الاعلام وفن المخابرات/سلام خماط
Mon, 28 Jan 2013 الساعة : 15:45

الإعلام سلاح ذو حدين وله دور مهم وفعال اما في إنجاح المشروع الوطني او تدميره من خلال تأسيس مؤسسات إعلامية مدعومة من الخارج او الداخل وهي عبارة عن شبكة من الصحفيين والمنتفعين لتنفيذ سياسات وخطاب إعلامي وثقافي معادي ونشرهما على نطاق واسع , والمؤسسات التي نتحدث عنها معروفة اليوم للمواطن العراقي بعد ان حاولت تظليله السنوات الماضية وخاصة بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض في عام 2003 ومنها على سبيل المثال الجزيرة والعربية وبعض الفضائيات العراقية التي تتستر بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي من اجل تأجيج الصراعات من خلال استضافة بعض العناصر المتطرفة ومن كل التيارات , وخلق سجالات عنيفة وعقيمة بين المتحاورين ناهيك عن نشر الاخبار للحركات المتطرفة لإثارة النعرات والأحقاد بكل أنواعها إضافة الى تزيف الحقائق كما حصل قبل ايام عندما صرح الشيخ الصميدعي من شاشة الفضائية العراقية وهو احد اعضاء لجنة الحكماء التي تشكلت للاتصال بالمتظاهرين وزاروا سجون النساء للوقوف على افتراءات بعض الفضائيات التي تؤكد على وجود حالات اغتصاب للسجينات والتي رفعها المتظاهرون في الانبار والموصل وسامراء كأهم مطلب في محاسبة الفاعلين والاقتصاص منهم,لقد صرح الشيخ الصميدعي على ان إحدى الفضائيات العراقية قد عرضت مبلغ 20 الف دولار على احدى النساء المطلق سراحهن من السجن مؤخرا مقابل تسجيل لقاء معها تؤكد فيه اغتصابها , ففي الوقت الذي يتحرك فيه العقلاء من ابناء العراق الى احتواء الازمة من خلال الاتصالات المكثفة مع من يمثل المتظاهرين لتحقيق كل المطالب المشروعة يخرج علينا السيد مسعود البرزاني بدعوة يوسف القرضاوي لزيارة الإقليم ,القرضاوي الذي كان من أهم أسباب القتل في العراق من خلال فتاواه الحاقدة التي بثتها قناة الجزيرة منذ عام 2003 الى الآن ,هذه الدعوة التي تصب الزيت على النار وفي هذا الوقت الحرج الذي يعيشه العراق ,هي مكمل للمخطط التدميري للعراق والذهاب لتقسيمه تحقيقا لرغبة بايدن وأسياده الصهاينة .
لقد عزا احد الرؤساء الأمريكان هزيمة أمريكا في حربها مع فيتنام الى عدم استخدام الإعلام بالشكل الأمثل لتعزيز غلبتها في هذا المجال إلا أنها ومنذ مطلع الثمانينات من القرن المنصرم قد شرعت في دخول مجال الإعلام وبقوة مستفيدة من الثورة التكنولوجية وذلك للتأثير على الحكومات ومن ثم التحكم بمصائر الشعوب حيث مزجت بين فنين رئيسيين هما فن الإعلام وفن المخابرات من خلال تأسيس شبكة سرية واسعة من العملاء في اغلب دول العالم ومنها العالم العربي ,شبكة من المؤسسات الإعلامية من فضائيات ووكالات أنباء وإذاعات وصحف ومجلات ومراكز دراسات وخصصت لها الميزانيات المالية الهائلة من اجل تحقيق اهدافها ونشرها على نطاق واسع ومنها تزييف الحقائق والعمل على إضعاف الدول الموحدة واثارت الفرقة الطائفية واشاعت الخوف بين السكان المحليين والتلويح بالانقسام باعتباره الملاذ الآمن للمكونات القومية او الاثنية في مجتمعات متعايشة منذ مئات السنيين , وهذا يحتاج الى وقفه وطنية من جميع المؤسسات الإعلامية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني من اجل إجهاض المشروع التدميري وفضح من يروج له من المؤسسات الإعلامية العراقية وفضحها والسعي لمحاسبتها وفق الدستور.
من هنا نستطيع القول ان هنالك نوعان من الإعلام مختلفان الأول هو الإعلام التدميري الذي تمثله العديد من الفضائيات والمؤسسات الإعلامية العربية والعراقية وهي معروفة اليوم للجميع أكثر من أي وقت أخر , والثاني هو الإعلام الوطني الديمقراطي الذي يسعى الى كشف الحقائق وليس الى تزيفها .
سلام خماط