حيلولة الروتين دون التطوير...ومصادرةالجهود/نصيرالسلام الجابري

Wed, 6 Feb 2013 الساعة : 22:11

ألاصلاح والتطوير مصطلحان لايمكن ان يقفا عند حد .فهما مستمران استمرارية التفكر ونزعة تحسين الأداء عند العقول الخلاقة .فسياقات العمل وتطور الأنتاج وزيادته او زيادة كفائته مصاحبة أبدا لكل ما يبدعه او يخترعه اويكتشفه رواد صعد الأبداع المختلفة سواء في مجال العلوم التطبيقية المادية أو العلوم الأنسانية فالمراقب يرى ان جميع المخترعات في حالة تطور دائم وكل طراز سنوي يتقدم على ماسبقه في الكفاءة واستهلاك الطاقة والمتانة ومقاومة الظروف المختلفة التي كانت تحد من أداءه أما في مجالات العلوم الأنسانية كالأدارة والقانون وعلوم القيادة العسكرية والأجتماع وعلم النفس فهي خاضعة ايضا لنفس القاعدة تبعا لمتغيرات ظروف المجتمعات ومايدخل عليها من مستحدثات تغيير السلوك والتصرف .ولاأريد ان أسهب بتفاصيل أمثلة كثيرةعلى ماذكرت آنفا من مراجعات للقوانين وأنتهاج أساليب جديدة اكثر تطورا مماسبقها .
من هنا نستنج بان البشرية سائرة قدما بالأصلاح والتطوير لكل مجالات النشاط الأنساني ومن يبقى جامدا على مايعتمده من تقنية ومخترعات او أساليب أدارة أو سياقات أنفتاح وقتال لقواته المسلحة فان ركب سباق المنافسة بين الأمم سيفوته  وتتالى انتكاساته ليكون في ذيل الركب بين الأمم.
ان حالة تولي الأضعف كفاءة والجاهل لمقدرات الفريق الذي بأمرته أوتحت رآسته سيحبط  آمال فريق العمل بتطورالأداءوسيثبط معنوياتهم وهممهم وهوماسيلحق بوحدة الأنتاج الركود وفقدان روح الابداع ومن ثم الفشل الذريع. فالجاهل يخاف من الأعلم منه اذا كان مرؤسا ان يتبوء منصبه ومركزه عند وصول آراءه ودراساته الى مركز السلطة القيادية العليا لهذا يعمل بكل مااوتي من حيلة على حجب هذه الأراء عن الوصول الى مصدر القراربتجاهلها وأهمالها أو يقوم بتجييرها بأسمه سارقا جهود من عمل وفكر وبحث وتراه عند المناقشة اذا ما تمت غير محيط بما قدمه فيتسفه البحث او الدراسة وعندما يكرر المرؤوس محاولته يتفاجئ بان بحثه قد سبقت مناقشته وهو غير ذو جدوى.فيحجم نهائيا عن البحث والتجربة وتدمر معنوياته واندفاعه .فالمشكلة هنا بروتين سياق تداول البحوث والدراسات عبر سلسلة التدرج الهرمي الوظيفي .
أن جل ما أتمناه في بلدي العراق هو أنشاء مراكز دراسات وبحوث في كل وزارة ومؤسسة لديها قدرة وصلاحية أصدار القرار تتسلم بحوث ودراسات المفكرين مباشرة بدون حواجز روتينية .وتتمتع بصلاحيات التكريم والمكافئة التشجيعية للمبدعين في كافة صعد الأبداع وتبوئهم المكانة الوظيفية التي يستحقوها 
أن بلدنا في أمس الحاجة لتطوير وسائل انتاجه السلعية والخدمية على حد سواء ولدينا العقول الخلاقة المبدعة وكل مايحتاجه تثوير طاقاتهم هو التشجيع والمباركة ففي آخر تقرير صدر عن مركز دراسات الذكاء البشري أحتل العراق المركز الأول عربيا والسابع أسيويا.
ان أعظم وأكفأ القيادات هي تلك التي تستثمر مواردها بأمثل الأساليب والسبل .  

 

Share |