"مجرد رأي".....(98ج1) "جرائم اليوم ورزاياه لاتختلف عن جرائم الأمس ورزاياه، إلا بفارق تطور السلاح، وخبث النوايا"/علي الحاج
Sun, 10 Feb 2013 الساعة : 22:01

«جرائم اليوم ورزاياه لاتختلف عن جرائم الأمس ورزاياه إلابفارق تطور السلاح، وخبث النوايا»
ليست السقيفة وحدها هي "التي كانت، ولاتزال" ، مفترق الطرق ، فحسب ،بل كانت رزية الخميس هي المحور الأساسي لهذا المفترق، ولولادة الفكر الشمولي الواحد المتطرف المنحرف الذي أنجبته تلك السقيفة.
وهو بحق الناتج الأكثر عقوقا وشراسة من بين جميع نواتج السقيفة السياسية العلمانية الراديكالية المتطرفة.
ولها الدور الأعظم بالأتيان بآل أمية الطلقاء وتسنمهم زمام الأمور والتحكم بمقدرات الأمة الاسلامية بما يخدم فكرهم المنحرف المعادي للدين وللرسول الأكرم {ص} ومنع تداول الحديث ،وقتل وتصفية الائمة المعصومين وسبي عيال النبي بسابقة لم تكن تحصل في التاريخ حتى لألد أعداء الإسلام والانسانية.
والأمر الآخر الذي تتحمل وزره السقيفة وهو أيضا من جرائم التاريخ التي يندى لها الجبين، هو: قتل الصحابي الجليل مالك بن نويرة بتهمة الارتداد عن الإسلام، واغتصاب زوجته في ليلة قتله من قبل سيف الله المسلول، خالد بن الوليد -وسيف الله المسلول اللقب الذي سمى به الرسول عليا "صلوات الله عليهما" وأعاروه خالدا انتحالا وتدليسا-، وايقاع المثلة في جسده -أي مالك بن نويرة- ووضع راسه المقطوع كذلك في موقد النار كحاملة (منصبة) كأحدى حاملات لقدر طبخ.
وامر خطير آخر حدث في حكم يزيد، تطويق مدينة الرسول 3 أيام وأباحتها وقتل أكثر من 700 صحابي وتابعي من خلص أصحاب رسول الله {ص} من الانصار والمهاجرين ،ممن كان لهم سابقة في الإسلام، وحفظ القرآن الكريم وتداول الحديث النبوي الشريف، وكان من نتائج هذه الحملة الفضيعة إنجاب 1000طفل لايعرف آباءهم وكان الرجل إذا أراد ان يزوج ابنته لايشترط عذريتها.
وطامة أخرى لاتقل سوءا وعارا في تاريخ آل أمية هو تطويق بيت الله الحرام وضرب الكعبة بالمنجنيق الذي لم يستطع ولم يتجرأ حتى أبرهة الحبشي من مجرد التقدم إليها .
ولو اردنا احصاء مجمل جرائم آل أمية فهي كثيرة لايتسع المجال لذكرها وهي تمثل التاريخ الأسود في حياة الأمة الاسلامية والعربية، وهي أيضا السبب الرئيسي والوحيد في فرقة هذه الأمة لأن من وجد قي ركاب هذه الأمة وحراكها ممن تأثر بالحركة الصليبية والصهيونية المعاديتين للاسلام.
وما زالوا لحد هذه اللحظة، يطبلون للنظام الأموي المنحرف الذي غير وجه الإسلام الحنيف المشرق إلى وجه آخر يتبنى الفكر الارهابي ومحاربة جميع المذاهب الاسلامية وتكفيرها وباسم الإسلام، وهذه هي الطامة الكبرى.
فقد صنعت السقيفة أعداءا داخليين مزمنين ولدوا وللاسف من رحم هذه الأمة! ممتدون على مدى القرون والعقود، لاتأخذهم في الباطل لومة لائم، ولا يرعوون من حق أوحرام، باعوا دينهم ودنياهم من أجل أهداف عقائدية سياسية شاذة لاتتعارض إلا مع الايمان والانسانية والحضارة.
إن جرائم هؤلاء عبر 1400عام ليس لها مثيل، وهي تتكرر وتتطور بنفس النفس الذي بدأت به، فجرائم اليوم ورزاياه لاتختلف عن جرائم الأمس ورزاياه إلابفارق تطور السلاح، وخبث النوايا، اما الأهداف والشعارات هي هي لا تعبر إلا عن حقدهم وشذوذهم وحبهم لنشر الخوف والذعر والانتقام والنكال وهدر الدماء البريئة.