ان الاوان/كريم شلال

Wed, 13 Feb 2013 الساعة : 0:16

في لحظة تعرى المشاعر تجتهد النفس لنيل محبة ضائعة ، حيث تتهاوى سطورها بعد امتزاجها بعنفوان الورق ، عندها تكفهر القلوب بعد ما يغادرها الصدق و تصفر ابتسامتها و تحتضنها دمعة المرارة لتتباين وجوه الرجال بعدما يتوشحهم الكذب وتسقط اقنعتهم ، حينها تحتضر الصداقة وتهتز القيم وتظهر الحقائق بعد بزوغ شمس الحقائق المغيبة ، وتسطع حقيقة واحدة هي حقيقة القلب الناصع والقول الصادق فتغادر لحظتها خبائث الاعمال المزركشة بخيلاء الدهاء ليحل محلها ابسطة الصراحة ، عندها نقترب من لحظة الاعتراف ليضع عندها كل ذنوبه عند صخرة الحقيقة ، بل صخرة الاعتراف والفضيلة التي تحطم المكر وقول الزور بل تمزق اقنعة التزييف لتلبسهم ملابس العفة وتحط بعدها نفوسهم ادرانها وتستريح من عظيم ذنوبها بل من شدة اوزارها ، عندما تتازم الامور وتتثاقل الهموم عندما تحكم الدنيا عليك قبضتها وتسود عينيك وانت فرد تائه في مهب الريح تبحث عن ماوى تلوذ به ولعمري لا تجد عندها امن من جدار الحق وكهف وملاذ البسطاء وماوى خالق الخلق جبار السماوات والارضين بعد خلع جلباب الخيلاء والتغطرس ، عندها تخلص النفس نيتها طواعية اذ هي امام مطلع الخفايا وعالم السر والعلن ، عندها تستل الذنوب نفسها استلالا لتقف على دكة الاعتراف بل ناصية الحقيقية لتقول قولها لتقف النفس حائرة بل غائرة في وديان وضباب الافكار لتسيح في فضاءات السودويات التي تعصف بها من هنا وهناك ، فتبحث عن موضع صدق تانس به وكهف امن تلوذ به بل تبحث عن صدق قول بين متاهات الالفاظ اذن هي سائرة في رحلة البحث المضنية والتوفيق عندما تحط رحلها في حاضرة الصدق واستقرار الوجد وراحة القلب والضمير لتطمئن في رقدتها الابدية وخفة اوزارها يوم لاينفع كل نفس الا ما عملت ، وليس امامها مخلص الا الاعتراف وخلع ادران الحيلة والدهاء والتستر بالحقيقة ، حينها تقف النفوس حيارى تقذف دموعا في غير اوانها ، بعد ان تركت خلفها ما عملته ونسجته في خفاء ودهاء، ظانة انه لامطلع عليها وتبقى النفوس البريئة ناصعة المبهى والمطلع مستبشرة بعفتها وهو لعمري الرضوان والمنجى ، وهكذا هي المعادلة فوضى وطيش وملذات دنيوية وحساب عسير اخروي ، فلنقف ونتاسى بكل ذلك لنستعد للقادم القاسي ونعترف ونصدق القول امام دكة اعترافنا لنتحاسب حسابا يسيرا نقوى عليه خير من هول المطلع وشدته يوم لاينفع مالا ولا ولدا ، وعندها تثقل الموازين وتخلع المناصب وتسقط الاقنعة والالقاب ، ويعرى الانسان ولايتستر الا باعماله ، يومئذ تسود وجوه وتبيض وجوه ، فطوبى لمن تجاوز هول ذلك المطلع وهو الفوز العظيم .  

Share |