حدث في مثل هذا اليوم 8 شباط من العام 1963/حميدة مكي السعيدي

Wed, 6 Feb 2013 الساعة : 22:38

حدث في مثل هذا اليوم 8 من شباط من العام 1963انقلاب اسود غير مجرى التأريخ العراقي
نجح الضباط الوطنين بانقلاب 1958 حيث أطاح بالحكم الملكي والذي استمر لسنوات طوال ليتحول العراق إلى بلد ذات حكم جمهوري , أيد الكثير من العراقيين والعرب هذا الانقلاب لأنه طوئ صفحه سوداء من تأريخ العراق المعاصر ,لكن بعد فتره قصيرة انقلب مؤيدو الأمس إلى معارضين بعد ظهور الخلافات بين الأحزاب والقوى ألسياسيه متمثله بعبد الكريم قاسم ذو الميول الوطنية من جهة وعبد السلام عارف وحزب البعث من جهة أخرى .
تعددت الأسماء حول ما حدث في الثامن من شباط , فأطلق الباحثون المحايدون اسم الحركة المسلحة لأنها أطاحت بحكم عبد الكريم قاسم ,كما سميت انقلاب لان من قام بها ضباط من الجيش بقياده حزب البعث المقبور , كما سماها معارضو قاسم بالثورة ضد حكمه ,إما الوطنين من الذين أحبوا الزعيم فعدوه انقلاب اسود سار بالعراق نحو حكم بعثي دمر الاخضر واليابس .
كان الظباط الوطنين في بادئ الأمر عبارة عن خلايا مستقل تأسست أول خليه عام 1949 بعد حرب فلسطين أسسها العقيد رفعت الحاج سري وكان قاسم ينتمي إلى خليه معسكر المنصورية في ديالى ,تأثر قاسم بالفكر الشيوعي الاشتراكي لكنه لم يكن شيوعيآ , توحدت تلك الخلايا عام 1957 تحت قيادة واحدة.
تسلم عبد الكريم قاسم الحكم بعد نجاح انقلاب أو ثورة 1958ليكون أول رئيس وزراء في الحكم الجمهوري قام اولآ بأبعاد حزب البعث ومؤيديه عن الحكم لأنه كان يعرف مسبقآ بنواياهم السيئة تجاه البلد لذالك سرعان ما تحول الصراع بين قاسم ومعارضيه من صراع أيدلوجي إلى صراع مسلح نتج عنه قيام قاده البعث بالانقلاب الأسود والذي أطاح بحكم الزعيم ومن أهم قادة عناصر الانقلاب عبد السلام عارف , احمد حسن البكر, علي صالح السعدي , عارف عبد الرزاق , حازم جواد , طاهر يحيى , عبد الغني الراوي .
كانت فترة حكم قاسم مليئة بالإحداث والمجريات السياسية ومن أهمها محاولة اغتياله على أيدي عصابات البعث في شارع الرشيد لكنه نجئ منها ولم يعاقب مرتكبيها بل أطلق سراح منفذي الاغتيال وكل المعرضين في السجون تطبيقآ لقانون (عفا الله عما سلف ) ,كما أرسل قوة من الجيش لإعادة الكويت إلى الوطن إلام العراق1961 لكن المحاولة باءت بالفشل بسبب خيانة قائد الحملة أنذالك وهروبه خارج العرق ,كذالك قيام الأكراد بتمرد ضد الحكومة المركزية 1961 وهذه هي عادتهم دائمآ, كما قام بإلغاء عضويه العراق من الجامعة العربية لكونها لم تحل إي مشكله من المشاكل التي كانت تعاني منها الدول العربية خاصة مشكلة احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية .
اختار المتآمرين يوم ألجمعه الثامن من شباط للقيام بالانقلاب وذالك لسهوله سير المركبات العسكرية بسبب تعطل الدوام الحكومي في هذا اليوم , انطلقت الطائرات من القاعدة الجوية في الحبانية وكذالك القاعدة الجوية في كركوك لتقصف المناطق الحساسة التي يتمركز فيها أنصار قاسم .سيطروا في البداية على مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية لإصدار البيانات وبث الأناشيد الوطنية إلى الإعلان عن إسقاط حكم الزعيم ثم قامت الدبابات بضرب حصار على وزارة الدفاع حيث كان قاسم وعدد من رفاقه هناك وهم العقيد قاسم المهداوي ابن خال الزعيم ورئيس المحكمة الخاصة آنذاك والعميد طه الشيخ مدير الحركة العسكرية, وقاسم الجنابي سكرتير قاسم والملازم كنعان حداد المرافق الشخصي له .
استطاع عبد الكريم قاسم الانتقال في جنح أليل إلى قاعة الشعب القريبة من الوزارة حيث اتصل من هناك بعبد السلام عارف طالبآ منه السماح له ورفاقه مغادرة العراق أو تحويله إلى سفير في تركيا لكن الأخير طلب منه الاستسلام في الوقت الحالي . سلم قاسم نفسه في 9 شباط فتم نقله إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وبمحاكمه صوريه اعدم الزعيم مع رفاقه هناك ثم رمي بجثته في نهر دجله ظهرت صورة إعدام الزعيم ورفاقه من على شاشة التلفاز في اليوم التالي للإعدام , جاء الإعدام بأمر من التيار المتشدد في حزب البعث والذي يقوده علي صالح السعدي .
بدئت العصابات البعثية بعد قتل الزعيم وخلو الساحة السياسية لهم بتصفية أنصار قاسم وكل المعارضين من التيارات والأحزاب الأخرى من خلال القتل في الشوارع وتعليق الجثث على أعمدت الكهرباء والسحل بالسيارات ومداهمة المنازل واغتصاب النساء هذه هي سياسيه البعث منذ ذالك الوقت إلى سقوط الدكتاتور 2003 حيث راح ضحية ذالك مئات الألف من الأبرياء من أبناء هذا البلد . بانتهاء حكم الزعيم جاءت أسوء فتره حكم بعثي للشعب العراقي عانى فيها أبناء العراق ولسنوات طوال من الظلم والدكتاتورية والعنصرية وحكم الحزب الواحد
رحل الزعيم عبد الكريم قاسم فانطوت صفحه بيضاء من النضال والعدالة ذاق فيها الشعب حلاوة الثورة ومنجزاتها التي شملت كل نواحي الحياة من خلال بناء المجمعات السكنية لطبقه الفقراء والموظفين وإفراد الجيش , أضافه إلى إصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي بموجبه تم توزيع الراضي الزراعية على الفلاحين بعد إن كان الإقطاع يسيطر عليها ويستغل جهد وتعب الفلاح لمصلحته الخاصة كما تم استيراد حبوب ممتازة من الدول الأوربية ومكائن زراعيه حديثه لتحسين الإنتاج الزراعي في البلد كما اهتم بقطاع الصناعة وتطوير المشاريع الإنتاجية والاستثمارية, كذالك اهتم بالتعليم ,كما اصدر قانون الأحوال الشخصية العراقي الذي أعطى للمرأة حقها , كان الزعيم عادلآ لم يفكر يومآ بامتلاك بيت أو رصيد في البنك مات ولم يترك لورثته اموالآ أو عقارات, كانت يفكر في تحقيق عدة مشاريع من اجل البلد لكن فتره حكمه القصيرة وظهور والمتآمرين عليه حالت دون تحقيق ذالك رحمك الله يا زعيم والخزي والعار لكل أعدائك .
حميدة مكي ألسعيدي  
 

Share |