سيناريو العدوان الصهيوني السلفي المحتمل في المنطقة/ نصير السلام الجابري
Tue, 29 Jan 2013 الساعة : 16:26

منذ مجيء الثورة الأسلامية في أيران في شباط عام 1979 وطرد السفير الأسرائيلي وتحويل مبنى السفارة الأسرائيلية الى سفارة فلسطينية وتمزيق علم اسرائيل ورفع العلم الفلسطيني محله بحظور رئيس الوزراء واعضاء من مجلس الشورى في احتفال مهيب توالت الضربات الأيرانية الموجعة للكيان الصهيوني ابتداءا من رفع المتظاهرين لشعار (الموت لأسرائيل) مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الى قطع العلاقات الدبلوماسية وقطع تصدير النفط الأيراني الى اسرائيل مرورا باغلاق مكاتب شركة الخطوط الجوية(العال)
في ايران وغلق المدارس اليهودية وحتى شارع السفارة الذي كان يحمل اسم(كاخ) تحول اسمه الى فلسطين.
لقد جاء توقيت سلسلة الأجراآت تلك في وقت أضحت فيه الدول العربية مستسلمة للواقع المذل الذي فرضته حالة التفوق العسكري والدبلوماسي والأعلامي الأسرائيلي بعد رحلة السادات الى تل ابيب ومن ثم توقيع اتفاقات كامب ديفيد المذلة وانكشاف هزالة مقررات قمة بغداد عام 1978والذي باتت فيه أنظمة هذه الدول تدرك السطوة الأسرائيلية في قدرتها على تغييرها بسهوله ويسرحيث كانت هذه الأنظمة تتسم بالفساد واغتصاب سلطات بلدانها أما بحكم الأنقلابات او التوارث العائلي المستبد
اما شعوبها فليس لها من ارادة تحترم أو راي يؤخذ به .
فانكشفت باجراآت الثورة الأسلامية الأيرانية زيف الشعارات التي كانت الأنظمة العربية تزايد بها بهتانا في كون تحرير فلسطين من الأحتلال الأسرائيلي هومن اولى قضايا الأمة المركزية لتخدع به شعوبها, وبرز السؤال الجماهيري العربي يطفو على سطح المعارضة السياسية لهذه الأنظمة.لماذ لم تقدم حكوماتنا باجراآت شجاعة مماثلة لما قامت به الثورة الأسلامية في ايران من قبل ؟؟؟
وبدات حراجة موقف الأنظمة العربية الفاسدة تتسع مع ثبات تلك الثورة على مبادئها .وكان لابد من اتخاذ موقف ضد ايران واجهاض توجهاتها المحرجة.
لقد ادركت اسرائيل مبكرا بان حجم الخطر المحدق بها جلل .جراء التأثر المحتمل للشعوب مما يجري في ايران سيما وان تركيا المجاورة لها قد خرجت فيها المظاهرات كادت ان تتحول الى ثورة شعبية عارمة لولا قمعها بقوة في انقلاب عسكري قاده الجنرال كنعان أفرن عام 1980 والذي قمع به الثورة الأسلامية المحتملة في تركيا بقسوة شديدة.
وفي العراق تصاعد الحراك الأسلامي الذي كانت ردة فعله شلالات من الدم على يد الطاغية صدام.وتأثرت تسع جمهوريات في الأتحاد السوفيتي ذات الغالبية السكانية المسلمة بما يجري في ايران .ألامر الذي غير موقف الأتحاد السوفيتي لصالح أعداء ايران وأولهم صدام الذي اصبح الطفل المدلل الذي تصب في بودقته موارد الدعم المتضادة من المعسكرين الشرقي والغربي معا.
لهذا عمد دهاقنة التآمر الصهيوني في اسرائيل والعالم الغربي على اسقاط حكم الثورة الأيرانية الأسلاميه وتحجيمها عبر سلسلة من الخطوات المؤثرة كان أولها تأطير التوجه الأسلامي التحرري الذي تنادي به الثورة الى أطار طائفي خلقت به ذعر وهلع المذاهب الأسلامية الأخرى من شبح الغزو الأيراني الشيعي القادم .
ولما كانت الأنظمة المستبدة في الدول العربية هي المستهدفة في التوجه الثوري الأسلامي جنبا الى جنب مع اسرائيل واذنابها في الغرب الأستكباري المهيمن على مقدرات هذه الشعوب فقد عمدت تلك الأنظمة على تسخير كل امكانياتها المادية والمعنوية ووسائل اعلامها الى ترسيخ فوبيا المد الشيعي بين ألأوساط الشعبيه وجندت لها الموارد والوسائل والأقلام المأجورة بالرغم من عدم اعتماد ايران في مساندة حركات التحرر الأسلامي على المذهبية في الدعم.والأمثلة كثيرة على صدق هذا التوجه.
لقد عملت انظمة الخليج العائلية على دعم صدام بمختلف الامكانيات لأجهاض الثورة مسندة بالقوة الصهيونية الغربية لتأمين حمايتها (فالصهاينة عبارة عن فايروس متحكم بعقل العملاق الأمريكي الغربي).
وبعد ان وضعت الحرب أوزارها بين العراق وايران انتفت الحاجة الى صدام الذي اصبح يهدد أنظمة الخليج نفسها بعد اجتياحه الكويت.
فبدأت مرحلة جديدة من تخويف الشعوب من الخطر الشيعي الذي يعتبر أيران من وجهةالأنظمة الحاكمة ووسائل دعايتها حامي حمى المذهب.
ابتدئها المخلوع حسني مبارك في تصريحه الشهير(بان ولاء الشيعة العرب ليس لأوطانهم بل لأيران)
أعقبها تصريح عبد الله بن حسين ملك الأردن بالتحذير من الهلال الشيعي الممتد من لبنان الى سوريا فالعراق بعد سقوط صدام فايران التي تعتبر الخطر الأكبر في المنطقة. ثم توالى افتتاح المراكز الأعلامية والفضائيات وعشرات المواقع في الأنترنت والتي تشتم وتهاجم الشيعة بالصورة التي لم تجري بها من قبل في التاريخ وبالشكل الذي لم يتم به تسخيف وشتم أية ديانة أو معتقد سماوي كانت ام وثني تحت دعم وتمويل رسمي ممنهج من انظمة دول تقيم للاعراف الدبلوماسية اوحقوق الأنسان أي اعتبار
وكان لتنظيم القاعدة والذي هوصنيعة موسادية بامتياز الأثر الأكبر في أثارة كراهية الشعوب الغربية للأسلام والذي يقترف كل يوم عشرات الجرائم التي عجزت حروب الأستنزاف الأسرائيلية عن الحاقها بالعرب وبدول المقاومة بصورة خاصة.
مايهمنا في الوقت الحاضر هو ما يجري على ساحة الصراع في المنطقة
وخصوصا أرض العراق.
فحزب الله في لبنان استطاع وبدعم أيراني سوري ان يهزم اسرائيل في عدة منازلات هي الأولى في تأريخها وأن يقف شبحا مرعبا على مشارفها تستطيع يده الطولى ان تصل الى أي هدف داخل عمقها الأستراتيجي وهو جل مايؤرق الصهاينة ويقض مضاجعهم.
وسوريا البلد المقاوم والرافض لأي تسوية مع اسرائيل والداعمة لحزب الله لايؤمن جانبها حالما تتوفر المعطيات التي تساعدها على شن الحرب لاسترجاع اراضيها المغتصبه وعلى رأسها مرتفعات الجولان.
أما ايران فهي الهدف السوقي الأخطر الذي يراد له ان يدمر بالكامل وتقبر ثورتها المهددة للوجود الصهيوني والهيمنة الغربية على المنطقة.
ان اولى خطوات الصهيونية العالمية هو خلق انظمة عقائدية مناوئة ومعادية (لأيران الشيعية) وهم الجماعات السلفية والتخلص من حكومات الأستبداد الفردي في دول المنطقة الأسلامية التي لم يعد وجودها متماشيا مع الثورة المعلوماتية الهائلة وانفتاح اللشعوب وتأثرها بالديمقراطية التي تتمتع بها شعوب الغرب وبهدف شق الصف الأسلامي بعد تدمير هيكلية تلك الدول العسكرية وآلتها الحربية الى حين,ومن ثم تقوية وتصعيد الرموز العميلة المصطبغة بالأسلام زورا.والتي ستكون على شاكلة السلفية السعودية واخواتها في مهادنة اسرائيل. أن مايصطلح عليه اليوم بالربيع العربي ماهو الا استبدال حاكم مستبد واحد بجوقة من السلفيين المستبدين بظلامية العصور المتخلفة التي تدعي الأسلام زورا والتي ستقود بلدانها الى تخلف اعمق مما كانت عليه ايام الحكم الدكتاتوري .الا ان القاسم المشترك بينها هو بغض المذهب الشيعي ليس الا.وهو ماتصبوا اسر ائيل الى تحقيقه.
وماهو مفتاح الحل الأسرائيلي لكل هذه المعاضل هو ارض العراق التي تعتبر من وجهة نظرهم الحلقة الحيوية في هذه السلسلة المكونة للهلال الشيعي المزعوم.
فالعراق الخارج من تدمير كامل لبنيته التحتية وبحكومة وطنية غير متجانسة الرؤى والثوابت يحاول جاهدا ان ينئى بنفسه عن مايدور بالمنطقة من صراعات , تحقيقا للحاق بركب التقدم الذي يجري في دول المنطقة بسبب الحرمان والتخلف الذي عاناه شعبه جراء حماقات نظام صدام التي تحكمت بمصيره لعقود من الزمن.
الا ان هذا التوجه الوطني لايروق لأسرائيل ودول العوائل العربية المستبدة.
لذلك فهي تعمل وبدأب على منع تحقيق استقلال العراق السياسي وتطوره الأقتصادي من خلال خلق السلطة الفاسدة داخل العملية السياسية بهذا البلد و المناوئة للتوجه الوطني الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي والراعية للأرهاب التكفيري من طرف خفي وعرابوا الجريمة المنظمة.
فالمنظمات الأسرائيلية تتواجد في كردستان لتنسيق استراتيجية العمل المؤدي الى عرقلة التوجه الوطني بكل اشكاله مستثمرة أحلام القادة هناك في تحقيق دولة كردستان الكبرى التي ستشغل وتضعف دول العراق وايران وسوريا ومن ثم تركيا بعد انتهاء شهر العسل الأوردغاني البارازاني
وقادة الراديكال السلفي في الغرب العراقي المدعومين باموال دول العوائل الخليجية المستبدة يتحينون الفرصه في الأنقضاض على الحكومة تمهيدا لتحقيق أمارة سلفية بعد سقوط نظام الحكم في سوريا وسوق المغرر بهم من ابناء سوريا وابناء الأمارة الأسلامية المزعومة في الغرب العراقي الى خوض حرب تحرير بغداد
ولأحتلال البادية التي تزخر بآبار النفط والمدن المتآخمة لها.
بعد ان يعلن طلب العون من انظمة دول حكومات العوائل الخليجية المستبدة( لنصرة ابناء السنة المضطهدين على ايدي عملاء ايران الرافضه)من قبل اولئك القادة المأجورون والحالمون بالأمارة .
وما صرح به سعود الفيصل وزير خارجية السعودية مؤخرا حول استعداد السعودية للتدخل في الشأن العراقي ومطالبة بعض رموزالتطرف السلفي المتصهين ممن دخلوا العملية السياسية والمفتضحين بجرائم الأرهاب باعلان الأقليم السني ماهو الا صفحة من صفحات السيناريو المرتقب
وسط سكوت الغرب ودعمه الخفي لهذه الهجمة انتقاما من ايران( وقطعا لسلسة الهلال الشيعي المرعب.)
حيث سيتسنى لآسرائيل والغرب المتصهين شن الحرب على ايران
ولربما احتوى هذا السيناريو على مساومات مغرية لكل من الصين وروسيا من اجل ضمان حيادها.
وعلى ضوء هذه المعطيات يتحتم القيام بالأجراآت التالية تفاديا لتداعيات الموقف.
1.توحيد المواقف السياسية للكتل المؤمنة بوحدة العراق أرضا وشعبا وسماءا وماءا كوطن واحد لايقبل التجزئة باي حال من الأحوال.وكشف وفضح السياسيين المتآمرين على وحدة الوطن وعزلهم وأقصائهم من مراكزهم السياسية باي ثمن.
2.الزام الولايات المتحدة الأمريكية بتعهداتها الواردة بالاتفاقية الأمنية المبرمة معها بخصوص وحدة ألعراق وسلامة اراضيه من اي اعتداء خارجي سيما ونحن لم نلمس منها اي رد على تصريحات سعود الفيصل
وبخلافه فان حكومتنا حرةفي ابرام اتفاقيات التحالفات العسكرية الأستراتيجية مع اي طرف تشاء ان كانت ايران او روسيا او الصين.
3.سحب المخازن الأستراتيجية للاسلحة وألأعتدة من المناطق المحتمل سقوطها بايدي القوات الغازية.
4.اعداد خطة تعبئة شعبية عامة تحت قيادة وطنية مشتركة. تشترك بها كافة القوى السياسية المتصدية للتهديد الخارجي المحتمل.تتولى القوات المسلحة النظامية تسليحها وتجهيزها وتدريبها كما تجري ممارستها لمهامها المستقبلية حسب خطة نفيرعام معدة سلفاوبقواطع مسؤولية معلومة فيما تقوم وحدات الجيش النظامية بواجبات القوات الضاربة
5.العمل على تأمين غذاء الشعب تحت اسوء الأحتمالات بخزن وتكديس اساسيات الأمن الغذائي وتهيئة وسائل خزنه والسيطرة على صرفه وباعلى قدر ممكن آخذين في الحسبان اغلاق مضيق هرمز والمنافذ الأيرانية بحكم شن الحرب الاسرائيلية الغربية على ايران وعندها سوف لن يكون لدينا اي منفذ تجاري سيما وان السعودية هي العدو المحتمل لنا ومنفذ طريبيل والوليد والقادسيه وربيعه
ستكون تحت حكم الأمارة السلفية المزعومة.
6.العمل الجاد والسريع على اكمال النقص في التسليح لاسيما الدروع والدفاع الجوي كاسبقية اولى.
7.اعلان حالة الطوارئ وتطبيق القوانين الصارمة في مجال مكافحة الجاسوسية والأشاعة المعادية وتقييد الأعلام بما يخدم الحرب الوطنية.
ان التصعيد ألأخير في المظاهرات وما يجري من تعبئتهم بكراديس عسكرية قبلية والخطاب المتطرف الذي يدعوا جهارا نهارا وبقيادة رجال دين سلفيين الى الزحف الى بغداد واسقاط الحكومة المنتخبة ماهو الى برهان و دليل ساطع لايقبل النقاش على حتمية حدوث هذا السيناريوا القادم
فانتبهوا أيها السادة السياسيون ورصوا الصفوف بالوحدة بالأعتصام بحبل الله ولاتنازعوا من اجل الأمتيازات فتذهب ريحكم. ولا تنخدعون بشعارات الوحدة الوطنية التي يرفعها دهاقنة المكر والدهاء فهي أشبه ماتكون بخديعة رفع المصاحف في يوم صفين لكسب الوقت فالوقت من ذهب فان ذهب ذهب ولات حين مناص