"مجرد رأي".....(98ج2)/علي الحاج

Wed, 13 Feb 2013 الساعة : 0:11

«جرائم اليوم ورزاياه لاتختلف عن جرائم الأمس ورزاياه، إلابفارق تطور السلاح، وخبث النوايا»

ومصداق تلك الجرائم، فتاوى التكفير والتنكيل، والذبح على الهوية، والاغتيالات، والتهجير، والتعذيب الجائر، والتفجير بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، وهذا ماحدث ويحدث الآن في العراق وسوريا، بفعل الأدلجة التي كانت أيضا قد أفرزتها تلك السقيفة السيئة الصيت.

وتطورت هذه الجرائم إلى أملاءات سياسية عقدية طائفية، ينفذها سذج الناس وبسطائهم بطريقة العقل الجمعي وبضغط الحاجة والعوز والمغريات، هدفها تمزيق وحدة العراق إلى كانتونات ضعيفة متناحرة، وجره إلى حرب أهلية، وسحب البساط من الأغلبية الشيعية، وتجريد العراق من ممارسة دوره الاقليمي والدولي، فتبا لكم وتعسا أن كانت هي تلك نواياكم وأهدافكم الخبيثة، وعساكم ماأكلتم من بر العراق.

"من كفر فعليه كفره، ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ، ليجزي الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله، انه لايحب الكافرين".

ان الرسالة المحمدية وامتداداتها العلوية والحسينية، تقدم للمسلم "الغير متأسلم" وللمتلقي من غير المسلمين، الخطوط الرئيسية الناصعة البياض التي جاءت من أجلها، وتطرح قضيتها على المحجة البيضاء -والتي تعرضت لاجهاضات عديدة- على انها قضية حضارية وانسانية متجددة، تصلح للتنظير في كل زمان ومكان، وان هذه الرسالة هي رسالة انسانية لا يراهن عليها أحد، تسمو فوق الحزبية والأغراض والأهواء، في ظل سياسة طابعها العلم والصبر والتحضر والايمان والتطور ومقارعة الظلم، فضلا عن التزامها بطابع الالتزام دون قهر مع دفع العدوان ولا تعتدي على أحد كائن من كان.

نفهم من ذلك انها تشارك في الحضارة الانسانية، بقسط يتناسب مع إمكانياتها ومع ما قدمت من تضحيات، وفي دفعها للعدوان إنما تحافظ على الروحية الانسانية.

"ونقصد بالروحية الانسانية هي الحالة المضادة للتكفير والشرك، والتي يمثلها الايمان بالله."

ان الله سبحانه وتعالى يقدم الحجج تلو الحجج للإنسان من أجل الهداية رغم مايمتلك من قدرات فاعلة كفيلة بقهر الإنسان وارجاعه إلى صوابه الا انه لايميل إلى الظلم لا لكونه عادل فحسب لكن لكونه قوي .وإنما يحتاج الظلم الضعيف.

نقول للذين يميلون إلى جانب الغدر للوصول إلى اهدافهم بطرق ملتوية، نقول لهم انكم ضعفاء وسوف لن تنالوا منا مهما فعلتم.

فهيهات منا الذلة .فوالله لا توقفوا عزمنا ولا تميتوا اصرارنا ولا تأدوا قضيتنا.

ونحن لا ندعوكم للحجج، فهذا طريق الاولياء والاوفياء والشرفاء. لاطريق الغدر والقتل والخسة.

ولا حجة بيننا وببينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم اعمالكم.

غير اننا نرى غير ذلك، في حال انكم إذا ركزتم أفعالكم ودعواتكم في سبيل الروح الانسانية.

"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن، وقل للذين أوتو الكتاب والأميين ءأسلمتم، فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ، والله بصير بالعباد".

والله ولي التوفيق.
 

Share |