اوباما وحلم مارتن لوثركنج ..!/ناصرعمران الموسوي
Mon, 28 Jan 2013 الساعة : 15:34

لم يكن لديه حلم ،إنما كان ضاجا ً بالحلم ،ولم يكن صوته غريبا ً كان محبوبا ًومألوفا ً ،.نعم انه مارتن لوثر الجديد ..!!
باراك اوباما ، اسطورة امريكا الديمقراطية ، يعود مرة اخرى رئيسا ً يضع النقاط على الحروف في خطاب ولايته الثانية وهو يقول : (ان عقد من الحروب انتهى ،وعقد من السلام والحوار يبدأ ..)
ليس هناك من معضلة خارج تغطية الحل لديه، فسيتجه نحو الانعاش الاقتصادي وتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية عبر التأكيد على تعديل النظام الضريبي الذي كان مجيرا ً لإنقاذ حيتان (وول ستريت ) عند افلاسهم ، وسيهتم بنظام الصحة والحماية الاجتماعية وتوفير درجات وظيفية للعاطلين عن العمل ،ووضع الاستراتيجيات والبرامج المهمة لإنقاذ الاقتصاد الامريكي من الهاوية المالية ،لقد تكلم بلسان امريكا الامة و اوباما الامريكي دون عناوين سياسيه ،كان يتكلم عن امريكا التي يحب ويفخر بها...!!
لم يكن مارتن لوثر كنج بعيدا ً عنه ،فحين كان لوثر يقول (اني احلم ) في جمع من الامريكيين السود من اصول افريقية مطلقاً العنان للوعة الحرية الكامنة في ذاته الانسانية ،كان اوباما يصرخ بأمريكا في عام (2008) باجمعها ويدعوها للتغيير(نعم نستطيع ) ..اي قدر امريكي يربط بين حلم مارتن لوثر بحرية العبيد وبين حلم اوباما بتحرير امريكا من نفسها بعد ان حولتها سياسات وأجندات المحافظين الجدد الى امريكا الحروب والموت ،قال اوباما اننا لن نتدخل في شؤون الدول الاخرى لكننا سندعم الديمقراطية في الدول الناشئة ، وقد حقق في ولايته الاولى اعادة تأهيل لصورة امريكا ،ومن يعتقد ان امريكا تتخذ سياسة القيادة من الخلف كما حصل في ليبيا فهو واهم ،لان دورها في الثورة المصرية كان واضحا ً وهو الممهد للمواقف القادمة ،لقد انتهت حرب العراق وستنتهي حرب افغانستان التي كلفتا امريكا ترليون ونصف دولار امريكي ولم تجني منها امريكا شيئا ً سوى الكراهية ،امريكا الحلم الجديد والذي يرى بان قوتها في تعددها القومي والديني والاجتماعي وان التحديات ستنتهي امام الاصرار الامريكي .
ان الاتجاه الى الداخل الامريكي ابرز اهتمامات اوباما في ولايته الجديدة اما على الصعيد الخارجي فالحوار المنهج والعقيدة في حل الخلافات مع الجميع كما يرى ،وعليه تم اختيار الشخصيتين الاهم وهما (تشاك هاجل) للدفاع والسيناتورجون كيري للخارجية والمعروفين بامتداداتهما الاجتماعية ويشكلان الابرز في حمائم الحزب الديمقراطي ،وهو امر يتناغم مع رؤية السلام والحوار التي يتبناها اوباما ،ويرى المراقبون بان المستقبل يتحدث عن مفاوضات كبيرة ستكون بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران حول البرنامج النووي الايراني ،وستتخلى عن دورها ذو الطابع العسكري لدول اخرى كفرنسا وروسيا وهو امر بدا واضحا في التحرك الروسي ومناوراته الكبيرة في البحرين الاسود والأبيض المتوسط اضافة الى التدخل الفرنسي في مالي ،وستكون عامل مهم في الوصول الى حوار فعال بين المعارضة السورية والحكومة وتشكيل حكومة انتقالية ويتم ذلك اما عن طريق الخط التحالفي للولايات المتحدة الامريكية تركيا وقطر_ وقد برزت اشارات حقيقية في التعاون بين تركيا وإيران وقطر في صفقة اطلاق الرهائن الايرانيين _ وأما اذا تعذر ذلك عن طريق قوة حفظ نظام دولية وهو خيار اخير يتم اللجوء اليه بقرار من مجلس الامن عبر تنسيق المواقف مع روسيا والصين .
اما بخصوص القضية الفلسطينية فستسعى الى اعادة الحوار الفلسطيني الاسرائيلي دعما لخيار الدولتين الذي يتبناه (نتنياهو) الفائزفي الانتخابات الجديدة بأغلبية بسيطة لا تسمح له بتشكيل حكومة الا بالتحالف والائتلاف، _وبالرغم من الجفاء الواضح بين اوباما و(نتنياهو) في الولاية الاولى _، ونجاح احزاب اليسار والوسط اضافة للقوائم العربية في الانتخابات ستكون عامل ضغط على (نتنياهو) بعد ان اعرب عن رغبته في تشكيل حكومة ائتلافية موسعه وخسارته لمقاعد كبيرة في الكنيست الاسرائيلي .
ان الولاية الجديدة لاوباما قد تشهد تراجعا ً واضحا ً للدور الامريكي على الصعيد الخارجي وبروز قوى جديدة لكنها بالتأكيد ستعني لاوباما ولاية تحقيق الحلم الذي كان يراه مارتن لوثر كنج ويحققه هو عبر زعامة امريكا و الدعوة الى التعايش السلمي بين الشعوب (فالظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان (.كما يقول كنج .