كلكامشيات-زاحم جهاد مطر
Thu, 7 Jul 2011 الساعة : 10:23

3 - التحول
ستة أيام
وسبعة ليال
قضاها انكيدو
مع
فتاة البهجة
كأنه كان في حلم
جميل
لم يحلم مثله ابداً
أراد ان يلحق
بالحيوانات في الفلاة
خارت قواه
ثقل جسمه
التفت ساقاه
تعثر في سيره
وترنح في جريه
ويداه ارتجفت
فولّت من رؤيته
من في البرية
لكنه أحس
بانه صار
غير الذي كان
الآن يعرف أكثر
وادراكه أكثر
وفهمه أوسع
فكر بالامر
واختار العودة
الى حيث الدفء
والحب
الى فتاة البهجة
×××
علمتُ بانك ستعود
ولهذا انتظرتك
قالت فتاة البهجة
جلس عند قدميها
رافعاً بصره عليها
بكل شوق
بكل لهفة
يريد ان يسمع
ماذا تقول :
حكيم انت
يا انكيدو
شبيه الآلة انت
فلم تعشق حياة البرية
تعال معي
الى هناك
حيث أوروك العظيمة
والمعبد المقدس
ومسكن انو وعشتار
وعظيم الشأن
كلكامش
الى هناك
حيث الاسواق
والناس تزهو
بحلل الأعياد
هناك
كل يوم عيد
كل يوم احتفال
والفاتنات الجميلات
يرقصن ويمرحن
بالشهوة طافحات
وبالطرب لاهيات
يجذبن أكابر القوم
الى المخادع الوردية
كل ليلة
انها الحياة الحقيقية
يا انكيدو
وبفرح غامر
قال لها :
خذيني
الى حيث تشاءين
وتريدين
هيا
لنمضي الى اوروك
قالت :
مهلاً !!
قسمت ثوبها الى نصفين
نصف كست به جسمها
العاري
ونصف كست به جسم
انكيدو
العاري
وكطفل
امسكت بيده
وسارت به
الى اوروك
بعد الآن
تأكل الخبز
يا انكيدو
الخبز عماد الحياة
للبشر
وتشرب الشراب القوي
عادة أهل البلاد
×××
علمته كيف يأكل
وكيف يشرب
ملأ بطنه بالخبز
وشرب سبعة أقداح
من الشراب القوي
انشرحت نفسه
وابتهج فؤاده
واشرق وجهه
دهن جسمه الاشعر
بالزيت
فصار بشراً
ثم لبس كسوة
فبدا رجلاً
أخذ سلاحه
وقال :
سأهاجم الاسود
وأريحُ الرعاة
وأحمي الصيادين
من الذئاب
انكيدو
بعد اليوم
صار حارساً للرعاة
للانسان
وليس للحيوانات البرية
التي كان يفرح معها
قلبه
كان مبتهجاً طليقاً
رفع بصره
فرأى رجلاً مسرعاً
خائفاً مضطرباً
قال
احضري هذا للرجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ