رسالة الى الزعيم/نصير السلام الجابري
Sun, 10 Feb 2013 الساعة : 22:12

أخاطبك أيها الجبل الأشم في ذكرى أستشهادك... اخاطب عملاق الكبرياءوالزهد .أخاطب أباء العسكرية العراقية ورمزها المشرق عبر التاريخ بأبداعها الخلاق وسمو عبقريتها القيادية وقتالها البطولي الكربلائي التي نصع في جنين وكفر قاسم ونابلس وطولكرم.أخاطب المحروم من أبسط مايتمتع به أزهد الحكام والذي ملك أغنى بلد في المنطقة فترفع عن زخرف الدنيا وبريق ملذاتها ولسان حاله يردد مقولة مثله الأعلى أمير المؤمنين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه وأولاده سلام الله (أأشبع بطني وبطون غرثى في اليمامة ورب أطفال لاعهد لهم بقرص الشعير في نجد ؟.أو يقال عني أمير ألمؤمنين وأبيت مبطاناً؟؟ً)
أخاطب من ترك بصماته في كل أرض العراق أنجازات وبناء شامخ الى اليوم فما أكاد أسأل عن تأريخ معلما(بفتح الميم وسكون العين) الا وقيل لي أنه أنجز في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم . أخاطب من اقتصرطعامه اليومي ب (صفر طاس) من مال حلال أعدته يد شقيقته الطاهره قادم من أطراف محلة العلويه على (بايسكل).تلك الشقيقة التي قدمت طلبا رسميا لزعيم البلاد لتمليكها قطعة أرض سكنية أسوة بالمواطنين العراقيين فكتب على الطلب (مهلا أختي آمنه فهناك من العراقيين من هو أحق منك) لتذكر نا بصاع البر الذي طلبه عقيل من بيت مال المسلمين الذي يلي أمره أخوه حاكم الدولة الأسلامية المترامية الأطراف فما كان الجواب؟لقد أحمى له حديدة وأدناها منه فضج منها ضجيج ذي دنف وخاطبه متسائلا ويحك ياعقيل (أتضج من حديدة احماها انسان للعبه ولا اضج من نار سجرها جبارها لغضبه؟؟؟)
سيدي الزعيم الخالد في قلوب العراقيين الشرفاءأسألك مخاطبا ينتابني شعورا باني نملة أمام جبل . أين هم قتلتك؟الذين باعوا الضمير والقيم والأخلاق ؟أين من جاءوا بقطار الغدر الأمريكي ..أين من أمتلئت كروشهم بالغزلان المشوية كما يذكرها حردان عبد الغفار التكريتي في مذكراته.؟أين البكر وعماش وعبد السلام عارف وطاهر يحيى ومنذر الونداوي وعبدالكريم مصطفى نصرت ؟؟أين ذياب العلكاوي وعبدالغني الراوي ورشيد مصلح وناطم كزار واسماء يخجل منها التاريخ هوت وتساقطت وراحت في مزبلة التاريخ ملعونة لعنة الشمر وحرملة وعبيدالله بن زياد أين حازم جواد وعلي صالح السعدي..والمحياوي ومنعم حميد وعدو الحق البشع...أين صار مصيرهم ..أنبئك يا سيدي الزعيم بانهم ذهبوا لأسوء مصير وماتوا اسوء ميتة بأيدي بعضهم بعضا ووصم بعضهم البعض بابشع الأوصاف والنعوت ومن يتعقب خاتمة مصير هم يدرك متيقناً كرامتك عند الله وعند الشعب العراقي الذي لم ينسك يوما رغم محاولاتهم طمس ذكرك فلقد هدموا من الأساس صرح الجندي المجهول وبيتك المتواضع في المهدية الذي أستأجرته من راتبك المحدود الذي أبيت ان تستلمه بصفة راتب رئيس وزراء والبالغ(450)وفضلت عليه راتب لواء في الجيش والبالغ(198)دينار ولقد ألغوا تسمية الرتبة العسكرية(زعيم) الذي التصقت بذكرك العطر وأبدلوها بالعميد كي لاتذكر باسمك المرعب لهم حتى اسمك لم يجرئوا ان يلفظوه فيسمونك أضطرارا (كريم قاسم) .لقد جسدت حتى في مقتلك سيدي أروع صور البطولة والفداء فطلبت من اخوتك الأبطال الذين حوصروا معك في مبنى الدفاع ان يتخذوا من الليل سترا ويذهبوا الى اطفالهم وعوائلهم كمايذكر ذلك مرافقك الصامد معك والذي انقذ من الموت باعجوبه قاسم الجنابي في مذكراته فكان ان فضل الأبطال الأشاوس فاضل عباس المهداوي وطه الشيخ علي وعبد الكريم الجده وكنعان حداد وقاسم الجنابي الموت على تركك وحيدا. وهو ما يذكرنا بالصورة الرائعة لأمامنا وقدوتنا في الفداء ابو الأحراروسيد الشهداء ابا عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)عندما طلب من اصحابه الذهاب الى عيالهم مخاطبهم(هذا الليل قد ارخى سدوله فاتخذوه جملا فان القوم اذا ضفروا بي أنشغلوا عن غيري ) فكان ما كان من رفض الشهداء الأبطال الميامين الرفض القاطع للتخلي عن الحسين عليه السلام ...ان ما حدث في 8و9شباط الأسود عام 1963 من صور فذه واسطورية لتجسد لنا التقليد الصحيح لصور الفداء الحسينية والأستلهام الصادق للدروس المستنبطة مما رسمه سيد الشهداء للاجيال.
سيدي الزعيم الشهيد الخالد أود ان اطمئنك بان صورتك ماثلة أبدا في اعيننا وقلوبناوان حنكتك وعبقريتك وزهدك وترفعك وشجاعتك وتسامحك وتجاوزك عن المجرمين بحقك وكل سماتك الفضيله معيارا لتقييم الحكام العراقيين ورافعي الشعارات البراقة والى الأبد