عصيان الكفار هو المسؤلية الحقيقية- شريف العبادي
Wed, 6 Jul 2011 الساعة : 10:44

*ينبغي ان تكون على مستوى المسؤلية الحقيقية من عصيان هولاء الكفار،وافشال اهدافهم الدنيئة، والتمسك بديننا واهدافنا ومجتمعنا 0
( المقدس الصدر0 ج25)
هنا اراد المقدس الصدر(قدست نفسه الزاكية)ان يلقي على كل افراد المجتمع مسؤلية عظيمة ويحسسهم بهذه المسؤلية بعتبار ان كل فرد هو جزء من هذا المجتمع وما دام هو من المجتمع اذا ينبغي عليه المشاركة في تحمل المسؤلية وحمل العبئ الثقيل والمهمة الكبرى امام ربه ونفسه ومجتمعه 0
لانه بهذا الاسلوب يسعى الانسان لاداء تكليفه الشرعي والاجتماعي،ويسعى نحو طريق التكامل بهذه المسؤليات الثلاثة،واهم مسؤلية في هذه الكلمة الثمينة والعظيمة ومعانيها الجليلة هي تلك التي اطلق عليها مقدسنا الصدر عنوان وصفة المسؤلية الحقيقية وهي مسؤلية (عصيان الكفار) واراد من هذا العصيان الحقيقي نتائج من شأنها افشال كل مخططات واهداف هولاء الكفار الدنيئة 0
وجعل ربطا ًوثيقاً وملازمة واقعية وحقيقية بين عصيان الكفار وبين التمسك بالدين الحق وبأهداف الانسان المتمسك بهذا الدين وبالمجتمع الصالح،يعني اننا نفهم من هذه المفردة الاخيرة انه لايجوز للانسان ان يفرط بأي فرد من افراد مجتمعه على حساب مصالحه الخاصة مهما كانت هذه المصلحة لان المجتمع ومسؤليته من التكاليف المهمة والواجبة ولايمكن ان يتم التفريط بها بأي حال من الاحوال وجعلها تحت سيطرة الكفار وان تلعب الكفار بمقدرات هذا المجتمع ودينه وماله وعرضه تحت مسميات الاستعمار الحديث الذي اختلقها هولاء الكفار انفسهم امثال التحرير او الارهاب وغير ذلك،فهذا مما لايجوز شرعاً ولا قانوناً ولا وجداناً وفقا لكل الاديان والقوانين والظمائر الحية0
وهنا اريد بيان هذا النص الذي تفوهت به شفاه المقدس الصدر(قدست نفسه الزاكية) وذلك على تقسيمه الى ثلاثة مستويات يمكن التكلم في كل مستوى معين منفرداً ومنعزلاً عن الاخر وهذه المستويات هي:
المستوى الاول:
(المسؤلية الحقيقية من عصيان هولاء الكفار ) يريد المقدس الصدر ان تكون هناك مقاطعة تامة لكل هولاء الكفار وعلى كل الاصعدة وفي كل الجالات ومثال ذلك الكلام يمكن تلخيصه بثلاثة اصعدة يمكن التكلم فيها0
1- الصعيد الثقافي:
وهو ان لانستجيب الى مخططات هولاء الكفار في جرنا الى الرذيلة والفساد من خلال برامجهم الثقافية الموضوعة وضعاً متعمدا ومدروساً من اجل انحرافنا واغوائنا،كأباحة الغناء والخلاعة والاختلاط المحرم ،والافلام والمسلسلات التي تشجع على تكوين العلاقات المنحرفة والباطلة والمحرمة،وكذلك البرامج التي تصور كيف يكون الاسلامي رجعياً والمسلم ارهابياً كما يعبرون هم ،وفي الوقت نفسه يصورون كيف هم في تطور مستمر وتقدم واكتشاف، وكذلك يبينون انهم ضد الارهاب والمتصدي الوحيد لضربات الارهاب وما شاكل ، وقد فعلوا وعملوا على نشر مصطلح الارهاب بمعناه الحديث الذي يخدم مخططاتهم وذلك منذ احداث الحادي عشر من سمتمبر ومن ثم احتلال افغانستان،حتى وصل الامر ان المتحدث يخشى ان يتحدث بحرية لئلا يتهم بالارهاب او ممن يدافع او يروج له فيُعتقل او يُعذب او يُعدم وهكذا، وكذلك كيف يضخون السياسة المنحرفة والظالمة من خلال الكتابات والنشرات والندوات والمؤتمرات بأن التكنلوجية والاختراعات كلها عند اليهود والمسيح وليس للمسلمين فيها نصيب، وطبعا هذا الكلام يؤثر على الشباب والجيل الجديد المنفتح للحيات في البلاد الاسلامية،فيحتاج الى قوة وصلابة في الايمان وفي العقيدة وفي التفكير الصحيح، وايضاً يبثون هذه الشعارات التي تنادي بالمساوات بين الرجل والمرءة،وحقوق الانسان، والحرية الجنسية،والديمقراطية المزعومة التي فهمها جمله من الشباب فهما خاطئا، وما الى ذلك من ثقافة الغرب الكافر الخرقاء الذين يبثونها في بلاد المسلمين وفي عقولهم ونفوسهم عن علمٍ وعمد 0
حينئذ يجب على المسلم الواعي الفطن الكييس ان يتحصن ويكون منتبه لرفض كل هذه المخططات الاستعمارية الخبيثة الذي لا تريد الا جره الى الخنوع والخضوع والذل والارغام لهم ولمطامعهم ومصالحهم الخاصة 0
2- الصعيد الاجتماعي:
يجب ان يكون المجتمع الاسلامي والمسالم في دراية لكل الاعيب الكفار ،فلا ينخرط ويذوب في اوساطهم لكي يجد من الصعوبة ان يكون له مخرج منهم ومن تقالديهم المخالفة لتعاليم السماء والذي يجبر عليها احيانا الفرد الذي يعيش في البلدان الغربية، فالاحتياط من هذه الناحية مطلوب لانه بدون الاحتياط لربما يقع الانسان في الحرام والمحذور والعياذ بالله 0
وعلى المجتمعات التي تبث وتضهر بها هذه السموم ان تعلن رفضها القاطع لهولاء الكفار مهما فعلوا، لانه لايمكن للفرد المسلم ان يحسن الظن بهم قطعا ويقينا ما دام مصلحتهم الفردية والشخصية فوق كل الاعتبارات وهي الاساس عندهم ،فالعمل معهم محل اشكال وحرام بأجماع الفقهاء اذا كان فيه تأثير على دين الفرد واخلاقه وجره الافكارهم الفاسدة او فيه اعانة على الاثم او اعانة للظالم 0
هذا في نفس البلدان الغربية الكافرة فكيف اذا كانوا لك محتلين، ولثرواتك ناهبين، وعليك مسيطرين، يقتلون ويسلبون، يدخلون ويسيرون اين ما يشاؤن، وكأنهم هم اصحاب الارض، مع ذلك كله انت تتعامل معهم وتصافيهم وتخاويهم وترضى عنهم وترتبط بهم وتزورهم ويزورونك، وتعتبرهم الفرد الاحسن والاكمل !!؟
فهل في ذلك العمل خيانة واضحة للمسؤلية الحقيقية اتجاه المجتمع الذي تعتبر انت احد افراده 0؟ نعم انها خيانة كبرى لكل القيم والمبادئ والاعراف والقوانيين،لانك بذلك الفعل تذل نفسك ومجتمعك لاعدائك الحقيقين الذين يضهرون ويضمرون لك العداوة والبغضاء والحقد، والذي يضرك فلا ينفعك،وهل حَنَ الكفار يوما على المسلمين 0
وهنا تسأل فاليسأله كل انسان مسلم الى نفسه، وهو ما معنى هذا الاعلام الكثيف والكبير على ان الغرب الكافر يقدم للشعوب والمجتمعات الخدمات ويعطفون عليهم في الدعم المادي وقضاء الحوائج ؟؟ فهل هولاء الكفار بمثابة الالهة لكي يقضون حاجات العباد في البلاد ام انهم ملاك طاهر ورسل وانبياء ومعروفون بالصلاح والفلاح فيريدون ان ينفعون ويصلحون امور واحوال الامم ؟0
فماذا يُفسر انهم يضحون بالاموال والانفس وبتعب وعناء وخسائر مادية ومعنوية من اجل انقاذ الشعوب الاسلامية وغيرها من خطر الارهاب كما يصفونه ومن الجوع والحرمان ومن اجل التقدم والبناء والازدهار!!؟؟ 0 ومن اين ينقذون الشعوب اذا كانوا هم مصلحون ؟!اليس هم يعتبرون العدو الاول والاخير لهم في الدين والمبدأ والثقافة الاسلام والمسلمين؟ 0
فماذا يعتبر هذا الفعل المتناقض الا لأجل الحصول على المكاسب والمنافع والتسلط على رقاب الناس الاكبر والاكثر بكثير من تضحياتهم المادية والمعنوية 0
فيجب على المجتمع ان ينتبه ويلتفت الى مصالحه الحقيقية التي تكمن في عصيان هولاء الكفار 0
3- الصعيد الاقتصادي :
وهذا من الامور المهمة التي تقهر العدو الكافر والمنافق وافضل سبيل لذلك هو المقاطعة الاقتصادية وقطع العمل مع الكفار بالمقدار الذي لاتتضرر به البلدان والمجتمعات الاسلامية، كما يمكن للتجار واصحاب العمل التجاري او الاقتصادي ان لا يكون تعاملهم مطلق وبلا حدود ولا قيود مع هولاء الكفار، بل يجب ان ترفض البضائع المحرمة في الدين الاسلامي على الاطلاق، ولا يتم شرائها والتعامل بها ونقلها تماما، وكذلك ان تترك كل المواد الذي كتب او رسم عليها علائم التبشير والتنصير او تدعوا الى الثقافة الغربية الاباحية كالصور الذي تلصق على الالبسة وغيرها، وينحصر التعامل الاقتصادي والتجاري مع الكفار على الحاجات الضرورية والملحة جداً والذي يعجز المسلمون عن ايجادها بسبب بيئة معينة او امرا اخر لايمكن وجوده في البلدان الاسلامية0
مع ذلك يجب ان تكون الهمة موجودة لرفع مستوى الاقتصاد الاسلامي والجد وبذل الجهد في سبيل التخلص والاستغناء عن مذلة الكفار والحاجة اليهم والتعامل معهم بكل صورة وهذا من الامور المهمة التي ترجع كرامة المسلم وهيبته وتحفض ماء وجهه وماله وعرضه بل ونفسه من طمع الكفار وحيلهم ومكرهم وغدرهم بكل تأكيد 0
وبهذا تكون قد تقدمت خطوات كبيرة وكثيرة في عصيان الباطل والشر المتمثل في هولاء الكفار واعوانهم اذا عملت على اتقان هذه الامور والعمل بها بصدق وبنية صالحة وبهدف حقيقي للتخلص من جور الظلمة والمتسلطين بشتى انواع الظلم والتسلط على الشعوب الاسلامية في العالم الاسلامي وفي غير العالم الاسلامي وكذلك البلدان الفقيرة والضعيفة والمستضعفة 0