لن يرحل المالكي على عناد ابو ريشة/جواد كاظم اسماعيل
Fri, 1 Feb 2013 الساعة : 22:48

حين تشتد الفتن وتتعالى أصوات أمراء الذبح وتجار الدم ينبغي ان ينبري عقلاء القوم وحكماء الأمة للتصدي ليس دفاعا عن شخص بعينه وإنماء لدرء الفتنة وإبعاد شبح الاقتتال الطائفي عن الأمة وبما ان المصلح والحكيم عليه ضريبة حركة الإصلاح فمن اللازم ان يتخلصا من قيود الركود والسكون ويربضا في ميدان الفعل الإصلاحي العام ,فكلمة الخير تنفع, والكلمة الطيبة صدقة ,وإصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والتنفل في المسجد, اسوق كلامي هذا مقدسا بوجع الوطن الذي يمر اليوم بأزمة حقيقية غفل عنها اهل العقد والرأي ولاذ عنها بالصمت أهل المصالح الضيقة والكل يرمي الكرة بساحة دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي وكأنه الشخص الوحيد في قيادة هذا البلد متناسين ان الجميع شركاء في النجاح والفشل كون العملية السياسية قد بُنيت على أساس القسمة( المحاصصية) وهذا الأمر نتج بالطبع بسبب ظروف معروفة للجميع, لكن من المؤسف حقا ان الأزمة صنعت إبطال من ورق وقد روج الإعلام لهذه الشخصيات ومنحها قيمة هي لاتستحقها ,حيث اننا نشاهد كل يوم وجوه لاتحسن فن الحوار والحديث وهي تطلق كلمات اكبر من حجمها ومن مساحتها المكانية, ومن هوان الدنيا ان يقارن معاوية بعلي لكن هكذا جرت الأمور وقد اتضحت كل الصور وبانت عورات البعض وستنكشف عورات ويتضح كل شيء عن قريب, فليس منصفا ان نضع رجل مثل المالكي الذي ضحى بعمره ومستقبل حياته حين غادر بلده وهاجر خارج حدوده إلى المجهول من اجل مواجهة الطاغوت ,,الصدامي ,, رجل انتمى الى اعرق حزب إسلامي وأخطره على نظام البعث ولا يدرك هذا المعنى الا من اكتوى بنار البعث بسبب الانتماء لحزب الدعوة او انتماء احد من أقاربه,, ليس منصفا ان نضعه بالمقارنة مع شخصيات ممسوخة تتحرك وفق أجندات خارجية باتت واضحة للقاصي والداني, وليس من الإنصاف ان نحمله كل المسؤولية عن ضعف الخدمات وعن بعض الفعاليات الحكومية الأخرى لأنه وضع في قيد المحاصصة وبين مزاجية (نوام) عفوا نواب الشعب, نعم اعترف ان هناك أخطاء وهناك ضعف رافق عمل الحكومة لكن هذا لايسمح لنا ان نهدد بسببه وحدة الوطن والشعب ونستنجد بالمد الخارجي ماديا ومعنويا ,مثلما يحصل اليوم خلال التظاهرات التي تحركت بإيعاز من الحزب الإسلامي العراقي ثم تم تغذيتها ( ارادكونيا) وسعوديا وقطريا واليوم نسمع دخول القرضاوي على الخط,, بربكم كل هذا يجري على ماذا ؟ ومن اجل ماذا؟ اذا كان على ضعف الخدمات فكل محافظات العراق متساوية في ذلك ماعدا اقليم كردستان . اذا كان على قضية المادة 4 إرهاب فكل محافظات العراق مشمولة بهذه المادة لو وقع احد أبناءها في شرك الإرهاب ؟ وان كان من اجل المساءلة والعدالة فالبعث في منطقة الجنوب أكثر عددا من المنطقة الغربية ؟ وان كان على الحكم فالحكم تحكمه صناديق الاقتراع وهي من أفرزت هذه الحكومة وسابقاتها وان أبناء المنطقة الغربية لهم حصة الأسد في هذه الحكومة؟ إما اذا كان من اجل إصلاح نعم فنحن مع الإصلاح وفقا للدستور والقوانين السارية لا وفقا للتهديد وقطع مصالح الناس وقطع الطرق والاستقواء بالخارج, وإذا استمر هذا النهج على هذا المنوال وعلى ذات الموال فصدقا أقول لكم ان شعبية المالكي ستزداد أكثر من السابق طالما تكشفت النوايا وعُرفت المقاصد ان المستهدف ليس المالكي كشخص إنما المستهدف هو المشروع السياسي الجديد القائم في العراق ,نعم هذا تكشف من خلال خطابات بعض المشايخ وبعض من رجال الدين أقول البعض ومنهم( أبو ريشة) الذي صرح اليوم الخميس 31|1 انه سيقود الجمعة تظاهرة أطلق عليها( ارحل) وانه لن يغادر هذا الشعار وهذا الموقف الا بعد رحيل دولة رئيس الوزراء السيد المالكي من الحكم وكأن الأمور هي بيد ابو ريشة الذي أعطته الدولة أكثر مما يحلم ومنحته بعض وسائل الإعلام اكبر من حجمه في تجاوزه على هيبة الدولة وعلى رموزها ..لهذا أقول له ولغيره ان السيد المالكي لم ولن يرحل وانه جاء لهذا الموقع بإرادة واختيارا لشعب والشعب هو من يقرر وليس أنت أو من سواك..فالمالكي ليس طارئا ولا شخصا مستوردا جاء لحكم العراق إنما هو ابن العراق وابن الحزب الذي قدم قوافل من الشهداء في سبيل تحرير العراق من زمرة,,حكومة القرية,, وعراقية المالكي هي من أرعبت أعداء الوطن وهي من ستبقيه في موقعه صمام أمن ووحدة العراق.