من سفر الخالدين/محمد حسن جياد
Wed, 6 Feb 2013 الساعة : 14:59

المـهنـــدس عــــادل احـــمـــد مـــهدي التمــيمي
الكتابة عن هؤلاء الأفذاذ هي غيض من فيض ومهما كتبنا عنهم لا نفي لهم أبدا ,فمن يضحي لدينه ولوطنه بأغلى وأسمى مايملك , لا يمكن مجازاته مطلقا فهم جادوا بأرواحهم , واستشهدوا ليبقوا خالدين
وعادل احمد من الرّجال، الكِبار في أهدافهم و نفوسهم، ومن الذين تبقى لهم مزايا و خصائص ليستْ لغيرهم، فهو تحمّل من العناء بحجم أهدافه، و قد ابتلاهُ خالقُهُ على قدر إيمانه , وقدر حرصه على الرّسالة الإلهية. و كان بين إخوته في الجامع كالزهرة في البستان . نشأ على حب العلم والمعرفة والتمسك بالفضيلة والأخلاق الكريمة كما كان يحضر حلقات العلم ومجالس الأدباء والفقهاء , والدارسين والعلماء المجتهدين , اصطحبني في ليالي رمضانية الى حيث يسكن في القسم الداخلي بجامعته لنحضر من هناك مجالس الشيخ الوائلي بجامع الهاشمي بالكاظمية هذا المجلس الذي حرص ودعا الى حضوره . لينهل منه ويساهم مساهمة فعالة في جميع النشاطات العلمية والثقافية والسياسية الجبارة في الشطرة , وهو طودا شامخا , ومنارا ظاهرا , ان جالسته وجدت الشجاعة والوقار والهيبة وحسن المنطق والتأمل , علامات مميزة لشخصه . كما كانت له علاقات حسنة مع رجال الدين وأصحاب الرأي السياسي الديني , بالوقت الذي حاول صدام بكل ما أوتي من قوة وعنف وإكراه وتشويه ، معاقبة كل من تتوجس فيه ولو في وساوسه ، خطر المعارضة الإسلامية ، ليضيق الخناق بوحشية على من تمسك بدينه وكان عادل بصيرا حليما , يصبر على الأذى ويكظم الغيظ , اجتمعت فيه الفضائل وخصال الخير, هشــا بشــا , رقيقا لينا , متواضعا , آلــفــا مألوفا , حســــن الخلــق يتبع اثر الصالحين . نظف قلبه من قذر الغش والأدغال , كان من أتقيـــاء الشطرة , وبررة الوقت , ولد في الشطرة عام 1952 وتخرج في الجامعة التكنولوجية فرع الميكانيك عام 1974-1975 وتعين في محطة كهرباء الناصرية مع زميله الشهيد محمد نعيم والأستاذ صادق حميدي ألركابي اشترك بدورة سنة 1976 بالاتحاد السوفيتي ليصبح خبيرا في مجال اختصاصه , مما دعا مدير الكهرباء آنذاك بالاستغناء عن الخبراء الروس وتسليم مهمتهم لعادل ومحمد نعيم وصادق الركابي , لكن لم يهتم الصداميون بهذا العبقري إذ قاموا باعتقاله في 4\1\1981 ليحكم بالإعدام مع الشهيد عبد الرضا كريوش وغني عبد الحسين الشيخ سلمان ومهندس القابلوات عبد الزهرة من الناصرية ويحكم صديق لهم اسمه صادق من الرفاعي بالحكم المؤبد ويفرج عن المهندس سلام هاشم خيون .ونال عادل الشهادة في 20\12\1981 وترك طفلا بعمر الشهر من بعده اسمه احمد لم ينعم بحنان الأبوة وهو الآن مهندس حاسبات في جامعة بغداد ... رحمك الله ياعادل ونسال الباري عز وجل ان تكون لنا شفيعا في الآخرة ...