صحفيي الناصرية بين نقابة الوطنية ...والمولدة/منصور أبو الحسن

Tue, 29 Jan 2013 الساعة : 23:50

لا اذكر أين قرات التعبير الفاشي ان "الناصرية ..زائدة دودية بجسم العراق"، ولا اعرف اي عقل وضيع فكر بها وكتبها، ولكن هذا نهج لا اخلاقي تعاقبت كل الحكومات وحتى الحالية منها على السير فيه وتأكيده ...بل تجاوز الامر حتى أصبحت الجهات شبة الرسمية تضعه في أولوياتها، 
مادامت شمس الناصرية تصدر من بغداد. وما دمنا لا نملك رجالا قادرين على المطالبة بحقهم والمطاولة بالثبات على هذا المبدأ.
ولا يبتعد حال النقابات الممثلة عندنا عن هذه المقولة وحال الصحفيين وشبه نقابتهم لدينا يؤكده، 
فالناصرية رغم انها تضم مليوني شخص وهو عدد يمثل نصف سكان ليبيا وتعداد أربع من دول الخليج المجاورة، الا انها مازالت محلة تابعة لبغداد في كل شيء، من اجور كناسيها وحتى تظاهراتها وصولا الى موقفها السياسي، فنحن ننتخي لهموم بغداد اكثر من حاجاتنا، والدليل ان لا احد يفكر لماذا "مدينتنا" او قريتنا الكبيرة تغرق صامتة بكأس ماء قذر.. واخرها معركة النقابتين ببغداد وابواقها تدق "احنا مشينا للحرب" بالناصرية، غريب مالنا وبطولات الاخرين الفارغة؟ لماذا دوما تؤخذ "عبائتنا" بحسب المثل الشعبي، لماذا لا ننتصر لأنفسنا أولا قبل ان نكون ابطال بمعارك لا مطي لنا فيها ولا بطة.
فالصحفيين بفرع النقابة القديمة المغلق بالشمع الأحمر حتى حين..، 
عانوا التهميش والإهمال المتواصل، ويقودهم أحد صحفيي بغداد، ويصر القائمون على النقابة باستمراره دون احترام لاحد بالناصرية متعذرين بعدم وجود الكفوء من أبناء الناصرية، وكان مدينتنا عجزت عن إيجاد بديل أشرف من متهم بالاختلاس و متهم كذلك جباية أموال الدولة بصورة غير قانونية... 
ولكنها حجة غريبة ولا تصمد امام النقاش فاذا كان كل الصحفيين العاملين بالناصرية بنفس البؤس وانعدام المسؤولية، لماذا تصر نقابة بغداد على تولية واحد منهم فقط طوال سنوات متعددة رغم وجود مئات بل الاف الشكاوى عن سوء أدائه وعمله، ولا تستعيض عنه بأخر او تجرب غيره ...ولكن اللص يتبع اللص.
لماذا افتتحتم فرع بالناصرية إذا كانت كل اعمالها تحتاج للسفر الى بغداد، والانتظار ساعات طوال قبل ان يلتفت لك أحد     ويخبرك ان مدير الفرع  خرج  بعد ان  مر من امامك ولم تعرفه..
فصار لدينا بالناصرية نقابة مغلقة لا عمل لها، وتنفع ان تكون كل شيء الا ان تكون مفيدة للصحفيين مهنيا.
فهي تضم بالأكثرية مهوسجية لا يعرفون القراءة والكتابة، ومستعرضين يرتدون البدلة لأول مرة، ومصلحي مولدات و(قادة) ستوتات، ومصفقين يمكن ان يملؤون مقاعد اكبر مسرح ببغداد امام اعين الكاميرات وبمقاسات عدة، دون ان يكون لهم دور يذكر بصحافة مدينتهم او ان يقدموا بصمة واحدة طوال فترة محاولتهم التزلف لبغداد للحصول على هوية دون وجه حق.
وكأن الفرق بين الصحفي وغيره هذه الهوية المبجلة، وانا أتساءل اذا منحنا قائد الستوتة غدا هوية نقابة الأطباء هل يصبح دكتورا بمداواة ستوته الأسطورية على الاقل،، لقد هزلت!!
ولا يختلف حال الزائدة الدودية في ما اسموه بالنقابة "الوطنية" والتي أعلنت مؤخرا وهنالك مساعي لانشاء فرع لها بالناصرية، رغم ان اسمها لا يبشر بخير بعد ان اثبتت الكهرباء ان صفة (الوطنية) بهذا البلد غير مستقرة، ولا يمكن الاعتماد عليها ابدا بالعمل، فتأسست هذه النقابة لتؤكد انها تمشي بنفس منهج التهميش للنقابة الأولى، فهي لم توجه حتى دعوة لأي من الصحفيين العاملين بالناصرية لحضور مؤتمرها الأول مع 102 شخص اخر وكأنها تعلن ان لا رغبة لنا حتى بغير الموالين لنقابة الأخرى ما داموا من الناصرية..
فصار صحفيينا بين لا اخلاقية فرع نقابة الصحفيين بالناصرية وبين هلوسة النقابة الوطنية التي جاءت بمزاجية لا اعتقد انها ستستمر..
ولا اعرف هل مازالت الناصرية تحسب على وطنية العراق ام انها من بلد مجاور يعتمد على المولدة..

 

Share |