سفارات عراقية.. ضد العراق!/حيدر العامري

Sat, 16 Feb 2013 الساعة : 0:45

ان تعمل سفارات دول أخرى ضد العراق فهذا أمر مفهوم لكن أن تعمل سفارات عراقية ضد العراق وحكومته فهذا ما يستعصي على الفهم . هذا ما يحدث في الكثير من سفاراتنا لدى الدول .دبلوماسيون مبعوثون من بغداد وموظفون محليون يجري توظيفهم بموافقة بغداد لكنهم يعملون ضد مصلحة بغداد . كيف يمكن فهم هذه المعادلة الغريبة ؟.

في واشنطن يكتب شخص يعمل كمستشار في السفارة العراقية (موقع السفارة يحاول انكار ذلك) مقالا بالاشتراك مع كاتبة قريبة من طارق الهاشمي ، يصف فيه الحكم في العراق بالطائفي ويحرّض الادارة الاميركية على التدخل لتغيير رئيس الوزراء . اداء سفارتنا في العاصمة الاميركية يحتاج الى عمود آخر ، فالحديث فيه ذو شجون.
في عاصمة إقليمية مؤثرة سلبا في الوضع العراقي يسأل مسؤول في خارجيتها سياسيا عراقيا : لا أفهم كيف تبعث حكومتك دبلوماسيين يعملون ضدها ويحرّضون عليها . السفير في هذه العاصمة ****على مدار الساعة تاركا السفارة تعمل وكانها ممثلية للقاعدة .
في عاصمة إقليمية أخرى يستقبل السفير العراقي مستثمرا كبيرا جاءه مستفسرا عن فرص الاستثمار في بغداد فينصحه بعدم المجازفة واستبدال بغداد باربيل واعدا اياه بتقديم كافة التسهيلات له هناك ..وهكذا كان .
في دولة إقليمية ثالثة ، تابعت تصريحا لسفيرنا وهو يدلي برأيه في نشاطات المعارضة في هذه الدولة فاذا به يتحدث كمسوؤل فيها وليس ممثلا لدولة العراق فيصف تلك المعارضة بالعميلة والتابعة للخارج ...أمر عجيب حقا .
مهمة البعثات الدبلوماسية الرئيسية هي العمل على تطوير علاقات حكوماتها مع حكومات الدول المضيفة ، لكن في حالتنا العراقية الشاذة فان كثيرا من بعثاتنا يلعب دورا كبيرا في تدهور علاقات العراق بهذه الدول . ولست مبالغا اذا قلت ان العلاقات المتوترة او غير الطيبة بين بعض الدول والعراق يدخل فيها الدور السلبي لبعثاتنا كعامل توتير وتحريض رئيسي .
من المسؤول عن كل هذا ؟ ومن يتوجب عليه معالجة هذه الظاهرة الشاذة؟
كيف نحظى باحترام الدول الاخرى ولدينا بعثات على هذه الشاكلة ؟
كيف نقيم علاقات ودية ونحن نبعث دبلوماسيين يعملون ضد العراق؟
هل هذه بعض الثمار السيئة لمحاصصة بين مكونات لا تعترف بكيان إسمه الوطن؟
....ثم يحدثونك عن الشراكة الوطنية ..كفانا نفاقا.

Share |