مرثية الشاعرة العراقية الكبيرة ناجية مراني-ماجد الزهيري

Tue, 5 Jul 2011 الساعة : 12:20

الشاعرة الكبيرة ناجية مراني ترثي نفسها قبل الرحيل الاخير وتوصي بدفن جثمانها بين نخيل الجنوب العراقي... ولكن !!
وصية الشاعرة ناجية غافل المراني.
أوصت الفقيدة أن تدفن في ظل النخيل لكن القدر وما حل بالعراق جعلها تموت وتدفن في دمشق كما الجواهري العظيم
وصية ناجية
في غــدٍ يا أهــلُ إن حُــمَّ الرحيلْ وانثنــى خِـــلٌ لتوديـــع الخليــــلْ
واستقــرتْ خفقـــة في جانحـــي واهتدت روحي إلى النبع الأصيل
اذكروني وابسمــوا لاتحجــمـوا إنمّــا الذكـرى عــن اللقيا بديــــل
واحفظـــوا الــودَّ الــذي خـلـَفتـه في كتــابٍ عندكم حفـــظ الجميل
في غــدِ يا أهــلُ إن عــزّ اللقــاء اذكـــروني مـــعْ تراتيـــل المساء
في ثنايا الروض إن طاب الشذى في التجلـــي واستجابــات السمـاء
اذكروا حبـــاً كينـــبـوع الصّفـــا لـم يهــُنْ يومــاً ولم يســـأل جزاء
اذكروني وابسمـــوا لاتجزعـوا فأنـــا أرجـــو ابتسامــاً لارثـــاء

سامحــوني واحجبــواعني البكا أنا تـــؤذينـــي دمـــوعُ الأبريـــاء

وغـــدا يا أهـــلُ إن شطّ المزار اذكـــروني مع تبـــاشير النهــــار

عنــدما تصحو أزاهيــرالرُّبــى حينمـــا تعلـــو أغــاريدالهـــزار

في التـــرجي وابتســامات المنى عندمـــا تحلــو أهازيج الصغـــار

إسألــوا عنـــي فـــي أسمـــاركم لا تنـــاجـوني في بُـــكمْ الحجـــار

أنــــا أحيـــا كلـمــــةً شاعــــرةَ وإبتهـــالاً طيبـــاً فــــي كــل دار

في غـــدٍ يا أهــلُ إن حُمَّ الرحيل وانثنـــى خـلٌّ لـتـــوديع الخليــــل

انثروا حـولي زهـــورَالياسمين واجعلوا قبــــري في ظلّ النخيــل
عملت الفقيدة معلمة ومديرة في مدارس العمارة لسبعة وعشرين عاماً قضتها في خدمة الأجيال ورغم أنها كانت مستقلة وحرة الفكر والتوجه إلا أنها كانت ذات تأثير واسع على مجمل الناشطين في العمل الوطني خلال الفترة 1958-1963حيث أحيلت على التقاعد وتوجهت للدراسة الأكاديمية رغم عدم تناسب سنها آنذاك مع الدراسة الجامعية.
دخلت جامعة الحكمة عام 1964 وحصلت على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي عام 1969 بدرجة جيد جداً ثم إلتحقت بالجامعة الامريكية في بيروت عام 1970 وحصلت على ماجستير ادب إنكليزي مقارن بدرجة جيد جداً وسجلت للدراسة في الجامعة نفسها في قسم اللغة العربية والدراسات الشرقية للحصول على الدكتوراه في الأدب العربي المقارن وأنجزت شوطاً جيداً لم يكتمل بسبب قيام الحرب الأهلية اللبنانية حيث قطعت دراستها وعادت الى الوطن.
إنصرفت للبحث والترجمة والتأليف ونشرت عدة مؤلفات منها
بين العربية والإنكليزية كلمات متناظرة 1978
الحب بين تراثين 1980
آثار عربية في حكايات كانتربري 1981
هنا بدأ التأريخ 1980
مفاهيم صابئية مندائية 1982
كلمات عربية إنكليزية دخيلة 1990
مسودة ديوان شعر بعنوان (أغاني الخريف)
ونشرت الكثير من البحوث والدراسات والأشعار في العديد من الصحف والمجلات مثل (المورد)و(التراث الشعبي)و(الثقافة الأجنبية)و(الآداب اللبنانية)و(العربي الكويتية).
يعد كتاب( مفاهيم صابئية مندائية ) عملاً متميزاً على كل المستويات حيث أصبح ولازال المرجع العربي الأساس في الدين المندائي وتأريخة ووضعت فيه لأول مرة أسس المعجم العربي المندائي وحللت وبشكل رائع العلاقة الكبيرة بين المندائية والعربية كونهما من جذر واحد وترجمت بعض المقطوعات المندائية الى العربية وخصوصاً مقدمة كتاب (الكنز الكبير) وعلى أساس مقارن بين الكلمات المندائية وشبيهاتها العربيات بعد أن ردتها الى جذورها التي تأثرت بالإعلال والإبدال والنطق المختلف .

تعد الفقيدة وبحق (أم المندائيين) وهم يعتبرونها كذلك لسعة تأثيرها وعمقه وتبحرها بالكتب المندائية وتحليلاتها المتوازنة والعميقة للمعرفية المندائية وبشكل منفتح وعلمي رصين ،رغم أنها أحبت كل الناس وصادقت كل العراقيين الذين عرفوها إنسانة ذات وجوه عديدة متميزة لكن يبقى لها الوجه الإنساني المندائي الأبيض الذي يحب بلا حدود ويعطي بلا ردود

إنها ناجية المراني

1

فراشة وقطرة ندى وأفكار طاهرة

تجمعتْ على ورقة نارنج في حديقة دارْ

يملكها الجميعْ

2

حلمٌ في ليلة صيفْ

وهلالٌ يفر من الخوفْ

إذا عابث الحلمْ

رفيف الخفافيشْ

3

ناسٌ في جيوبها كتبْ

وعلى ضهورها زهورْ

وفي عقولها دفاتر وأقلام ولعب أطفالْ

تكسب بالحلالْ ،تحاول المحالْ

كي تنقذَ الخيال

من براثن المجهولْ

4

بلبلٌ على ضفة الفرات

يغني على ما فاتْ

حتى إذا ماتْ

غنى النهر

نشيد الإحتفال بالخلودْ

5

بضفة الكحلاء

إمرأة نبيلة

تلتف بالماءْ

وتصلي للمعرفة وتتعمد بالنورْ

حملت على كتفيها بهجة العلمْ

بلا جعجعة

وعرفت مرقى العارفْ

وجلال الطريق إليه

6

طيرُ بَرٍ يحوم على غابة القصبْ

قد هدّه التعبْ

فأطلق الصياد طلقته الأخيرة

ونفدت من جيبه الذخيرة

والطير عاد يحمله ضميرهْ

لحزمة القصبْ

فطوبا لها كانسانة ... وطوبا لها كعراقية .. وطوبا لها مؤمنة ومبدعة ومعطائة .. عكازها اعمالها يوم الحساب سترافقها الى عالم المطهارات ومساكن النور .. ولاهلها ومحبيها الصبر والسلوان
والحي مزكي الاعمال

الأول من تموز 2011

Share |