حقوق الطفل العراقي أصبحت مغيبة في سياسيات الحاضر.؟؟!/سلوى فرهود الناصري
Wed, 20 Feb 2013 الساعة : 0:37

إن كانت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق الجديد تتقن خطاب الدفاع عن الطفولة وحمايتها، فإن واقع الطفولة في العراق والعالم في غاية القسوة ومن الصعب تجميله بالخطابات. فكيف يمكن الحديث عن حق الحياة ونسبة وفيات الأطفال العراقيين أعلى منها في مدن الجنوب ؟ كيف يمكن الحديث عن التربية وهناك أكثر من مليون طفل ( وفق بعض المصادر ) طفل عراقي محرومين من التعليم؟ هل بالإمكان نسيان سوء التغذية في البلدان الإفريقية وأن هناك حوالي 20 مليون طفل معاق لا يلقى سوى 25% منهم العناية؟ هل بالإمكان عدم التأثير بالتفاوت الهائل بين الطفل العراقي في بلد الذهب الأسود وأخيه في مدن الصفيح العربية وكيف يمكن أن نبصر حقوق الأطفال دون التطرق لغياب فرص التغذية والعلاج والتعليم وجرائم البالغين من تسلط عائلي واجتماعي والتمييز بين الجنسين والعقوبات الاقتصادية التي تصفع أولاً الطفولة ونادراً ما أثرت على الحكام؟
لا نهرب بهذه المحاولة من المعاش الثقافي وإنما نحرص على تعزيز الرأسمالي الثقافي التنويري للأشخاص باعتباره أحد الأسلحة الأساسية للخروج من هذا المستنقع لقناعتنا بأن الحل لا يهطل من السماء ولا ينزل من قصر الحاكم بقدر ما يعني كل فرد في المجتمع وبهذا المعنى يشكل اتقاء الوعي الجماعي واحداً من سبل الدفاع عن حقوق الطفل.
مقدمات منهجية
تذكر الأفكار التنويرية بعلاقة الجمال باللاوعي الإنساني لا يتذوقها إلا العاشق الراغب والقادر على الإحساس بنوع من اللذة في التعاطي معها لذا لا يمكن لهذه الأفكار أن تأخذ مكانها بالعسف أو أن تنتشر بالعنف كما أنه لا يسمع سجين الأحكام المسبقة أن يستنشق رحيق الحرية في أحشاء التقدم إن لم ينجح في إعادة ترتيب الخزان الثقافي الذي أوجد هذه الأحكام ورسخها من هنا كانت قناعتي منذ أكثر من عشرين عاماً بضرورة اكتشاف الذات وخيراتها وسمومها كمعبر لا بد منه لإنعتاق الذات إلا أن محاولة الاكتشاف محفوفة بالمخاطر ومحاطة بأسياج أشكال أخرى للتعامل مع التاريخ والثقافة المحلية أولى هذه المخاطر الإحساس بتفوق الماضي على الحاضر وثانيها صمت المثقف الانتهازي عن هذا الإحساس باسم الدفاع عن الهوية والثالث هو رد الفعل المعاكس على هذه المقاربة بنظرة عدمية تطالب بإلقاء الجعبة وما فيها إلى مستنقع التاريخ الواجب طمره.
بعيداً عن هذه المقاربات يحاول القلم أن يسطر رباعية هامة لربط الخاص بالعام بالعالمي والتاريخ بالحاضر والمستقبل هذه الرباعية مكونة من:
1- حقوق الإنسان في الثقافة العربية الإسلامية.
2- حقوق الطفل في الثقافة العربية الإسلامية.
3- المواطنة في التاريخ العربي الإسلامي.
4- الحريات في فكر النهضة