هذا مشروع ذي قار ... وليس سواها ؟-كريم الشويلي
Wed, 6 Jul 2011 الساعة : 11:14

على خلفية ازمة الطاقة الكهربائية المستعصية في العراق منذ سنوات بسبب قلة الانتاج وقدم المحطات العاملة وكذلك التوسع في الاستهلاك وزيادة نسبة السكان وعدم المباشرة بتنفيذ المشاريع الجديدة من خلال نصب محطات حديثة وكبيرة لسد النقص الحاصل في انتاج الطاقة الكهربائية ولظروف عديدة قد تكون خارجة عن ارادة الحكومة الاتحادية ووزارة الكهرباء . ومن بين تلك الظروف عدم توفر المبالغ المطلوبة في حينه لتنفيذ تلك المشاريع والمباشرة بالعمل وكذلك سوء الوضع الامني الذي كان سائداً في السنوات القليلة الماضية والذي حال بعض الشيء دون حضور الشركات الاجنبية بالنسبة لنا . مما تسبب في تفاقم واستمرار هذه المشكلة وتراجع مستمر في انتاج الكهرباء وغياب الحلول الحقيقية لمعالجة هذا الوضع في العراق واختيار البدائل الممكنة التي تعالج هذه المشكلة ولو جزئياً. وبالتالي السيطرة على هذه الحالة بشكل عام واقناع المواطن الذي فقد الامل جراء هذه المشكلة التي يتأثر بها هو قبل غيره وبشكل سريع ومباشر وفي كل لحظة وعلى كافة مناحي الحياة اليومية .ومن هذا المنطلق وبعد استقصاء ودراسة مستفيضة لحيثيات هذه المشكلة محلياً ومنذ اكثر من عام ومن خلال العديد من الاجتماعات المختلفة التي عقدت لمناقشة ذلك الامر بين الجهات المختصة . توصلت الحكومة المحلية في ذي قار الى عدة حلول ومقترحات تضمنها المشروع الذي تقدمت به الى الحكومة الاتحادية ومجلس النواب العراقي ووزارة الكهرباء والجهات الاخرى ذات العلاقة بالموضوع . ومن بين تلك المقترحات مشروع دعم المولدات الاهلية بمادة (الكازاويل) مجاناً مقابل زيادة كمية الكهرباء الواصلة الى بيوت المواطنين من تلك المولدات بمعدل (12) ساعة يومياً وبسعر (7500) الاف دينار للأمبير الواحد . وقد لاقى هذا المشروع ترحيباً كبيراً وقبولاً واسعاً لدى الحكومة والبرلمان والمواطنين.وعلى هذا الاساس عقدت عدت اجتماعات بين الحكومة المحلية (المحافظة ورئاسة مجلس المحافظة _ اللجان المعنية ) ورئاسة مجلس الوزراء – مجلس النواب – وزارات النفط - التخطيط – المالية – لجنة الطاقة في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي اكثر من مناسبة لمناقشة ذلك المشروع والبدء بتنفيذه .واستطاعت الحكومة المحلية في المحافظة ان تنجح من خلال مشروعها المعروض امام الجهات المعنية في بغداد وان تحصل على مبلغ (30) مليار دينار من دولة رئيس الوزراء لتغطية نفقات ذلك المشروع المهم والاستراتيجي بالنسبة للمواطن في هذه المحافظة .ولنجاح المشروع المذكور في حل جزء كبير وحيوي من مشكلة شحة الطاقة الكهربائية.اعتمدت الحكومة الاتحادية هذه الفكرة واخذت تعميمها على جميع محافظات العراق الاخرى للهدف نفسة وبنفس الاليات والتوقيتات والاسعار الواردة في ذلك المقترح .وقد شرعت جميع المحافظات بتطبيق ذلك المشروع الاقتصادي والسريع الممكن التطبيق في الوقت الحاضر ولحين الانتهاء من هذه المشكلة بشكل جذري عند المباشرة بتشغيل المشاريع الكهربائية العملاقة التي نصت عليها العقود الموقعة بين وزارة الكهرباء والشركات العالمية المتخصصة بنصب وتشغيل المحطات الكهربائية المذكورة وعلى اختلاف انواعها وفي كافة مناطق العراق .وقد استبشرت حكومة ذي قار المحلية خيراً وزادها فخراً واعتزازاً اعتماد هذا المشروع على مستوى كافة المحافظات وبغداد وبقرار اتحادي , واعتبرت نجاح هذا المقترح هو خدمة رائعة وجليلة تتشرف بتقديمها ليس لابناء ذي قار فحسب وانما لعموم ابناء العراق و محافظاته العزيزة لتكون سبباً في التخفيف عن معاناتهم المزمنة جراء انقطاع التيار الكهربائي ومنذ عدة سنوات .ونحن بدورنا نقول ان تلك المقترحات والحلول الواردة في ذلك المشروع خصوصاً ما تعلق منها بمعالجة موضوع الكهرباء وانقطاعها المستمر عن المواطنين لهي مقترحات مبنية على اساس وطني خالص وليس على اساس محلي صرف .وعلى الرغم من احقية صاحبة المبادرة او المقترح (حكومة ذي قار المحلية ) في ان يكون ذلك المشروع خاصاً بها وحسب وان لا تعرضه امام الحكومة الاتحادية كمشروع عام مطروح لخدمة كل ابناء العراق ولكنها أي الحكومة المحلية في ذي قار وخصوصاً المحافظ ( طالب كاظم الحسن ) اراد ان يكون ذلك المشروع في خدمة جميع العراقيين ان رأت الحكومة الاتحادية خيراً وفائدة في ذلك .وفعلاً اصبح ذلك المشروع مثلما اراد وتمنى وهاهي المحافظات تبدأ بتطبيق فكرة مشروع ذي قار والذي سجل نجاحاً ونتائج مشجعة من خلال ردود الفعل الجماهيرية على مستوى الشارع وقبولاً كبيراً لدى العديد من المسؤولين حتى وصل الحال ببعضهم وفي اكثر من محافظة انه يدعي ان ذلك من نسيج افكاره وعبقريته الفذه .متنكراً لحق هذه المحافظة في انها صاحبة ذلك المشروع وليس سواها من الوزارات والمحافظات الأخرى على الاطلاق .وستبقى ذي قار العطاء والتاريخ والحضارة والابداع وعلى الدوام تفتخر وتعتز في انها قد قدمت يوماً الى العراقيين مشروعاً وطنياً استفاد منه جميع ابناء العراق وليس ابناء ذي قار فحسب .واستطاعت من خلاله ان تساهم بوضع حد لمعانات الناس واوجاعهم نتيجة انقطاع الكهرباء وبنسبة قد تصل إلى 70% مع الوارد من التيار الوطني الى منازل العراقيين العامرة باذنه تعالى .