صرخات في مولد الحسين-الكاتبة الكلدانية الاء حامد

Thu, 7 Jul 2011 الساعة : 11:11

عصر هذا اليوم زرت صديقتي الغالية وفاء سالم في بيتها وقد تناولنا اطراف الحديث عن الكثير من امور حياتنا ومستقبل لم شمل الامة العراقية بكل اطيافها وتعدادها ,, والحديث ثم اخذ بعضه فاخذت تحدثني عن بطل من ابطال الهمم والقمم وبطل الانسانيه جمعاء الذي حمل لواء اسمه بذرة الحياة وكرامتها وعذوبة الانسانيه وسعادتها فهو اول من سجل ثوره ضد الطغيان والعصيان .. ابو الاحرار الامام الحسين ابن علي . ثم طلبت مني ان اكتب شيا عن هذا البطل العملاق لاسيما واننا اليوم نعيش بأجواء فياحه عمتنا فرحتا وسعادة بمولده الكريم المبارك ..ارأتيت ان اكون حياديه وان اكتب شيا يسر صديقتي لاسيما وهي تعيش اجواء فرحه ولكن سرعان ما جرني القلم فأخذني في متناول بنات افكاري فقلت مع نفسي يتجه النوع البشري عادة إلى كل ما يحترمه ويقدره كإنسان له حقوق تصون كرامته من الظلم والاعتداء الذي يمارس بوحشية من قبل نظيره الإنسان، فتجد الأديان السماوية والمتعبدون بها يعشقون قيم الحرية والكرامة والعدل والمساواة وكل ما يضمن لهم العيش الكريم في ديانتهم أو الديانات الأخرى
فهناك من اهتدوا وانبهروا بمفردات الإسلام في ضمان الحريات لكل من يعيش في إطار الدولة الإسلامية من خلال حدث تاريخي أو موقف إنساني عام.
فثورة كربلاء أضحت مشعلاً يهتدى به في تحقيق القيم الإنسانية العادلة لكل من يعيش على الكرة الأرضية، والكثير من المتطلعين للعيش بكرامة والانفكاك من قيود عبودية الأنظمة وجدوا في الإمام الحسين وثورته ضد الظلم والانحراف في كربلاء نموذجاً يستحق أن يسمو لمرحلة القداسة للانتصار به في كل بقاع العالم.
فما أكثر المنصفين من الفلاسفة والساسة والمفكرين من غير ديانة الإسلام من العرب وغيرهم الذين قالوا في الإمام الحسين ما يستحق الوقوف عنده والإشادة به قبالة بعض الجهات الإسلامية المتطرفة والساذجة التي تعمل على محاولة طمس حقيقة كربلاء وتغييبها من العقلية العالمية. فمع بالغ الأسف أن يجهل المسلمين شخصية الحسين بن علي ويعرفها حق معرفتها غيرهم . هكذا اتحدث مع نفسي ومع صديقتي وفاء فرددت القول ايضا لها كنموذج من النماذج، يتحدث المفكر المسيحي المعاصر أنطوان بارا في مقدمة كتابه «الحسين في الفكر المسيحي» عن ثورة الإمام الحسين في كربلاء معتبراً أن النظر لكربلاء من زاوية الفكر المسيحي هو بمثابة النظر إلى هذه الثورة من زاوية إنسانية ذلك أن «الفكر المسيحي ما هو إلا جزء من الفكر الإنساني؛ ولأن المسيحية ما هي إلا مرحلة من مراحل المدرسة الإلهية التي تكوّن الدين الواحد».
ويصف بارا المجزرة التي وقعت على أرض كربلاء أنها تحمل من القيم الرفيعة ما لم تحمله أي قيمة من قبل «لا سابقة ولا لاحقة» وذلك لأن هذه المجزرة وما صاحبها من انتهاكات "لها وقع أشد على القلوب" لما حملته من فضاعات على مستوى البشرية انتهت بقتل الأبرياء والإسراف في تمزيق أجسادهم وحرمانهم من عطاء الله ونعمائه في إرواء عطشهم وعطش أطفالهم ونسائهم.
هذه المجازر كانت حاضرة في وجدان العقلاء والمنصفين من بني البشر الذي يتألمون لصرخات البشرية ومناظر الفقر والجوع والتشريد والظلم وسحق الحقوق في العالم.
وفي لوحة مسيحية أخرى يستعرض الأديب سليمان كتاني في دراسته الأدبية المنشورة في كتابه الموسوم بـ «الإمام الحسين في حِلَّة البرفير» حياة الإمام الحسين منذ طفولته وحتى شهادته بنسج أدبي رائع اختلطت فيه الكلمات بأحاسيس قلبية صادقة تنم عن قوة التأثير لمواقف الحسين بن علي في وجدان المنفكين من قيود النفس إلى حرية التفكير ببصيرة قلما تجدها لدى الآخرين. يقول كتاني: لم تكن مسيرة الحسين من مكة إلى العراق نزقاً موصلاً إلى جنون الانتحار ـ إنما كانت مسيرة الروح ، والعقل ، والعزم ، والضمير إلى الواحة الكبرى التي لا يرويها إلا العنفوان والوجدان . ويكمل كتاني: إن مجتمعاً يخسر معركة العنفوان والوجدان ، هو المجتمع الذي لم يتعلم بعد كيف يكتب ، ولا كيف يقرأ كلمة المجد أو كلمة الكرامة في حقيقة الإنسان، وكربلاء إني أتمثلها الخشبة العريضة التي عرضت فوقها مشاهد الملحمة التي كان نجمها الكبير وبطلها الأوحد الحسين بن علي بن أبي طالب.

ويحدثنا التاريخ عن مواقف بطولية من أبناء شعبنا المسيحي ضمن ثورة الإمام الحسين في كربلاء، منهم موقف وهب الذي انضم لجيش الإمام الثائر الحسين بن علي للقتال والنصرة معه وشاركته أمه في ذلك، وكما نسجل موقف اخر حيث يخرج كل عام موكب عزاء كبير ترفع فيه الرايات والأعلام السوداء وهو موكب لابناء شعبنا في البصرة باسم "موكب وهب النصراني" يشارك فيه المسيحيون إخوانهم المسلمين الشيعة مواساة للظلامة الكبرى التي حلت بالحسين وقتله وأصحابه في أرض كربلاء.

مع انني لم اكتب عنوانا او كلاما يثلج قلب صديقتي وفاء لانني ذكرتها بهذه المأساة ما انفكت ان تناسها جاءها عاشورا ليذكرها بيها ...قطعا لا اجد ولن اجد ما يسر صديقتي في هذه الشخصية العملاقه لانها عانت وجسدت ملمحة معاناة وحكاية مؤلمة ومصيبة كبرى لا تزن امامها اي المصائب العضام فكيف يا ترى ادخل السعادة لقلب صديقتي ..... لايسعني اكثر من ان اقدم تهانينا الحارة الى اخواننا الشيعة بهذا المولد الكريم والمبارك صاحب الملحمة الخالدة...

 

 

Share |