبادة من معاني لا يستثنى منها من الذبح الطفل الرضيع والمرأة البائس ولا يحسب فيها للتاريخ والحاضر أي حساب ..لم يدرك هؤلاء علماء السوء.أن الحرب الطائفية سوف لا تبقي لا بغداد موسى الكاظم صلوات الله عليه .ولا بغداد هارون العباسي ..ولذلك أقول أن علماء السوء في محافظات العراق ليسوا بعراقيين. لو كانوا كذلك لما كانوا دعاة للحرب والفتنة والدمار في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالمنطقة ..
لقد سقطت أقنعنه القوم وبانت عوراتهم للجميع وتبين أنهم لا يرمون إلى إسقاط حكومة بغداد من اجل مطالب يعتبرونها مشروعة كما يدعون .فشعب محافظات جنوب ووسط العراق وتحديدا بغداد يدركون أن علماء السوء لا يرمون بأقل من القضاء على الشيعة والقضاء على مذهب أهل البيت عليهم السلام. آذ سبقتها خطوة القضاء على سوريا على أن تليها سقوط إيران في الخطوة الأخيرة وكل ذلك يأتي في أطار الدولة السلفية الكبرى ..هكذا يفكر الشيعة في العراق لما يدور من احتجاجات في غرب وطنهم .وبالتالي فان المعركة القادمة ستكون بين الشعب السني والشعب الشيعي العراقي ( وهذا مبتغى علماء الفتنة والسوء والقتل والدمار والتكفير والإقصاء )
لقد انحرفت بوصلة الاحتجاجات والاعتصامات باتجاه خطر إلى درجة كبيرة ومع هذا الانحراف بدا الصبر الشيعي ينفذ تدريجيا وأخذت بنفاذه في كل يوم تخرج كتائب مسلحة تعلن العداء لأهل سنة العراق كنتيجة طبيعية لسيل التصعيد والحقد ولتحريض الذي يقدمه علماء السوء في غرب العراق ..مع بقاء المرجعية الدينية في النجف الأشرف على موقفها الثابت من الوحدة الوطنية والدينية والتي تعتبرهما خط احمر لا يمكن التجاوز عليه . لكن في ذات الوقت لا يمكن أن نعول على المرجعية الكثير في حال فلت زمام الأمور ونشبت الحرب الأهلية أو الطائفية لان الحكم فيها سيكون حينها للبندقية والمدفع ...
وعلى كل حال ومادام الله تعالى قد دفع إلى الآن شر الأشرار وتحريض المحرضون .ومازال للعقل بقية ندعو الله تعالى أن يكون كل أبناء العراق على حذر كبير من مخططات الأعداء ونأمل منه تعالى في والركون إلى الحوار وعدم الانجرار إلى حربا لا رابح فيها آلا إسرائيل ومن يدور في فلكها .والشيء الآخر الحذر كل الحذر من تجار السياسية والخونة الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم على حساب أبناء هذا الشعب المظلوم ..والعاقبة للمتقين