( المواطن فريسة الضوضاء )/علي غالي السيد
Sat, 9 Feb 2013 الساعة : 2:21

جميل ومفرح ان ترى خدمة ما تصل الى دارك حتى وان كنت تسكن في اطراف المدينة ، وسعداء جدا ان هذه الخدمات تقدم للجميع للغني والفقير دون تمييز وبثمن زهيد وارباح قليله تكاد لا تذكر، ويعدها المواطن خطوة رائدة ومتميزة ، لا نها تساهم برفع جزء من المعاناة التي لا يستهان بها عن كاهل المواطن والاسرة ، وخصوصا اصحاب الدخل المحدود اودون ذلك ، فكيف لا والبعض يتنافس على توفيرها للأسرة العراقية دون كلل وملل وبرحابة صدر 000000
كما ان لتلك الحاجات والمتطلبات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وينبغي توفيرها بشكل يومي تقريبا ، وعلى سبيل التعرف عليها (سيارات توزيع اسطوانات الغاز، (وستوته) دراجة بخارية عربه ذات ثلاث عجلات لبيع الفواكه والخضار ، وغيرها لتوفير الدجاج والسمك ، واخرى دخلت الخدمة حديثا لبيع المواد المنزلية والمنظفات بأنواعها ) وهذه الخدمات الجليلة التي تقدم من قبل ابنائنا تستحق الشكر والثناء ، كونها تلبي متطلبات الاسرة العراقية 0000الا ان هذه الخدمات المذكورة للأسف الشديد تفقد قيمتها واهدافها السامية ،حين يقابلها ضرر واذى واستخفاف يمس راحة المواطن ويشجبه ويستنكره معظمنا الا وهو ( التزمير) العالي والمزعج الذي يطلقها مقدمي تلك الخدمات من مركباتهم مسببين لعوائلنا الكريمة وفلذات اكبادنا ضجيج لا يطاق وضوضاء لا يحمد عقباه وازعاجا لا مفر منه 00حتى بات واضحا تأثير ذلك عليهم نفسيا 0 فارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ،، ربما للبعض رأي مغاير بان الله تعالى انعم علينا وجعل الأصوات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت إحدى السمات التي تميزها. وهذه الأصوات لها مزايا عديدة فهي تمدنا بالمتعة والاستمتاع من خلال سماعنا للموسيقي أو لأصوات الطيور. كما أنها وسيلة ناطقة للاتصال بين كافة البشر، وتعتبر أداة لتحذير الإنسان وتنبيهه والتي نجدها متمثلة في: أجراس الباب، أو صفارات الإنذار، وتزمير السيارات، كما تخبرنا بوجود خلل ما مثل: الخلل في السيارات او تنذرنا برنين موبايل ،، قد نتفق هنا ؟ لأننا لا ننكر نعم الله تعالى ، لكن الآن وفي مجتمعنا، أصبحت بعض الأصوات مصدر إزعاج لنا، لا نريد سماعها لسوء استخدامها من قبل البعض لذلك فهي تندرج تحت اسم الضوضاء طالما لا يرغب سماعها اكثر عدد من الناس ، وتصنف كظاهرة سلبية وغير حضارية وينبغي محاربتها والحث في استبدالها بما يليق بحضارة هذا الشعب العريق كي لا يترك المواطن فريسة الضوضاء واًهاته وانينه 0000
وعن مدى تأثير وضرر الضوضاء على الانسان ننقل اليكم بعض مما جاء في محاضرة الدكتور احمد فخري استشاري علم النفس في جامعة عين الشمس من على شاشة قناة التعليمية المصرية عرضت قبل بضعة ايام مؤكدا فيها قولنا على الخطورة الناجمة من الاصوات المرتفعة ومدى ضررها على الانسان قائلا : ((ان للضوضاء تأثير سلبي وضاغط على نفسية الإنسان ، ويؤثر الضغط النفسي بالسلب على الصحة النفسية للفرد في مختلف سنوات عمره ، ويظهر في شكل ذعر وقلق وارتباك وعدم تركيز وإرهاق واكتئاب وتعكر عليه الصفاء الذهني ، مما يؤدى إلى تدهور حالته النفسية التي تؤدى إلى انخفاض مستوى أدائه وتعوق نموه النفسي، فبعض الدراسات ترى أن الضوضاء تؤثر على القدرة الذهنية للفرد مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد الذهني وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم ، كما تؤثر على الأعمال التي تتطلب اليقظة والأعمال الحسابية ، كما أن لها تأثيرا سلبيا على صحة الإنسان، ومن أهم الأسباب الرئيسية في خفض الدافع للأداء ، والتركيز وتشتيت الانتباه وسبباً في الإزعاج والضيق ، وهذا بالتالي يؤثر على العامل القريب من مصادر الضوضاء في شعوره بالتعب والإرهاق السمعي والجسمي، وبالتالي تقل إنتاجية العامل وتسوء مقدرته على العمل ، كما أثبتت الأبحاث العلمية مؤخراً أن للضوضاء تأثيرا سلبيا على الأجنة في بطون الحوامل ، خاصة بين العاملات في المصانع والأوساط المتعرضة لدرجات من الضوضاء بسبب حساسية الجهاز العصبي للأجنة ، مما يعرضها للإصابة بأمراض عصبية وقلق وتوتر بعد الولادة ، وقد تكون الضوضاء سبباً في تشوه الأجنة إذا ما تعرضت الأم لضوضاء مرتفعة لفترات طويلة) وبما أن الشارع العراقي للأسف الشديد وصل الي درجة كبيرة من عدم الانضباط في السلوك العام.. ونعزو ذلك الى قلة التوعية والتثقيف والارشاد سوى من خلال التوجيهات الدينية او التربوية والإعلامية والصحية البيئية وجميع المؤسسات الشعبية والسياسية التشريعية والتنفيذية00كما لا يمكن للمواطن وحدة التصدي لهذه المشكلة ، لذا يتطلب منا جميعا وقفه لمناشدة مجلس محافظة ذي قار ومديرية المرور لتشريع قانون يمنع فيه التزمير بأصوات عالية ومزعجة ومفزعة ويكون بدله (موسيقى بيانو) اسوتا بدول الجوار والتي حذت حذوها مؤخرا محافظة المثنى حيث استبدلت التزمير الصاخب بعزف موسيقى بتهوفن ، وللاطلاع ان هذه التجربة ليس بالجديدة حيث شرعت وزارة الداخلية بيان عام 1986في العاصمة بغداد استنادا لكتاب مديرية المرور العامة في 9 كانون الثاني ينص( بمنع التزمير المرتفع من قبل اصحاب المركبات داخل حدود المدن ) ولم يطبق لانشغال النظام المقبور بويلات الحروب مما حالت دون ذلك،، وبعدها طبقت في دول الخليج العربي والشام وتركيا وهذه حسب معلوماتنا ربما طبقت في جميع دول العالم وحتى جنوب افريقيا ونحن لازلنا ننتظر من يفكر ويطبق نيابة عنا ، كما انها دعوة للتصدي لهذه الظاهرة السلبية التي استشرت بشكل عام وخلفت الكراهية والحقد وعلينا التعجل والاسراع بحلها وغرس بدلها العادات والتقاليد الحميدة 000000التي ينعم بها الانسان العراقي بالراحة والسكينة في ظل انقطاع التيار الكهرباء المستمر خصوصا في فصل الصيف متمنين ان تصل لنا خدمة الكهرباء بالستوتة 00000