الزحــف الـى بغـــــداد... بانـتـظــــار قـــرار قــيــــادات الشـــــــيــعة..!! /جـــواد الســــــعيد
Wed, 20 Feb 2013 الساعة : 0:26

خياران لا ثالث لهما أمام قيادات شيعة العراق..!!
الأول: نبذ الخلافات وتأجيلها والتصرف كقيادات لمرحلة خطيرة من تاريخ العراق ، يتحملون المسؤولية ويأخذون على عاتقهم تحرير العراق من دنس الأرهاب والرذيلة ، لذا يتوجب عليهم الأتحاد تحت شعار واحد والتلاحم ومساندة الحكومة والوقوف بوجه الأرهاب البعثي وسحق رؤوس الفتنة وبلا رحمة حتى ينبلج فجر بغداد بضياء السلام والأمن ، وهذا الخيار هو نصر للشرعية وفيه رضا الله تعالى لأنه طريق ذات الشوكة ، ويعتبر غاية في الحكمة والشجاعة مما يعزز مكانة الشيعة في العراق ويرفع شأنهم ويضفي عليهم هيبة كبيرة ويحضون بإحترام الجميع ، وبذلك يعم الخير والسلام الشعب العراقي بكل مكوناته وهذا إنجاز ضخم يسجله التاريخ وتفتخر به الأجيال.
الثاني: الأستمرار بحالة التشرذم والأختلافات وينطلق كل فصيل بأدائه من المصالح الذاتية والأنانية والتصعيد وتضارب في المواقف والرؤى والتصورات وابتزاز بعضهم للآخر والأستمتاع بنغمات مديح أعدائهم والأقتناع بهذا الأداء السئ من خلال التصرفات الفردية وغيرها من الأفعال التي تسهل مهمة أعدائهم للقضاء عليهم ..وهذا الخيار يراهن عليه أعدائهم في الداخل والخارج ويعملون عليه وبقوة ليل نهار وعلى كل الصعد كي تصل حالة الفرقة بينهم الى غير عودة..!! واذا ما تم هذا فعلا حينئذ يأذنون بزحف الى بغداد دون مقاومة تذكر..!!
أما المخاطر المترتبة على هذا الخيار الثاني هي:
أولا: إضعاف شيعة العراق ومنح فرصة لأعدائهم للقضاء عليهم بسبب خلافات القيادات الشيعية المستمرة وتصاعدها الى درجة خطيرة جدا وخسارتهم السلطة والى الأبد.
ثانيا: احتمال أن تصل هذه الخلافات الى وقوع نزاع مسلح شيعي شيعي سببه الأحتقان المتنامي وعدم الحوار والتنسيق وغياب الحكمة ، وهذا وقع سابقا بين التيار الصدري ومنظمة بدر.
ثالثا: تمرد القواعد الجماهيرية على كل هذه القيادات والبحث عن قيادات بديلة في ظروف ليست مناسبة بسبب قلة الوعي السياسي لدى القواعد وحصول قناعة بضرورة تغير القيادات كما أن هذه القواعد تشعر بالأهمال وعدم الوفاء لهم وهذا يعجل في الأنتقام والأستجابة لأي بديل،، وقد يكون البديل سيئا ومنحرفا ولا يجيد اللعب السياسي مما يزيد احتمالية الوقوع في الفخ.
ومن خلال مايدور في الساحة السياسية حاليا وتسارع الأحداث نرى أن الخيار الأخيرهو المرجح وسوف يفرض نفسه على الشيعة لأسباب عديدة وأكثرها تتعلق بهذه القيادات الشيعية..! فعلى سبيل المثال: المالكي وهو يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية يرى نفسه رئيس السلطة التنفيذية وبيده زمام الأمور وعلى جميع مكونات التحالف الوطني الوقوف معه في كل خطواته وقراراته والألتزام بما يراه مناسبا دون الرجوع إليهم في اتخاذ القرارات المهمة والستراتيجية أو إشراكهم في المفاوضات مع الأطراف الأخرى وهذا خطأ فادح كانت نتائجه ضارة جدا والأمثلة كثيرة ، كما أنه يشعر أن حلفاءه خذلوه في مواطن كثيرة..!! أما السيد مقتدى الصدر يرى بنفسه يمثل ثقلا سياسيا في البرلمان وثقلا شعبيا واسعا ويمتلك رؤية وطنية وعلى الجميع عدم تجاوز هذه الرؤية وهذا يشجعه على أن لا يلتزم بما يتخذه المالكي من قرارات دون الرجوع إليه وبنفس الوقت لازال الكثير من عناصر التيار الصدري في المعتقلات والمالكي لم يف بوعده لهم. أما السيد عمار الحكيم فهو يمسك العصا من الوسط ويحاول جاهدا أن يظهر بمظهر المتوازن وصاحب المشروع السياسي الناجز وصاحب رؤية سياسية تتمثل بالحوار وإحتواء الجميع وسط تلاطم أمواج الطائفية ولازال يعتقد ويثقف أتباعه أن المالكي يستثمر التظاهرات والعصيان المدني كدعاية انتخابية وهذا تصور خاطئ الى حد كبير فالأمر لا يخص المالكي اطلاقا بل ستقع هذه التظاهرات حتى لو كان السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة..!! كما أنه لايرى نفسه ملزما بما يتخذه المالكي من قرارات سببت كثير من المتاعب للشيعة منها على وجه الخصوص اتفاقية أربيل..! وما برز أخيرا من خلاف بين المالكي والتيار الصدري جراء صدورقرار هيئة المسائلة والعدالة باجتثاث رئيس المحكمة الأتحادية مدحت المحمود ورد المالكي باقالة رئيس الهيئة المحسوب على التيار الصدري دليل على استمرار وتصاعد الخلافات..! وبناء على ما تقدم نحن بحاجة الى قوة تستطيع الضغط على هذه القيادات وإجبارها على الأتفاق والوحدة في هذه المرحلة الخطيرة.
القول الفصل هنا أن هذه القيادات جميعا تتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الشعب ، ولكنهم مع الأسف يستصغرون أنفسهم ويتصرفون كأنهم رؤوساء مجاميع صغيرة أو قيادات مناطقية أو محافظة معينة ويتناسون أنهم قيادات لمكون كبير وهام وله مكانة دولية وثقل سياسي كبير وله دور في تغير المعادلة السياسية في المنطقة بأكملها، سيما وأن هذا المكون يملك من الثروات ما لاتملكه مجموعة بشرية على مر التاريخ..! حيث قدرت الأحصائيات في وزارة النفط على عهد النظام السابق أن أحتياطي النفط في حقول البصرة وذي قار وميسان أكثر من 250 مليار برميل وهذا الرقم قابل للأرتفاع الى 350 مليار برميل ولو أجرينا معادلة حسابية بسيطة لوجدنا نصيب كل مواطن مايقارب من مليون دولار..! وتدل كل المؤشرات على أن أعدائهم يدفعون بهم للنزاعات والتفرق لغرض ابقائهم ضعفاء وفقراء ليكون من السهل السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم ، ولابد من الأشارة الى أن الدراسات تؤكد على أن بعض الدول النفطية خرجت من السوق بسبب نضوب آبارها مثل اندونيسيا وماليزيا وقريبا جدا دبي والنرويج في عام 2035 والسعودية سوف لا يكف أنتاجها لسد الحاجة المحلية عام 2050.. ترى هل تستوعب قيادات الشيعة هذه الأرقام من الثروات الهائلة التي تؤهلهم لقيادة العالم وليس العراق..؟؟
نناشدكم الله ورسوله اتركوا الخلافات وفكروا كقيادات مسؤولة اجلسوا معا توحدوا ، وإلا فأن الجماهير سوف لن يطول انتظارها لأنها انتظرت ما فيه الكفاية ولم تترك الأمور بهذا الشكل المتهرئ والمعيب وغير اللائق بنا كشيعة من أتباع أهل البيت عليهم السلام ، وسوف ينبري من بين هؤلاء يوما ما من يقودهم الى العلا والمجد وهذا ليس بعيدا فقد يكون شخصية دينية متنفذة أو قائدا سياسيا أو أمير قبيلة..وهنا ستكون المفاجأة وترون أنفسكم خارج المعادلة..!!
هذا فيض من غيض ياقيادات شيعة العراق ، فلا تكونوا مصداقا لقول الأمام علي عليه السلام: (( أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ اَلْعِرَاقِ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ اَلْحَامِلِ حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ وَ مَاتَ قَيِّمُهَا وَ طَالَ تَأَيُّمُهَا وَ وَرِثَهَا أَبْعَدُهَا )) لهذا فأن موعد الزحف القادم الى بغداد من الغرب بانتظار قرارالشيعة أما أن يطمروه في مهده ويقضون عليه الى الأبد أو يمنحوا أصحابه الفرصة لتنفيذه وبسهولة من خلال تفرقهم ونزاعاتهم.
جــواد الســـــــــــــعيد