دورات الخليج الكروية سياسية ام رياضية؟!/حيدر حسين الراضي
Tue, 29 Jan 2013 الساعة : 15:53

سال احد الادباء الغربيين عن ماهية العلاقة بين الادب والسياسة فقال : حتى الزهرة عندما تتفتح انما تتاثر بواقع سياسي معين وهذا هو شأن الادب بانواعه والفن باجناسه والرياضة بمجالاتها...
الرياضة والسياسة تؤمان لاينفصلان ويخطىء من يظن انهما غير متقاربين ...
دورات الخليج العربي الكروية فكرتها الرئيسية او بالاحرى هدفها غير المعلن عندما انشئت كان الهدف هو ابراز اسم الدورة –الخليج العربي- قبل ان تاتي اهداف الملتقى الخليجي لابنائه والسبب هو ان اغلب وسائل الاعلام العالمية كانت حين تتطرق لاية اخبار او مواضيع تخص احداثا ما في المنطقة كانت تطلق على منطقة الخليج ب(الخليج الفارسي)!
واذكر ان الاذاعة والتلفزيون في العراق كانت قد قاطعت الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لمدة تزيد على السنتين حتى وفاته في نيسان من عام 1977 ولم يعرف السبب الا بعد مرور فترة طويلة حيث تبين ان عبد الحليم واثناء لقائه باحدى الاذاعات العربية كان قد ذكر بانه سيحيي حفلاته خلال فصل الربيع بمنطقة الخليج الفارسي!!!!
نعود الى حديثنا الرياضي السياسي ... دورات الخليج العربي ساهمت بشكل كبير بتطوير الرياضة الخليجية وفي بناء الملاعب والقاعات الرياضية والفنادق وهذا يحسب للبطولة بالتاكيد الا ان الامر السلبي هو الحساسية الزائدة التي تغطي اجواء البطولة منذ اقامتها لاول مرة في البحرين عام 1970 وحتى اخر بطولة في البحرين ايضا !
توتر على مستوى الجماهير والمسؤولين الخليجين على السواء والكل يريد ان يتوج بلقبها ولذلك تستخدم لاجل هذا الطموح شتى انواع الاسلحة منها اعلامية ومنها تنظيمية ومنها تحكيمية ومنها سياسية ومنها طائفية!
من خلال متابعاتي لمايدور ببرنامج المجلس والذي تبثه قناة الكاس القطرية شاهدت الكثير مما (يغث ويسوي جالي) مثلا بعد انتهاء مباراة المنتخب العراقي مع المنتخب السعودي والتي تغلب فيها الاسود بهدفين نظيفين تحدث اغلب الحاضرين في المجلس عن ان الحظ قد خدم العراق وان الفريق السعودي استحوذ على اغلب دقائق المباراة وكان هو الاجدر بالفوز .... وكذلك قبل وبعد مباراة العراق-الكويت والعراق البحرين والمباراة الختامية مع الامارات
على المدرجات التي احتلتها الجماهير الاماراتية بنسبة تسعين في المائة بمباراة الختام كانت تسمع اصوات نشاز كثيرة اثناء عزف النشيد الوطني العراقي اضافة لامور اخرى كما نقل لنا بعض الحاضرين مثل رفع ملصقات وصور مسيئة لنا كعراقيين
السلطات البحرينية منعت الجماهير العراقية من الحضور الى المنامة لمؤازرة الفريق العراقي
وزارة الخارجية العراقية تقدم اعتذارا الى العربية السعودية ازاء مابدر من معلق المباراة العراقي
قطر والسعودية لايرغبان باقامة البطولة المقبلة في البصرة لاسباب سياسية او طائفية !!!!
اذن السياسة هي من تحرك الامور وفي كل المجالات وان الرياضة تدور في فلكها شئنا ام ابينا
وختاما اؤكد باننا كعراقيين نحتاج الان قبل الغد الى موقف سياسي رياضي دولي موحد لان تشتت القرار وتشتت صانعيه يزيل مهابتنا ويجعل من فئران الثغور نمورا بوجه الاسود