هموم ...تربوية..؟/صلاح ألدبي
Tue, 5 Feb 2013 الساعة : 23:27

في كل مدرسة تطفو على ألسطح ظاهرة خطيرة جدا ..وهي تكاد بل أجزم انها حاضرة في أرجاء جميع مدارسنا ( بنين وبنات ) وبمختلف ألمراحل الدراسية ..وتستشري بصورة أعمق في ألدراسة ألأبتدائية..ألا وهي ؛ محابات أبناء وبنات ألمعلمات وألمعلمين!!؟...
فالناجح ألأول يجب ان يقترن بأبن ألمعلمة ...وكذلك مراقب ألصف ،وألذي يقرأ قصيدة العلم يوم الخميس وألأناشيد وألقصائد وألحديث ألنبوي في ألأصطفاف أليومي، وهو الذي يجب ان يكون له حضورا في ألفرقة ألكشفية للمدرسة ،وهو ألذي يدخل لأدارة ألمدرسة ويخرج منها متى شاء بلا ( أحم ولادستور )، وهو ألذي له ألحق دون غيره بالأحتفاظ بمسّاحة ألسبورة وأستحواذه على الطباشير، وهو ألذي يجمع دفاتر ألأملاء ويقوم بتوزيعها بعد تصحيحها من ( والدته طبعا )على رفاقه ودائما يأخذ 10 من 10 حتى لو كانت أخطائه ألأملائية بعدد أصابع اليد ألواحدة! وعند خروج ألمدرسة بسفرة مدرسية فأجوره مجّانا ..وعند تكريم ألمتميزين نجده أول ألمكرّمين وهو قدوة ألصف وفارسه، وهو ألمنتصر دوما وصاحب الحق في أي نزاع أو سوء فهم مع زملائه سواء كان ظالما أو مظلوما، لأن ( أبّراسه ريشة !)، ودائما مايكون جلوسه في أول رحلة وفي وسط ألصف حصرا! بعيدا عن ألشبّاك أليتيم ( زجاجيا ) وعن الحائط ألممتلىء شخابيط وتحت ( ألبنّكة ) صيفا...!؟ورحلته متميزة خالية من نتوءات ( ألبسامير!) وفورميكتها أصلية...ودائما ماينال ألعفو والصفح عند كل عقوبة أو توبيخ تصيب ( أرّبيعته )، كذلك هو أول من يعلم بدرجته ألأمتحانية بين أقرانه وبوقت قياسي أعتمادا على مبدأ ( ديري بالج على أبني ..وأدير بالي على أبنك!؟؟) وأؤكد عدم أقتصار تلك ألمكارم ألسخية فقط على أبناء وبنات ألمربيات الفضليات ؛ بل لمربّينا ألأفاضل حصة في ذلك...ولاادري الى متى هذا ألتمايز وهذه الطبقية وألكيل بمكيالين ؟ والفقير من ينصره؟ وأبن ألأرملة ..وأليتيم وبيته ( أيجار)؟ وألماعنده والي؟...وماذنب ألتلميذة ألمتفوّقة وذنبها أرتدائها ملابس ( رثّة )؟وهي منافسة لأبنة ( ألسلطانة )؟!...وتستمر هذه ( ألمهزلة؟) حتى عند ألدخول لبكلوريا ألأبتدائية!..وعند ألعبور للمتوسطة ؛ تسكب العبرات و( صاحبنه وصّويحبتنه ) صفر عالشمال،( لانفع ولادفع ) ..ويأتي ألحل مسرعا؛ ليلتحقوا بالمدارس ألأهلية...وتستمر ( ألقوانة ) بفصول جديدة....أعلم ان ألكثيرين ممّن يشاركوني شرف ألمهنة يحنقون على شخصي ورأيي ويستشاطون غضبا! وأقول لهم ؛ لم أهبط عليكم من ألمريخ بل انا واحد منكم وعايشت مدارس كثيرة تعاني مما تطالعونه من هموم..ولكني أصرخ بخجل ورجاء : ألله..ألله بوليداتكم وبنياتكم ..ألكل سواسية.
نحن معلمون تربويون ووصفنا أحد ألشعراء بأنّا نكاد ان نكون رسلا؟
وينكم يهل ألبخت؟وأخشى من ان تكون ألأجابة على ندائي مشابه لأجابة ذلك ألشاعر ألذي يأس من كل شيء وأطلق ( عقيرته ) صارخا: مامش بخت يفلان وتكلي مبخوت / من أشّتغل دفّان هم محّد أيموت!!؟