البطالة و إثارة السلبية في المجتمع العراقي/طارق علي الغزي

Wed, 13 Feb 2013 الساعة : 0:08

يعد العراق من أغنى دول العالم لما يتوفر له من خيرات و ثروات لا تحصى سوء كانت ثروة معدنية و زراعية وإيرادات نفطية تفوقت على جميع دوال المنطقة تقريب بالإضافة أن العراق مهد الحضارة فهو يملك حضارة تمتدد إلى أكثر من 7الف سنة قبل الميلاد ومن بلاد مابين الرافدين بزغ نور العلم والمعرفة فهو أول من عرف الكتابة وال من استل القانون وشرعة لحمية الإنسان الله سبحانه وتعالى لم يبخل على العراق بأي شيء فلعراق يطفو وسط بحيرة من الخيرات . لكن انظر إلى المفارقة العجيبة العراق من أغنى دوال العالم و شعبة من أفقر الشعوب فحالما تتجول في شوارع أي مدينة سوف ترى من الوهلة الأولى الحال المزرية التي يعيشه الشعب العراقي ترى أطفالا لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات وهم منتشرين قرب كل أشارة مرور من اجل بيع المناديل أو تنظيف زجاج السيارة او منضر الشباب الذين يتكدسون بل مئة في مسطر العمال من اجل الحصول على عمل باجر يومي ولا يهمهم طبيعة العمل الذي سوف يقوم بة حتى و لو كان يحط من كرامته و إنسانيته فالجوع لا يعرف الكرامة و الإنسانية.و سوف ترى تردي الواقع الخدمي من جميع النواحي فلقد اعتادا المواطن العراقي على جميع هذه المظاهر التي باتت إحدى سمات حياته اليومية نحتت على وجوه أولاك الصبية معالم الحرمان والفقر ونور المستقبل قد انطفئ في وجوه الشباب و ذالك الشيخ الذي حنت ظهره هموم الزمان أما حان الوقت لكي يستريح في اوخر أيام حياته .أشرقت شمس الآمال من جديد بعد سقوط النظام في 2003 لكن حالما غطته سحب خيبة لأمال ازدادت نسب البطالة بشكل كبير في العراق وظهر التفاوت الطبقي في داخل المجتمع فتجد عائلة معدمة لا تستطيع أن توفر ابسط تكاليف العيش الكريم بينما تجد أشخاص اجتازوا مرحلة الثراء والبذخ وهم المستنفذين في السلطة ما أدى إلى ظهور عديد من المشاكل لم يعرفه المجتمع العراقي من قبل كان من شانه أن تثقل كاهن الأمة و أدت إلى تدمير الروح الوطنية في داخل المواطن فصار الفر يشعر بأنة غازي على بلد غريبة يريد أن يحصل على اكبر قدر من الغنائم و يدبر فأرا منة .فكانت حاجة الناس للمال منفذ لكل من يضمر العدى للعراق وشعبة من خلال استخدام هؤلاء للقيام بأعمال تخريبية مقابل اجر مالي وكيف لا يقبل و هو بأمس الحاجة للمال ليجلب علاج لطفلة أو لقمة طعام لأطفاله الذين نسو شكل الطعام النظيف او قطعة قماش الكي يستر بة اطفالة من البر وكيف نستطيع لومه لو وضعنا أنفسنا مكانة لأقدمنا على هذا المر فهو لم يرى من بلادة شيء يعز كرامته فهو لم يرى سوى الفقر و الجوع . فلإسلام عندما وضع حد أدنى للعيش يكفل توفير العيش الكريم للفرد كان هدفه حماية أركان المجتمع من الانهيار و أن يكون الشعب كجسد الإنسان إذا اصبب عضو منة سهرت من أجلة جميع أعظه الأخرى فأين نحن من الدين الإسلامي أليس حكومتنا حكومة أسلامية و يجب علية أن تطبق الشرعية و الدين فأين الحد الأدنى للعيش .لسنوات طويلة كانت الصناعة العراقية تسد جميع احتياجه الأسواق العراقية بل كانت في كثير من ألاحين تصدر للخارج ما كان يتيح فرص كثيرة للعمل لكن توقف هذه المنشئات بعد سنة 2003 و إهمال الدولة لهذه المؤسسة بشكل كبير .فصار الوطن بالنسبة إلى أبنائه كسجن كبير يحاولون الفرار منة بأي طريقة كانت و ذلك بسبب انهيار الروح الوطنية و روح الإخاء و دبت مكانة روح العدى و البغض.فنحن نسير بعكس اتجاه التطور فكل متقدم العالم خطوة تراجعنا خطوة إلى الخلف ألا إن نسقط في الهوية و لا نجد من يمد لنا يدا العون فلا يمكن النهوض بالمجتمع ألا أذا تم أصلاح الفرد فالتغير يبدأ من داخل الفرد نفسه ولا يمكن لأمة أن تنهض ألا بسواعد ابناه فعلى من اعتلى عرش الحكم أن ينضر بعين الرحمة لهذا الشعب و أن يخاف الله فيه.
بقلم طارق علي الغزي            

Share |