اتحاد السلة العراقي .. شكرا ً لكم/جمال الطائي

Sun, 17 Feb 2013 الساعة : 2:02

حين يكون الوطن رصيدا ً في البنك أو ( شدة ) دولارات ،و عندما يصبح وطنك فندقا ً تأوي اليه بضعة ليالي لترتاح من ( ألتخامة ) في ارجاء الكون على حساب نفس الوطن الذي تبيعه ببضعة ريالات أو دولارات اوحتى دراهم !!!،
حين يصبح الوطن ( مغارة علي بابا ) ويصبح المسئول واحدا ً من الاربعين الذين تتكلـّم عنهم القصّة ، حين ( يفيض ) الخراب كنهر مجنون لا يلوي على شيء ينحدر من الاعالي للاسفل ويجرف معه كل شيء.. كل شيء، لا كرامة ولا انتماء ولا وطنية ولا .. شرف .. عندها لن ترى أمامك الا السواد ، سواد يحيط بك وسواد يمتد أمامك الى اللا نهاية، أمام كل هذه العتمة و الاحباط ، لابد أن تأخذك الدهشة ووتفتح فمك مشدوها ً حين ترى نورا ً أو ( بصيص نور ) يشـّق العتمة وينير ( ولو على حياء ) ما حوله ،
سياسيون يبيعون مواقفهم وانتماءهم الوطني وبرلمانيون يعملون لدول الجوار ، ومظاهرات مدفوعة الاجر ، وخطباء ، ورجال دين ، وشيوخ عشائر ، ووزراء ومسئولين يفتـشون في كل صغيرة وكبيرة ويبحثون في كل شاردة و واردة للاساءة للعراق ، يتكلمون عن العراق كانه نكرة ،بل وصل الامر ببعض البرلمانيين أن يعلنون عن ( احباطهم ) من البرلمان الاوربي لمجرد انه اراد ان يعامل العراق كبلد مثل بقية بلدان الارض ، في حين يريده البعض ان يظهر عليلا ً كسيحا ً متخلفا ً امام الاخرين ،
ولان الرياضة هي عصب الشعوب وبوتقة توحدهم ، فكان لابد ان يصيبها ما أصاب نواحي حياتنا كلها ، بعض الاتحادات قسمـّوها بينهم ( محاصصة ) وطال الريا ضة فساد السياسة نفسها ، فالبعض ممكن ان يبيع موقفه وشرفه لكل صعاليك الارض ويأبى ان يرهنه للعراق وسمعته ، ولان الرياضة كما قلنا بوتقة الشعوب فقد أثرّت في العراقيين ، وتم استغلالها بكل خبث ودهاء ، فرضى ( البعض ) من مسئوليها أن يُرفع علم النظام القديم ورضى ان يعزف نشيد النظام القديم ، ولانهم باعوا كل شيء فلم يبق عندهم ما يخجلون منه لدرجة انهم وبعد كل مصيبة يعملوها يواجهونا بعين ( الك.....ب التي لا تخجل ويرفضون الاعتذار لشعب جعل منهم ( أوادم ) يتنقلون في دول الارض ويتم استقبالهم استقبال كبار المسئولين ، ولان ( من يهن يسهل الهوان عليه ) ازداد اعداء العراق اهانة واذلالا ً لهؤلاء الصغار فمنعوا عن العراق ما كان حقا ً له ، بل وصل الامر ( ببرميل الصديد والقيح ) ان يشترط تغيير قادة العراق كي ( يـُنعم ) علينا باستضافة فرق كانت حتى الامس القريب تتمنى ان ( تتشرف ) باللعب امامنا ..
هذا الخضوع والتهاون من بعض أشباه الرجال، جعل اعداءنا يشعرون ان كل لحم العراقيين قابل للبيع ويمكن تدنيسه ، وبعدما كان دور العراق في تنظيم بطولة كرة السلة العربية ، تدخل الدولار الخليجي القذر مرة أخرى وقاموا بحرمان العراق من حقه ونقلوا البطولة الى مصر ، وكل ظنهم أن ( الرجال ) في اتحاد السلة العراقي ( سيبلعوها ) كما بلعها قبلهم ( انصاف الرجال ) في اتحادات اخرى، وربما كانوا سيرفعون العلم الصدامي او سيعزفون نشيده لو ذهبنا للعب في مصر ، الا ان ( الرجال الرجال ) في اتحاد السلة العراقي رفضوا المشاركة في هذه البطولة ،ففرق تأبى الحضور لبغدادنا و اللعب فيها ، يأبى أي عراقي ( شريف ) اللعب معها أو ملاقاتها ولو في أحلى بقعة في الارض ، ولو اننا نرى بغداد هي الاحلى ..
فشكرا ً لكم ايها الغيارى الرياضيين الابطال ، الرجال الشرفاء في اتحاد كرة السلة العراقي ، لانكم وضعتم العراق واسمه وسمعته نصب اعينكم ، ولم يسيل لعابكم لبضعة دولارات نجسة وسفرة الى مصر يكون ثمنها سمعة بلدكم و اسمه ...

ألمهندس / جمال الطائي

Share |