كذبة الوحدة الوطنية في العراق/علاء كولي
Wed, 6 Feb 2013 الساعة : 22:32

ينعم العراق بعد العام 2003 بديمقراطية هائلة ومتميزة! فالنظام العراقي اليوم يتمتع بميزات كبيرة على وفق مقاسات الوحدة الوطنية! التي رفعها كشعار لردع الدخلاء في زعزعة الصف بين أبناء الوطن الواحد! وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم الوزارات والمناصب على النحو الآتي:
رئيس الدولة كردي حسب الاتفاق والنواب 3 بعد أن كانوا 2 وبسبب خلافات فئوية تم الاتفاق على أن يصبحوا 3 هم 2 شيعة و1 سني بينما رئيس الوزراء شيعي ونوابه الثلاثة شيعي وسني وكردي. في الوقت نفسه جرى تقسيم الوزارات بحسب القوى فللتيار الصدري 6 وزارات أغلبها خدمية، وللقائمة العراقية 8 وزارات، وبحزب الدعوة أو دولة القانون 5 وزارات. هذا على المستوى الأول، أما الدوائر في المناطق الجنوبية من العراق فقد تقاسم إداراتها العامة كل من حزب الدعوة والتيار الصدري (أغلبية) والأحزاب الأخرى (أقلية).
قادة الجيش والشرطة – أصحاب المراكز الحساسة – فيتبعون السيد رئيس الوزراء وحزبه فيما يعصب تعيين السني أو الكردي بمنصب قائد أمني، في حين يتقاسم الإدارات العامة في بغداد الاكراد والسنة والشيعة والتعيين فيها يجري بحسب الانتماء أولا، والحزب ثانيا، والواسطة ثالثا، لكن الواسطة أحيانا تحتل المركز الأول بحسب قوتها ونوعيتها.
أما في المناطق الغربية ذات الأكثرية السنية فالتعيين فيها يجري على أساس الانتماء أولا وأخيرا أي أن بابه مغلق بوجه الطوائف الأخرى. أما المناطق التي يتواجد فيها الأكراد فالحصة للأكراد حصرا ولا يجوز التجاوز عليها كوزارة الخارجية مثلا. والاستثناءات في تلك التقسيمات تتم عن طريق الاتفاق.
هذه هي حقيقة التقسيم الاداري في العراق، ولا يوجد ما يعرف بالوحدة الوطنية، وكل ما يقال عنها لا يعدو أن يكون شعارات براقة، وما يصرف من أموال للترويج لها يصرف بلا معنى لانعدام العنوان الحقيقي الصادق الذي يقوي أبناء البلد الواحد، ولو صدقنا بكل ما يقال عن الوحدة الوطنية فسوف نكون في موقع من تنطلي عليه الحيل.. حيل الوحدة وحب الوطن وغيرها. فحب الوطن مثلا ينبثق من الأدلجة وكل فئة تنحاز لفئتها.
كل ما يقال اليوم عن الوحدة الوطنية هو كذبة كبيرة جدا تكاد تخترق البلاد عبر التظاهرات والشائعات التي يطلقها (الدخلاء) ولا يوجد دخلاء غير أبناء البلد الواحد.. أبناء البلد الواحد يتحولون إلى دخلاء بفعل السياسي. الكذب الذي صدقه المواطن ودونه التاريخ هي مشكلة تعبر تاريخا عمره أكثر من 1000 عام فيما يتواصل النزاع الذي يصل حد التصفية والقتل ويتراجع فيه البلد إلى أقصى زوايا التاريخ ظلمة في ظل مستقبل كبير تنعم به البشرية والدول الأخرى التي نسيت تاريخها وصراعها وانصهرت فيها الخلافات والنزاعات كلها وبدأت تبحث عن سعادة أبنائها وما يمكن أن تقدمه لهم.