بين أحداث سوريا والعراق/عبد الأمير محسن آل مغير

Thu, 14 Feb 2013 الساعة : 0:39

في الفترة الاخيرة كشف ما كان مستور خلف غلالة من النفاق والادعاء الزائف فمعاذ الخطيب رئيس ما يسمى بالائتلاف السوري ظهر على حقيقته كمرشح لهولاند الفرنسي لتولي الزعامة في سوريا ويعتبر ثمرة لطبخه امريكية اسرائيلية اعدت في الدوحة ولم يستطع اقناع المعارضة السورية سواء في الداخل او الخارج بالانجرار لزعامته المزيفة وحتى زمرة الائتلاف نفسها ابتعدت عنه أخيرا بعدما ادركت بأنه يمثل المخطط الغربي في المنطقة وكشفت الاحداث الاخيرة في كل من تونس ومصر التوجهات الخطيرة لمرشحي الولايات المتحدة في السلطة فيما سمي بدول الربيع العربي من الاخوان ففي كل من تونس ومصر اظهر تطور الوعي الحضاري للأسنان العربي فيهما بأنه لا يستطيع هضم تخلف اناس يظهرون من غياهب الماضي ليفرضوا عليهم فتاوى التكفير فقد كشف اغتيال ( شكري بلعيد) اخطر ما نجم عن تلك الفتاوى مما حمل المعارضة التونسية ان تطلب رحيل جبهة النهضة من الحكم ونفس ما حدث في تونس حدث أخيرا في مصر حيث وجه الاخوان وحلفائهم فتاوى باغتيال قادة جبهة الانقاذ وهنا اقتحمت الجماهير المصرية اوكار الظلام والتسلط طالبة رحيل هذه الزمرة المتخلفة عن الحكم وهذه مسألة طبيعية بنظرنا لوجود تناقض كبير بين التطور الحضاري لشعبي تونس ومصر وبين زمر الاخوان التي تحكمها وهكذا ظهر اوردكان وحكام قطر والسعودية ومعاذ الخطيب باصطفاف واحد كرهط امريكي اسرائيلي كشفته وبشكل جلي الغارة العدوانية الاخيرة على سوريا فالمخططات التي يتم اعدادها في الغرب وينفذها اوردكان وشيخ قطر على سوريا يراد لها ان تنتقل الى العراق الان فبعد (50) يومآ من التظاهر في بعض المدن في المحافظات الغربية والتي استنفذت مبرر وجودها بعد ان قامت الحكومة بتنفيذ كل ما مطلوب منها في حين تسمع شخص بلغ اكثر من (75) عام من العمر ويرتدي عمامة كبيرة جدا وهي تاج رسول الله (ص) يكذب وامام شاشة التلفزيون فماذا تنتظر من صبيان المدارس الذين يرغمون على الخروج والاشتراك في المظاهرات فمساء يوم 9/2/2013 وفي برنامج حصاد الاسبوع في قناة الشرقية عرضت تلك القناة مظاهرة الفلوجة وقد بدى ذلك الشخص المعمم الذي سبق ذكره وسأله المذيع ماذا تحقق من مطاليب المتظاهرين فيجيب لم يتحقق أي مطلب ويتسائل المرء اذن ماذا يريد هؤلاء فتم اخلاء سبيل النسوة وقسم منهن مساهمات بقتل العراقيين كما تم اطلاق سراح اعداد كبيرة من الموقوفين اللذين اغلبهم تم توقيفهم وفق المادة (4) ارهاب كما استثني اعداد كبيرة من قانون المسائلة والعدالة من فدائيي صدام وكبار اعضاء حزبه واحيلوا على التقاعد ورفع الحجز عن الدور المخصصة للسكن من كبار قيادات النظام السابق ولا زالت دوائر التقاعد والمسائلة والعدالة مستمرة بتنفيذ ما مطلوب منها واذا كان مثل هذا الشيخ وبهذا العمر يكذب علننا فعلى من يعتب العراقيين فتلك المظاهرات اتضحت الاغراض منها بأنها اغراض سياسية وتأتي طبقا لما يسود المنطقة العربية الان فتلك الاحداث اصبحت مسرحا لتقلبات جماهيرية واسعة اعتبارا من تونس وليبيا ومصر وكل ذلك اظهر الاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها السيدة ( اكلينتون ) وزيرة الخارجية الامريكية وتتحمل تلك الاخطاء الولايات المتحدة الامريكية ففي وقت يرفع شعار نشر الديمقراطية والنظم اللبرالية تم انتشار موجات الارهابيين من جبهة النصرة وفروع القاعدة وهكذا شعرت الولايات المتحدة بمدى الاخطاء والمخاطر التي ارتكبتها فصرح ( جون كيري ) وزير الخارجية الامريكية الجديد بأن الحل الوحيد في سوريا هو اللجوء الى السلام وانهم يدينون كل الافعال التي ارتكبت بدعم المسلحين بالسلاح وقد رد عليه ممثل روسيا الاتحادية في مجلس الامن يوم 10/2/2013 بأن ذلك لا يعفي الولايات المتحدة من الاخطاء التي ارتكبتها لأن من يدعم الارهابيين بالسلاح والمال هو شيخ قطر ومعلوم للجميع ما للولايات المتحدة من هيمنة كاملة على تلك المشيخة لا بل ان السيدة كلينتون صرحت فيما مضى علنا بأنها اوعزت الى السلطات القطرية والى اوردكان رئيس الوزراء التركي بدعم الارهابيين في سوريا بالسلاح وفي وقت صرح فيه الغربيين بأن صواريخ الباتريوت التي نصبت على الحدود التركية السورية لأغراض الدفاع تناقلت أخيرا بأن هناك نية لايجاد منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لأيواء الارهابيين ومعلوم ما لهذه الخطوة من خطر على الامن الدولي واستقرار المنطقة فهي تعطي للقيادات السورية حق الدفاع عن كل شبر من اراضي ذلك البلد وفي وقت يصرح فيه السيد بان كي مون بأن على سوريا وقف العنف على الاراضي السورية بدلا من ان يوعز لقطر واوردكان بإيقاف تزويد الارهابيين بالسلاح ويقف هو ومن يدفع به ممثلا بالولايات المتحدة بعدم تزويد الجيش السوري بالسلاح في حين سوريا دولة مستقلة ذات سيادة ولديها اتفاقات دولية مع دول اخرى لاستيراد الاسلحة ولها حق الدفاع عن مؤسساتها ومواطنيها وهكذا تكون الشرعية الدولية تحرم الدولة العضو في المجتمع الدولي من الدفاع عن نفسها في حين تمكن العناصر الارهابية والمرتزقة لتخريب المؤسسات السورية والقيام بتفكيك اكثر من الف معمل انتاجي في مدينة حلب ونقلها وبيعها الى السلطات التركية وبنظر اغلب المثقفين العرب يجري ذلك وفق شريعة الغاب الامريكية فالسيد اوردكان الخليفة العثماني الجديد يفتتح بدء خلافته بسرقة المعامل السورية والولايات المتحدة تتنصل الان مما الت اليه الاوضاع في سوريا كبلد افتقد شعبه ما بناه لنصف قرن من عمره واستشهاد مئات الالوف وتدمير البنية التحتية وخروج مئات الالوف من اللاجئين الذين اصبحوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء ليضاف هذا العدد الى من طردتهم اسرائيل من اراضيهم من اللاجئين الفلسطينيين وهي مستمرة بطرد المزيد وبناء المستوطنات اليهودية في قراهم ليسكنها اناس قادمون من الغرب لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد في المشرق العربي وهكذا السياسة الدولية الغربية المنحرفة تسير وتنظر لأمور العالم بعين الشرعية ذات النظرة المزدوجة ولكن شعوب هذه المنطقة ادركت هذه اللعبة الخبيثة التي الغاية منها استنزاف طاقات هذه الشعوب واخضاعها لمصلحة اسرائيل واذا ما عدنا للشأن العراقي ورغم المخاطر التي تحيط بالعراق فنجد التناقضات الكبيرة التي تسود تصرفات بعض الساسة العراقيين فالنواب الصدريين في الوقت الذي يصرحون بأن الغاء المادة (4) ارهاب وقانون المسائلة والعدالة واطلاق سراح من تورطوا بالدم العراقي تعتبر خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها على حد قولهم ويعود هؤلاء النواب يناقضوا انفسهم مطالبين بتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة كما يقولون ولو دققت في تلك المطالب فأنها تتركز الان بإلغاء المادة (4) ارهاب واطلاق سراح اللذين كانوا ولا زالوا يمارسون قتل العراقيين يوميا وهو ما يسمونه بتبييض السجون والغاء قانون المسائلة والعدالة ويتسائل العراقيون لمصلحة من يحصل مثل هذا التناقض في التصريحات فهو يخل بإمكانيات الدولة وان ذلك يؤدي الى عدم تمكنها للوقوف بوجه هذه الهجمة المدفوعة من قبل دول الجوار والقوى الدولية والتي تتضح مخاطرها يومآ بعد يوم . 

Share |