اسئلة عن الثروة والنوع البشري/قدوري العامري
Fri, 1 Feb 2013 الساعة : 23:52

وهب الله سبحانه وتعالى بعد ان استخلف الانسان على الارض ثروات وموارد لا تحصى بدأ باستغلالها منذ بدء الخليقة انطلاقا من الحجر والشجر مستلهما بعقله الكيفية التي يستثمر من خلالها موارد بيئته متقدما في تطوير قدراته مفكرا ببرمجة مهامه حسب تعقيدات الحياة مع كل اكتشاف جديد مستفيدا من طباعه الفطرية في السعي نحو حياة افضل معتزا بما يكتشف ومايبني . في بادئ الامر كانت الخطوات واهنة وبطيئة بدات بالتسارع مع تراكم الخبرات والتخصص وتقسيم العمل الذي اعطى الانسان حافزا اكبر في الابداع والطموح الى التطور بدءا بالالة التي كان يستخدمها في اعداد ارضه وزراعتها الا انه لم يضف شيأ الى ما وهبه الله من ثروات فكل شيئ كان ياخذه من بيئته الى ان حصلت القفزة الكبيرة بعد اكتشاف مامخزون في باطن الارض من موارد ومصادر للطاقة وقام يلجأ الى التجمع ليس كما كان يسعى لذلك في السابق من اجل طلب الامن والحماية من الاخرين وانما بسبب خزائن الارض ووفرة مصادر العيش لقد مد الله سبحانه وتعالى بالفرك والابداع بما لديه من فطرة عن طريق انبياءه واديانه السماوية المتعددة وصار الانسان يبحث بجدية اكثر لما يسمع ويرى من الرسل ولم يعد صراعه من اجل البقاء فقط كما كان وانما من اجل مستقبل افضل لجيل سياتي من بعده , صار يؤرخ خطواته ويسددها بنظام وضعه لنفسه .
عدم تساوي البشر في مستوى العقل والقوة صار كل فرد يجيد العمل الذي يتناسب مع مالديه من هبة عقلية وجسدية . بعد الثورة الصناعية بدأ الانسان في سباق جديد بوسيلة جديدة اخذ يبحث عن الوسائل والسبل الصحيحة التي توصله الى النتائج التي وضعها شاخصا وهدفا لتحركه مستفيدا من ايجابيات عمله في الانتاج وسلبياتها في التصحيح ووضع الخطوات والاستغلال الامثل للثروات وايجاد الطرق الصحيحة للتعامل التجاري الداخلي والخارجي .
مرت على شعوب العالم انتكاسات كثيرة وكوارث جمة اختلفوا في التعامل مع معطيات ذلك , منهم من اعتبرها درسا للتحدي والتجدد وتصحيح الاخطاء ومنهم من انتكس وانطوى على نفسه منتظرا مايجني غيره ليكون له مسوقا .
وضع مقاييس للتقدم والتطور لكل زمن اسلوب خاص به ولكل جماعة طريقة في حسابها لذلك , بات واضحا في الوقت الحاضر وليس بما اقول فمن الامم والشعوب من تمتلك كل شيء الا انها تفتقد شيء اسمه الاستقلال الامثل في التصرف ومن الامم والشعوب لا تمتلك الا الشيء القليل الا انها سارت في مقدمة الركب نحو التقدم . وكمثال لما ذكرت البلدان العربية نموذجا فهي تمتلك كل شيء ولكن اين مستواها من قائمة التطور , بينما اليابان التي لا تمتلك الا الشيء اليسير من الثروات الا ان مكانها يشار اليه بالبنان وبكل فخر يقول احد المفكرين اليابانيين (( نحن لا نملك ثروة للتقدم الا اننا نمتلك الثروة الرمادية ( ادمغة البشر )) . اذا كيف نتعامل مع ثرواتنا ؟ هل ننتظر وحيا او الهاما الاهيا يدفع لنا افواج من الملائكة كي تطورنا ؟؟ سؤال يطرحه كل عربي . متى سنكون امة متقدمة ؟؟ بقية الاجابة جامدة منذ عصور طويلة ولا زالت فقط مايقال على الورق بالوحدة يتم التكامل ولكن بلا فعل . قدوري العامري