((ثقافة احتواء الأخر...نحو دولة عصرية عادلة))/حسنين الفتلاوي
Fri, 1 Feb 2013 الساعة : 22:51

الاختلاف شيئ فطري مباح كونه خصوصيات أفرزها العقل والنظر العلمي ، إذ أنه موقفا تترتب على أساسه فكرة في ظل ظروف ومناخات مر بها العراق ، وهذه المسألة تدعونا إلى أن لا يتحول الجزئي في الاختلاف الفكري إلى حاجز يؤدي إلى تقطيع أوصال الكل وتخريب وحدته ، وقد وقع البعض من الناس فريسة هذا التفكير ، إذ جعل الفاصل الجزئي الصغير أو الموقف الطارئ الذي يسلكه هذا المذهب أو تلك الكتلة صفة عقائدية أساسية لأن منظورهم للوحدة هو ذوبان التفاصيل في الكل ، بل رفض أي جزء مختلف فيه عند الآخر،يجب أن نعي كل ما يشهده الشارع العراقي من مظاهر الإصلاحات والفساد التي تلاحظ على السطح الاجتماعي هي حالات متحركة ومتغيرة وزائلة....ولكن!!! تبعا لإرادة الإنسان وطموحه، إذ أنها تخضع عادة لمتبنيات وعوامل فكرية أو عقائدية تشكل مسببات وعللا أساسية في حدوث التشابك، وهي التي أنتجت هذه الظاهرة أو تلك ، فالنزاع والتخاصم والفرقة أو الوحدة والوئام والتقارب كلها تمثل ظواهر تبرز في حياة الأمة هنا وهناك من وقت لأخر لتحكي مستوى حيويتها ورسالتها أو عبثيتها وعشوائيتها ، فهي ليست موردا للاستثناء في حياة الإنسان بل هي بلا إشكال مرتبطة بسنن الله في الاجتماع والحياة لكل الأمم ،حينما نبحث عن الحلول نجد الحل هو الحوار الحل هو التضحية والتحلي بالصبر،لنتجاوز جميع المسميات الطائفية وليجمعنا جوهر القضية ،فعراقيتنا وانتمائنا الوطني هي من تفرض علينا تلك الحلول ، أنها خطوات ترسخها أرادتنا نحو بنا الوطن والمواطن نحو بناء دولتنا العصرية العادلة.