افلاس المعارضة المسلحة السورية والانحدار اللاأخلاقي الامريكي/عبد الامير محسن ال مغير
Sun, 24 Feb 2013 الساعة : 22:27

تمر المنطقة العربية بمخاض عسير بين هجمة متخلفة شرسة يغذيها الغرب وعملائه وبين استنهاض الهمم لأبناء هذه الامة وقد مر العراق بمراحل ما انتهت له المعارضة السورية وكان يبرر ذلك في بادئ الامر بمواجهة القوات المحتلة وبشرعية الدفاع عن حرمة الارض ولكن عندما رحل المحتل استمرت بعض الفصائل المسلحة المتحالفة مع القاعدة باستعمال المفخخات لقتل ابناء هذا الشعب وبعد ان ظفر الجيش العراقي الباسل بالمقبور الزرقاوي بدأت تذوي شوكة قتلة الشعب العراقي الا ان المعارضة السورية التي ابتدأت ضمن ما سمي بربيع الثورات وكانت سوريا اخر الحلقات لذلك الربيع وبدفع القتلة نحو الاراضي السورية عبر الحدود اللبنانية من قبل الولايات المتحدة ثم تصاعدت بدعمها الا محدود من قبل القوى الدولية والاقليمية لتصبح تلك المعارضة مطية يستهدف من خلالها دهاقنة الاستعمار الغربي في المنطقة واسيادهم من ناهبي خيرات الشعوب تستهدف هذه القوى سيادة سوريا ونهضتها التنموية ومحاولة اعادتها الى الوراء لصالح اسرائيل والمصالح الغربية وقد واجه الجيش العربي السوري حربا عالمية من مختلف القوى الارهابية ومن شذاذ الافاق سواء المحترفين للإرهاب او للمرتزقة الجياع ( كالتوانسة ) حيث يلوح لهم ( شيخ النعاج ) بالدولار الامريكي وفق ما يملى عليه من اوامر تصدر من امريكا او اسرائيل وربما يقع في نفس الاصطفاف بعض امراء النفط المتخلفين اللذين يجدون في الانظمة العصرية ما يؤكد عقدة تخلفهم وهكذا تتكون المعارضة السورية الخارجية بفعل تلك القوى وتسقط المجموعة تلو الاخرى بعد كشفها عدا من وعوا ابعاد التخطيط الذي وضع لهذه المنطقة حتى وصل الامر أخيرا لمجموعة معاذ الخطيب التي كانت ثمرة الطبخة التآمرية لاجتماع الدوحة وباركتها فرنسا وبريطانيا وتركيا ودعمتها امريكا بالمال والسلاح حيث اعترفت ( كلينتون ) فيما مضى بأنها اوعزت لأوردكان وشيخ قطر بتزويد الارهابيين في سوريا بكافة احتياجاتهم ولكن الجيش العربي السوري صابر وصمد امام هذه الهجمة الشرسة وبعد قتل اغلب القادة لمجاميع المرتزقة في سوريا والهزائم المتكررة لفلولها جنحت أخيرا نحو السلاح الاخير لديها باستعمال المفخخات وهي الطريقة المفضلة لدى زمرة القاعدة المتحالفة مع من يسميهم معاذ الخطيب بالمعارضة حيث مثل هذه الوسيلة تقتل اكبر عدد ممكن من الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ومن شعب بريء لم يصدر منه ما يعكر صفو الامن في المنطقة او التأثير عليها ولكن معاذ الخطيب او ائتلافه لا سلطة لهم في حقيقة الامر على العناصر المسلحة حيث صرحت تلك العناصر ولمرات عدة بأنها لا تلتزم بأوامر تصدر من جهات مدنية في المعارضة خصوصا وان جبهة النصرة وفصائل القاعدة هي المسيطرة كليا على مجاميع المسلحين الان في سوريا وقد شجبت جميع القوى في العالم الجريمة النكراء لتفجير دمشق الاخير عدا الولايات المتحدة صاحبة الدعاوى الزائفة برعاية المطالب الديمقراطية وحريات الشعوب مع انها في حقيقة الامر تعتبر من اكبر القوى الدولية المكبلة لتلك الحريات من خلال تسليطها وتمكينها للحكام العملاء من رقاب تلك الشعوب فأمريكا هذه لم تشجب ذلك الفعل الشنيع كما انها رفضت علنا اصدار قرار من مجلس الامن يدين تلك الجريمة النكراء في حين تدعي بأنها تحارب الارهاب زيفا اما فرنسا فهي من جهة تدعوا الى رفع الحضر عن الاسلحة التي ترسل لمن تسميهم بالمعارضة السورية ومن جهة اخرى فأنها شجبت التفجير الاجرامي الذي حصد عشرات الارواح من الابرياء في دمشق وبنفس الوقت فأن بريطانيا وفرنسا هما في حقيقة الامر بقايا الامبراطوريتين اللتان اذاقتا شعوب هذه المنطقة الامرين بنهب خيراتها والان تعيدان الكرة ولكن ليس بواسطة جيوشهما وانما بأتباع اسلوب شق الصف بين ابناء هذه المنطقة طبقا لقاعدة ( فرق تسد ) وهذا وجه ثاني من وجوه الهيمنة الاستعمارية الجديدة اما الولايات المتحدة بموقفها الاخير تكشف بجلاء الانحدار اللاأخلاقي المفضوح لسياستها الدولية وهذه بنظرنا بداية للانحطاط الكامل للمستوى الاخلاقي ولم تعد المزاعم بحماية الحرية والديمقراطية التي يرددها زعماء الغرب الا نوع من النفاق الزائف ففي الوقت الذي يدعمون حكومة مالي بوجه ما يسمونه بالإرهاب ولكنهم في منطقة اخرى من العالم يدعمون القوى الارهابية علنا في سوريا صحيح ان امريكا من خلال حمايتها لإسرائيل كشفت ومنذ امد بعيد عن وجهها الحقيقي اما حكومة معاذ الخطيب الانتقالية هي تعبر عن مشهد بائس يثير السخرية فتلك الحكومة التي يوجدها أوردكان وشيخ قطر وبمباركة اسرائيل تعبر عن الحالة التي وصلت اليها زمرة معاذ الخطيب والتي اماطت اللثام عن عمالة ليس فقط لأمراء النفط والقوى الغربية وانما لإسرائيل بفتح الحدود الاسرائيلية لمن يصابوا من العناصر الارهابية في سوريا بإدخالهم المستشفيات الاسرائيلية ومهما تكن المؤازرة والدعم الذي يبديه رهط شيخ قطر وآل سعود واوردكان حيث يلتقي جميع معادي هذه الامة في حرب دولية ضد الشعب السوري ولكن كل ذلك سيؤدي الى اعادة تصاعد الوعي لدى الشباب العربي والانتصار لقضية سوريا العادلة من قبل الدول المحبة للسلام حيث صرح السيد لافروف وزير الخارجية الروسي بأن مزاعم تكوين الاماكن الامنة لما يسمى بالمعارضة السورية على مقربة من الحدود التركية غير مسموح به حيث ان أي قرار يصدر وبأي شكل في الوقت الحاضر يستغل في التدخل في الشأن السوري اما الحكومة السورية فمن حقها ان تستعمل جميع امكاناتها للوقوف بوجه هكذا مشاريع تؤثر على سيادة سوريا وحرمة اراضيها وقد رفض معاذ الخطيب وسربه الائتلافي الحضور الى موسكو او امريكا او اجتماع ما يسمى بأصدقاء سوريا في ايطاليا بسبب ما اسماه بالقصف على احياء في حلب بصواريخ ( سكود ) مع ان تلك الصواريخ لا تستخدم في العمليات الارهابية كما يعرف جميع العسكريين اما ما يسميه معاذ الخطيب بالأحياء التي قصفت في مدينة حلب فهي في حقيقة الامر هي تجمعات للإرهابيين التي يعدها أوردكان والعملاء في المنطقة واسيادهم الغربيين لما يسمونه بالملاذ للحكومة الموقتة فتلك الاماكن من حق الجيش والحكومة السورية ان تقوض هكذا اماكن وتقضي عليها لأنها تشكل بؤرة وموضع قدم للعملاء اللذين في حقيقة الامر يمثلون الطموحات الاسرائيلية .