رجال ...ومواقف/صادق السيد جعفر الموسوي
Mon, 18 Feb 2013 الساعة : 2:01

حيران رجل عراقي جنوبي سومري ولد ونشأ وترعرع في منطقة في وسط هور الحمار ومن مياه الهور الأزرق ولحوم طيوره وأسماكه نبت عوده ونشأ وترعرع ودرس في مضايف أهله الكرام حيث تعلم منهم حب الارض والوطن والأهل والعشيرة وتعلم منهم ايضا حب أهل البيت عليهم السلام وإقامة الشعائر الحسينية ومشاركة أبناء منطقته في أفراحهم وأحزانهم، عندما اعلن الطاغية المقبور صدام الحرب على ايران لم يكن حيران مقتنعا بتلك الحرب الظالمة فرفضها والتحق بمقرات المجاهدين في أهوار الناصرية وكنتيجة طبيعية تعرضت عائلته للاعتقال والحجز في مديرية أذى الناصرية أكثر من مرة حتى انه ابلغني في احد المرات التي اعتقلوا فيها زوجته وقد كانت حاملا في أيامها الأخيرة وبعد أيام قلائل ولدت في المعتقل ولم يرحموها ويرحموا جنينها حتى أكملت ثلاثة اشهر في الاعتقال مع جنينها. وفي صبيحة الرابع عشر من شعبان المبارك عام 1991 حيث صرخت البندقية وگسر حاجز الخوف الذي كان يطوق الشعب العراقي لم يتحير حيران في ان يسخر حياته و كل مايملك لخدمة الانتفاضة وثوارها وكان حيران قد اشترى سيارته ال بي كب لتكون مصدرا لرزقه ورزق عائلته قبل أيام قلائل من اندلاع الانتفاضة الشعبانية إلا ان حيران الثائر لم يتردد في ان يسخر حياته وسيارته للانتفاضة وقد رافقني في كل الاماكن التي مررنا بها وفي كل المعارك التي اشتركنا فيها ضد قوات الطاغية المقبور شاءت الأقدار وتنتكس الانتفاضة ولم يبقى أمام حيران إلا ان يهرب الى صديق له في منطقة اللطيفية خوفا من بطش قوات الطاغية المقبور وبقي هناك متخفيا حتى سقوط نظام العفالقة المجرمين ودخول العراق في حرب لاتقل قسوة عن حروب خاضها مع جيرانه ألا وهي الحرب الطائفية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء من أبناء العراق كان حيران احد أولئك الذين تم الهجوم عليهم من قبل عصابات القاعدة الإجرامية واقتيد الى مكان معين وتم ذبحه ورميت جثته في الشارع القريب من بيته.بعد صراع مرير مع الطاغية المقبور رحل الشهيد حيران وترك خلفه تاريخا ناصعا مطرزا بالشجاعة والكرم والبذل والعطاء من اجل الوطن ،رحل الشهيد حيران وترك خلفه سبعة أطفال وامرأة تحملت من العذابات والآلام مثلما تحملت الآلاف من الأمهات العراقيات الصابرات .... رحم الله الشهيد حيران واسكنه الله فسيح جنانه.