نصائح/محسن وهيب عبد
Wed, 6 Feb 2013 الساعة : 0:30

نصيحة للمستلبين بالفوقية:
نصيحة رقم -2-
شهد إخواننا العربان ونحن نشهد معهم ان الذين يسمون العرب السنة كانوا في عهد المقبور صدام ومثلما هي الاحقاب الغابرة قبلها كانوا يتنعمون منفردين بخيرات العراق، آمنين من شر صدام الذي لم يفلت من ظلمه احد في العراق الا المحافظات التي اطلق عليها صدام اسم البيضاء الذين يشقون الصف الوطني اليوم، فإخواننا الأعزاء من أبناء السنة العرب ينالهم اهتمامه وتبعد عنهم سطوته, ولذا كانوا يغضون الطرف عن كل المظالم التي تتوزع على العراقيين من غيرهم بل ويشاركونه فيها.
كانت مرجعياتهم الدينية لا تتورع عن الإفتاء لصالح صدام و عفلق حتى اعتبروا عفلق مسلما مؤمنا. ولحد الان هذه عقيدتهم!!
فقد سخروا له الدين فأفتوا في وجوب حرب الأكراد إبان حرب صدام ضد الأكراد، وان من يموت في قتالهم شهيد!!، مع أن الأكراد سنة من نفس مذهبهم!! ولحد الآن هذا هو مذهبهم
وفي قادسيته التي شنها ضد إيران أفتوا بكفر الإيرانيين ووجوب قتالهم ! ولحد الآن هذا هو مذهبهم ابرزوه من خلال مظاهراتهم التي يجددون فيها حقيقتهم ونحن لم نكن ننساها .
ولم نجد كثير منهم صاحب دين وقف في وجه صدام في تلك الفتاوى الا عبد العزيز البدري رحمه الله..كما لم نجد احدأ منهم يقول من هو عفلق القائد المؤسس الذي يقدسه صدام؟!
واعتقد مع هذا أن الحظ خدمهم للتاريخ؛ حيث لم يأت ببال صدام أن يحصل منهم على فتوى بوجوب تقديس عفلق بدل سيدنا محمد(ص).. وان كان سكوتهم كان يعني هذا.
والغريب ان الوهابية التي يظن الناس انها متطرفة في الدين كانوا يعضدون عفلق الماسوني وصنوه صدام فهم في واقعهم كانوا مصدر لفتاوى جاهزة يحصل صدام عليها منهم لكل ما يريد، ولحد الآن فهم يقدسون صدام، وقد رأيناهم يحملون صور المقبور في مظاهراتهم جنب الى جنب مع صور اوردكان ورايات السعودية مع راية جبهة النصرة القاعدية في سوريا وجنبا لجنب مع شعارات دولة العراق الإسلامية الملطخة أيديهم بدماء العراقيين سنة وشيعة، مع علمهم بأنه علماني لا دين له وتبيعيته لعفلق، وتبعية عفلق للشيطان!
ولم يشك احد أيضا في أن مئات المقابر الجماعية لأبناء العراق، كانت تتم بعلم وبايدي أبناء السنة العرب، حيث كانوا عماد رجال حزب صدام ومخابراته وأمنه وازلامه الخاصين.
وكنا في الجنوب والوسط، حيث الأغلبية الساحقة من أتباع أهل البيت المطهرين عليهم السلام، لا نطمح بان يكون لنا ولو محافظ من مدينتنا أو من مدينة مجاورة، فلا يحق لنا ان يكون محافظ الا من اخواننا من اهل الانبار او تكريت او الموصل فقد اعطوا لانفسهم الولاية علينا وهكذا الحال بالنسبة لمدير الأمن والمخابرات والاستخبارات والشرطة..فكان الجميع من أبناء السنة العرب.
وكان الوزراء ونوابهم والكوادر العليا في الدولة هم كلهم من السنة العرب.
والآن هل نعذرهم؟؟ لأنهم صغار، فالصغير يغضب ان فقد دميته، او انهم ايتام؛ فتصوروا كيف حال اليتيم الذي رحل عنه من كان يسعده ويدلـله ويسلطه بلا حدود على غيره من الناس؟!
وتصوروا كيف حال السيد الذي ساد دون اهلية وحصل على الشرف دون شرف ثم تحول عنه الامتياز؟ فالذي تحولت عنه السيادة إلى من كان يستعبده يجد انه فقد كنزا اصابه دون عناء؟!
وكيف حال الحاكم الطاغية المطلق الذي تحول إلى حاكم دون إطلاق او محكوم مثل بقية المحكومين؟! وكيف حال المالك الذي ظهر له شركاء حقيقيون في ملكه؟؟!!
كيف حال المجرم الذي يتوقع أن هناك قاض يتربص به؟!
وكيف حال المضطِهِد الذي تعود الإجرام لقرون الذي فقد وسائل اضطهاد الاخرين صار مثل بقية الناس لايجد من يؤذيه؟!
ان الانسان الذي عاش طوال عمره هو واباؤه سيدا بلا اهلية للسيادة وشريف دون اهلية للشرف بل بالغلبة والقهر هكذا يخرج ودون حياء يتظاهر ويرفع شعارات وصور العار مفتخرا بالظلم الذي كان يوزعه على ابناء جلدته .
والعجب ليس منه فلا عجب من وجود من لاحياء له بل العجب من السكوت عليه.
ففي الواقع ان حال المتظاهرين من ايتام صدام واتباع الوهابية حال الذي عاش طوال حياته على سحت الفتاوى الباطلة وخدمة الظالم، وفي عز دون ما يعتز به وفي شرف من لاشرف له وفي سيادة بلا مؤهلات للسيادة أو في أفضل الأحوال واشرف الأشخاص؛ هو سحت السكوت على الظلم، وسحت عدم الاعتراف بالذنب حتى بعد زوال الطاغية، والله تعالى لا يهدي القوم الظالمين.
إنه حال النفس التي قطعت ارتباطها بالله تعالى، وحبست ذاتها على الواقع الباطل الذي يحكمه الطاغية, ولذا فان العرب السنة في الغالبية الساحقة منهم يظنون أنهم فقدوا بفقدان الطاغية كل شيء، فالمناط هنا وفي ثلة بمواصفات هؤلاء المتظاهرين، يكون لا حيز لقصد القربى إلى الله في توجهاتهم، وباعتبارهم أفضل من غيرهم من العراقيين؛ تحت شعار (أنا خير منه) الذي رفعه إبليس ضد الإنسان، فلا بد أن يرون أن كل شيء قد انقلب رأسا على عقب.
فالأيتام والمغرضون وعملاء السعودية قطر وتركيا اليوم في تكريت والانبار والموصل؛ في العراق ومن خلال صورهم ولافتاتهم وشعاراتهم؛ انما يندبون العز بلا مؤهلات ويطلبون الشرف من أمير قطر الصهيوني ويستقوون بطغاة العصر الإقليميين ولو كانوا ممن لا يرون فرقا بينهم وبين العراقيين الآخرين لخجلوا من هذه الطلبات التي تمعن في امتيازهم على العراقيين، ولما رأينا هذا الاضطراب الفضيع في حالهم. وهذا التناقض المقرف بين نظرياتهم وأفعالهم.
لكن علاجهم يحمله التكفيريون الذين يحتضنوهم اليوم فوالله ليستحيون نساءهم وليقتلون ابنائهم، وان غدا لناظره قريب:
قال تعالى:
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
ويقول تعالى:
ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
فنصيحة لهم قبل فوات الاوان وسيطرة التكفيريين عليهم ان ينتبهوا وينصفون اخوتهم من انفسهم فوالله لن يجدوا في الملوك الطغاة والاتراك ولا الامراء خدام الصهاينة الا ما يسرهم ونحن نعلم ان العراقي الاصيل لا يكون الا ابي الضيم.