العراق ما بين المطرقة والسندان/
Wed, 20 Feb 2013 الساعة : 0:57
ان المواقف السلبية التي مارسها قسم من شرائح المجتمع في وقت سابق ، وذلك بعزوفهم عن تقبل ادراك واستيعاب واقع الحال بالتغييرالديمقراطي والحظاري الحاصل في المعادلة السياسية الوليدة ، التي طالما كان غالبية الشعب يكافح من اجلها للخلاص من الظلم والاستبداد ، بل وقاطع البعض منهم كافة مفاصلها ابتدائا من سقوط صنم البعث المجرم وتاسيس مجلس الحكم مرورا بالانتخابات والدستور وانتهائا بما يجري الان على الساحة من مظاهرات واعتصامات . والتي بطبيعة الحال غالبا" ما تكون لا لأجل خدمات او حقوق مشروعة وانما هنالك ابعاد خفية واجندات خارجية يراد لها الامتطاء والالتفاف على مطالبهم الحقة ، لا لعودة الطائفية فحسب وانما لاشعال حرب اهلية طاحنة ، من اجل العودة بالعراق مرة اخرى الى ذلك النفق المظلم من زمن الاستبداد والتسلط على رقاب الناس ، بدليل ان التظاهرات حملت صور قاتل الشعب المجرم هدام واعلام البعث والقاعدة منذ اليوم الاول للاعتصام فظلا عن المشاهد الطائفية البغيظة وبعض الممارسات الصدامية الواظحة والصريحة جهارا" نهارا" التي تذكرنا بايام الحروب الدموية لذلك النهج الاجرامي ، فهل هذه مطالب شرعية ووطنية ؟؟ تسائل اخر؟ اين كانت هذه الاصوات في الوقت الذي انتفض العراق عن بكرة ابيه وفي محافل عديدة حتى ان عدد المحافظات التي رفظت الظلم والتعسف والتهميش لسياسات نظام البعث المتجبر الى اربعة عشر محافظة ، وتعرظوا فيها الى شتى انواع القمع والابادة الجماعية وباسلحة محرمة دوليا" ، في وقت كان العالم باسره بما فيها الدول التي تدعي العروبة في سبات عميق ان لم يكونوا داعمين لانهم لم يحركوا ساكن ازاء ما تعرض له الشعب العراقي من ابادة حقيقية ولعقود طويلة من الزمن لم يشهد التاريخ مثيلها ، علما ان تلك المناطق لا تعاني بقدر ما تعانيه باقي مناطق العراق المختلفة وذلك بسبب الاهمال المتعمد من قبل الحكومات السابقة لمناطق دون غيرها ، هذا لا يعني ان الحكومة الحالية خالية من التقصير، بل يكاد يكون الامر اشبه بما قال الشاعر الشعبي (جمل الغركان غطة) حيث انها عملت أي الحكومة الحالية على زيادة معاناة الغالبية من الشعب ، بتعطيلهم الكثير من الانظمة والقوانين التي من شأنها ان تنصفهم فهنالك الكثير من القظايا والملفات التي لم تحسم حتى الان مثل ملف الديون المالية التي بذمة العوائل الفقيرة والتي لاتساوي شيء مقابل ديون أي دولة صغيرة مجاورة ، وملف عوائل الشهداء والسجناء والاسرى والمهجرين الذين فقدوا احبتهم ولم تعطى حقوق غالبيتهم الى يومنا هذا ومنهم ما الهاربين من الخدمة العسكرية او المتخلفين عنها حيث تمت تصفيتهم من قبل فرق اعدامات النظام الصدامي المجرم وكذلك المحكومين بسبب الهروب فظلا عن تعرظهم لانواع مختلفة من التعذيب والتنكبل مثل قطع الاذن وغير ذلك ناهيكم عن المعاقين الذين صاروا عبئا اظافيا على ذويهم وملف ازمة السكن والبطالة وسلم الرواتب والخ.. تجري هذه الاحداث في ظل التشنج الياسي الحاصل نتيجة فقدان الثقة بين الكتل السياسية بسبب المتشددين سواء على المستوى الرسمي او الشعبي او رجال الدين المتعصبين مما ينعكس سلبا على واقع الدولة والحياة العامة ، فالشعب اليوم يعاني الامرين تسلط المتعصبين على الناس وسلب حرياتهم ، وحكومة لم تترتقي وتطلعات المواطن ، متناسين قول الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) لهذا اجد ان الحل يكمن بابعاد كل من يحمل هذه الصفات السيئة وذلك من خلال صناديق الانتخابات . ختاما : ان بلدا مثل العراق ذات طبيعة متلونة من حيث القومية والديانة والمذهب لايمكن له ان يدار وفق المعادلات السابقة ...