يا امة سخرت من ضعفها الامم/عبد الامير محسن ال مغير
Sun, 3 Feb 2013 الساعة : 2:00

عد ذلك التاريخ التليد يؤول تاريخ العرب الحديث بان يتولى ترويضه مخلب القوى الغربية المسخ اسرائيل وتنفذ المخططات التي تصدر للحيلولة دون ذلك النهوض امارة شيخ النعاج الذي باع نفسه للقوى الدولية الغربية واسرائيل فتلك الامة التي كان تاريخها يمثل قفزة بالإنسانية نحو السمو والتطور والابداع تؤول للتشتت بنتيجة مخططات الدول الاستعمارية حيث ابتدأت جامعة النحاس باشا ونوري السعيد وبتوجيه من بريطانيا وكان انشاء تلك الجامعة من قبيل ذر الرماد في العيون لمصادرة نضال الشباب العرب نحو تحقيق الطموح الوحدوي لينتهي الامر بجامعة نبيل العربي الذي يمالئ الانظمة الارهابية ويمتثل لتوجهاتها واكد كافة مؤرخي هذا العصر وبعد ان استطاعت الشعوب ان تحقق مشاريعها الوحدوية القومية فقد تعثر تاريخ العرب الحديث بمشروعهم الوحدوي بفعل ما خطط له من قبل تلك القوى التي اكبر ما تخشاه هو وحدة هذه الامة وما معاهدة (سايكس بيكو) وزرع اسرائيل في قلب الوطن العربي والمعاهدات التي عقدت مع امراء النفط واستخدام الحركة الوهابية بشق صفوف العرب والمسلمين كل ذلك يدخل ضمن بقاء الوطن العربي مجزءا حيث اصبح سكانه محط امثولة الامم الاخرى في سمة التجزئة وقد اجهض أي توجه نحو النهوض والتطور وكم من قائد عظيم فقده العرب في تاريخهم الحديث وضمن تخطيط مبيت كعبد الناصر وعبد الكريم قاسم بعد ان خرجوا على طوق الامتثال للقوى الغربية فالأول ضرب مثلا للقائد القومي والثاني كان نموذجا للقائد الوطني وقد ضربهما النفوذ الامريكي وعملائه في المنطقة ببعضهم البعض وكان ضمن مهام وجود اسرائيل الوقوف بوجه أي طموح للنهوض والوحدة فإسرائيل هذه هي بمثابة مخلب الغرب فقد ضربت الثورة المصرية عام 1956 بعد تأمين قناة السويس وبأسلوب تآمري مفضوح حيث بعد ان قام عبد الناصر بدعم الثورة الجزائرية وتأميم قناة السويس اتفقت كل من بريطانيا وفرنسا مع اسرائيل بان تقوم الاخيرة بمهاجمة قناة السويس باعتبارها طرف ثالث خارج نطاق الموقعين على معاهدة تلك القناة ليتاح للمستعمرين المذكورين مهاجمة القناة واحتلالها باعتبارهم ملزمين بالدفاع عنها طبقا لتلك المعاهدة الموقع عليها من قبل كل من مصر وبريطانيا وفرنسا وتركيا باعتبارها وارثة للدولة العثمانية وهكذا بدأت اسرائيل باكورة وجودها في المنطقة كشرطي لحماية مصالح الغرب لتصديها بضرب اول نهوض سياسي عربي ثم كانت خاتمة المطاف بضرب طموح العرب المعاصر هو ما حصل في حرب 1967 وكانت تلك الحرب ايضا ضمن مؤامرة خسيسة بين امريكا واسرائيل والتي خدع من خلالها حتى الرئيس السوفيتي (خروشيف) وكانت تلك الخديعة احد عوامل ازاحته عن السلطة وبدأ التعثر في حياة العرب المعاصرة منذ ذلك التاريخ بدفع امريكي نحو النكوص بزرع الحكام العملاء الذين آل بهم الامر بان يصبحوا مستعدين بإعادة الاستعمار العثماني من جديد برئاسة اوردكان وحلفائه الوهابيين الذين لم يكونوا سوى حجر عثرة بوجه انعتاق هذه الامة وهم صنيعة امريكية وجدت لتقف الى جانب اسرائيل للحيلولة دون ذلك الانعتاق ومرحلة وجود الاخوان والحركات التكفيرية مرحلة استنزاف كلي للطاقات العربية فقد اعد حكام آل سعود وقطر ليستسيغوا الذل ولا يستطيعون الركون لقواهم الذاتية والعربية ومنذ سنتين والشعب السوري يناضل ويعاني التخريب بقتل النساء والاطفال والشيوخ وفرض الحصار والجوع عليه لا لذنب اقترفه سوى انه لا يروم ان يرضخ للذل والهوان كما حصل ويحصل لمنفذي المخططات الاسرائيلية الامريكية حيث ومنذ بداية القرن العشرين ولحد الان يتبادل عملاء الغرب في المنطقة الادوار ليقفوا بوجه أي طموح عربي مشروع ومشكلتنا نحن العرب في هذا العصر ليس خشية الغرب من تاريخنا التليد فحسب وانما من وجود الثروة النفطية واسرائيل فالأخيرة احد اسباب وجودها من قبل الغرب لتمارس حماية تلك الثروة وهكذا فهي بقدر ما تسعى لتحقيق مصالحها في التوسع في المنطقة فهي القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الغربية وما كان لهذا الكيان ان يبادر بالاعتداء على السيادة السورية لولا الاتفاق الخفي بين جبهة النصرة والحركة الوهابية وعناصر القاعدة ضد المصالح العربية فوضع جبهة النصرة كما تدعي الولايات المتحدة في القائمة السوداء ما هو الا احد اوجه النفاق الذي عرفه العرب في تاريخهم الحديث من القوى الغربية والولايات المتحدة تحديدا وقد صدر عن المسؤولين الامريكيين بان تلك الغارة حصلت بعلم الولايات المتحدة المسبق حيث اثبت الشعب والجيش العربي السوري بانه عصي على الترويض وبانه اخر ما بقي ممن يمثلون تاريخ هذه الامة في هذا العصر وفي الوقت الذي تخوض فيه سوريا حرب عالمية ضد الارهاب ممولة بالمال والسلاح من الانظمة الاستعمارية والعملاء كآل سعود ونعجة قطر واوردكان وبعد ان تكشفت للسيد معاذ الخطيب الذي آثر ان يترك منصب رئيس الوزراء مفتونا بشعار الديمقراطية التي يهبها الغرب وتبين له بان لم تكن تلك الديمقراطية سوى اكذوبة يراد ان تمرر من خلالها تقويض الانظمة العربية التي تطمح نحو الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي وكان على السيد معاذ الخطيب وامثاله من المعارضين ان يدركوا ذلك وبشكل مبكر بفعل ما اناط به الغرب لمشيخة قطر المرتبطة علنا بعجلة السياسة الاسرائيلية الامريكية بانها والسعودية ستمنحان تلك الديمقراطية الى البلدان العربية الاخرى كالأردن وسوريا والعراق ولبنان مع ان هذين الكيانين يفتقران حتى لوضع دستور ولابد ان اذكر هنا واقعة لم يلتفت لها الكثير من المعارضين السوريين بما حصل عليه الجيش العربي السوري من ثناء في كافة الاوساط العربية والاجنبية واعترف بها الاعداء قبل الاصدقاء فقد شاهدت برنامج الجهات الاربع عرضته قناة الحرة مع بدء الفتنة التي ولدتها امريكا وبتنفيذ من قطر على الاراضي السورية فقد سأل من يدير ذلك البرنامج المعارض (رضوان) وهو امريكي من اصل سوري عن رأيه فيما بدا يدور على الاراضي السورية وقد انحدرت من عينيه الدموع مما احرج من يدير ذلك البرنامج وسأله ما بك فرد عليه (ان الجيش العربي السوري بحسه الوطني لا يمكن ان يسمح بتحقيق مسعى من هذا النوع) وفي يوم 1/2/2013 وفي برنامج ساعة حرة في قناة الحرة ايضا استفسر من يدير ذلك البرنامج من شاب غر مقيم في اسطنبول ويلقب (بالخوجة) عن رأيه فيما سترد به المعارضة لو كانت في السلطة على الغارة الاسرائيلية التي حصلت يوم 29/1/2013 فرد ذلك (اللوذعي) بان المجتمع السوري في حالة كونه يقام على اساس ديمقراطي فان النظام الديمقراطي يكون قويا وسيكون ذلك الرد قويا ايضا ولا يسع المرء ذو الاطلاع على مجرى الاحداث في المنطقة الا ان ينتابه الالم فتلك مأساة حقيقية بان هؤلاء الشباب حديثي التفكير والقليلي الخبرة يلقنون بانهم يحصلوا على نظام ديمقراطي ولم يسألوا انفسهم هل ان ذلك النظام هو الموكول من قبل الغرب بتنفيذه من قبل كل من السعودية وقطر ان ترعاه وتوجده في بلد ذو مؤسسات دستورية راسخة ولم يحنوا بهامته يوم ما لأي قوة دولية او اقليمية وهو البلد الوحيد الذي لم يوقع معاهدة مصالحة مع اسرائيل كما فعلت جميع دول الجوار التي تحيط بذلك الكيان واي نظام ديمقراطي هذا الذي يتطلع له السيد معاذ الخطيب ورفاقه فلم يعرف العرب من تاريخ ال سعود وقطر سوى الخذلان والخيانة وبانهما يشكلان امتداد للنفوذ الاسرائيلي اما سوريا الان تنتهج نهجا مستقلا وتعتز باستقلال قرارها السياسي وتسير بخطى حثيثة نحو الديمقراطية والتعددية وما على العراق بنظرنا الا ان ينسق مع سوريا لضبط الحدود بينهما حيث اصبحا في زورق واحد بعد ان امتدت القوى الاقليمية بدعم ما سمي بالعصيان المدني بسبل المال والسلاح وعناصر القاعدة وما لم يتخلص العرب من وجود انظمة استبدادية عميلة قابضة على مصدر القوة المالية كالسعودية وقطر لا يستطيعوا ان يقفوا بوجه التآمر الغربي او تحقيق مشروعهم الوحدوي فجميع امكانات اولئك العملاء معدة لخدمة المشاريع الاستعمارية اما محاولة اخراج الاسد ومنذ البدء واتضحت اكثر الان من المعادلة السياسية في سوريا اصبح امر مستحيلا بعد التضحيات الجسيمة التي قدمها ذلك الشعب وهذا خير برهان على تمسكه بتلك القيادة والقول الفصل لما تؤول به الامور مستقبلا هي صناديق الاقتراع اما الموقف الغربي من الغارة الاسرائيلية فكان محل استهجان الرأي العام العالمي فإسرائيل هي مدللة الغرب ولم تكلف امريكا نفسها بشجب ذلك العدوان وصحيح اذا قيل اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت فبعد ما انتهت اليه الفتنة التي اشعلها الامريكان في سوريا تصرح كلينتون اخيرا محذرة ايران وروسيا مما تسميه بتزويد سوريا بالسلاح فتزويد عصابات القاعدة وجبهة النصرة بالسلاح من قبل انظمة العملاء في قطر وال سعود واوردكان وضد نظام سياسي ذو سيادة وعضو في الامم المتحدة امر مقبول في الشرعية الامريكية ولكن تنفيذ اتفاقيات دولية بين دول مستقلة في تسليح الجيش العربي السوري امر محذور في تلك الشريعة فشريعة الامريكان في حقيقة الامر هي شريعة الغاب ولا يحكمها قانون دولي وخلاصة القول بان العرب بنتيجة الوهن الذي وصلوا له فهم لولا وجود القرآن الكريم بالحفاظ على وحدة لغتهم لكانوا امم شتى من خلال استفحال اللهجات المحلية والنزاعات المصلحية وسطوة الاجنبي عليهم .