شيعة العراق بين قيام حكومة الأغلبية السياسية وتاسيس دولة وسط وجنوب العراق الديموقراطية؟/الدكتور خلف كامل الشطري

Mon, 28 Jan 2013 الساعة : 15:22

منذ سقوط الطاغية الصنم على أيدي القوات الأمريكية قبل عشرة أعوام تقريبا ولحد الآن لم يذق شيعة العراق الحرية والأمن والعيش الكريم والذي حرموا منه منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في مطلع العشرينات من القرن المنصرم.لقد تسلطت الأقلية السنية في العراق(عددهم كان ولا زال لايتجاوز سبع سكان العراق!)وأستولت على كل شيء مهم في الدولة وكان الشيعة(والأكراد أيضا!)مواطنين من الدرجة الثالثة أو الرابعة.كانوا ينعتون الشيعة تارة بأنهم صفويون وتارة بأنهم مجوس وتارة(شروكية، هنا بمعنى أنهم متخلفون؟).وقد أطلق على الأكراد أيضا كثير من الصفات القبيحة،علما أن عددهم في العراق أكثر من السنة العرب وأكثر الأكراد على نفس مذهبهم.أكبر المآسي والويلات التي أصابت الشيعة والأكراد كانت ، وكما يعلم الجميع، في عهد المجرم صدام وعصابة البعث الفاشي.لقد قدم الشيعة والأكراد آلاف الشهداء البررة على مذبح الحرية.وبالرغم من الكفاح الدامي لم يتمكن المضطهدون من التخلص من الصنم صدام من غير إستعمال القوة الأجنبية والمذكورة أعلاه.سقط الصنم وتوقعت الغالبية العظمى من الشيعة أن أجراس الحرية والأمن والعيش الكريم وإحترام حقوق الأنسان قد دقت.والذي حدث هو أن الأكراد والذين كانوا يدعون أنهم في (حلف إستراتيجي؟؟؟)مع الشيعة لأن الجميع كانوا مظلومين،قد تخلوا في الحقيقة عن كل شيء يربطهم مع الآخرين لايرون فيه فائدة لهم.لقد إستغلوا السنوات بعد حرب الخليج الثانية حيث كان إقليمهم تحت حماية الطيران الغربي وبدأوا منذ ذلك الوقت بتثبيت فكرة الأنفصال بعدما كانت طوال عشرات الأعوام الماضية مجرد حلم يراودهم.وعندما سقط الحكم الدكتاتوري في العراق كشف الأكراد عن أنيابهم وطبيعتهم وإستغلوا المشاكل السنية-الشيعية العربية للحصول على أكبر المنافع لأقليمهم وزاد إستهتارهم إلى درجة أنهم يعترضون على تسليح الجيش الأتحادي الباسل بحجة أنه يشكل خطرا على الأكراد علما أنهم إستطاعوا وبخبث لايوصف من شراء أحدث الأسلحة لجيشهم المسمى البيش مركة بعد إستيلاءهم على أسلحة ثقيلة وكثيرة من قطعات الجيش العراقي في الشمال بعد سقوط الطاغية.لقد وصلت بهم الوقاحة أن أصبحوا يتصرفون في النفط في مناطقهم وكأنه ملكهم ويطالبون بضم أراضي عربية لأقليمهم تمهيدا للإنفصال.شاء القدر أن يكون الشخص الذي وقف بصلابة ضد مخططاتهم الوقحة شيعيا وهو السيد المجاهد رئيس الوزراء نوري المالكي.عندها بدأ الأكراد وخاصة السيد مسعود البرزاني بالمطالبة بتنحيته وإستبداله..وووإلخ.إستغل الأكراد حقيقة قيام كثير من سنة العراق الطائفيين وخاصة في المحافظات السنية الغربية والموصل بإيواء من يذبح العراقيين الآخرين (وخاصة الشيعة!)من الأرهابيين الأجانب والقيام بتغذية المشاكل بين العراقيين العرب (واللعب على الحبلين!) لحصد أكبر الفوائد لهم.وحدث ماكان متوقعا بعد قيام حكومة المحاصصة الطائفية المقيتة،حيث قام ويقوم أكثر السنة الطائفيين وبمساندة عربان السعودية وقطر الأنجاس والأتراك العثمانيين بزرع الفتنة بين العراقيين وإستمرارهم بدعم الأرهابيين لإبادة الشيعة.وعندما رأوا بأن الشيعة أصلب بكثير مما كانوا يتوقعون لجأوا للقيام بمظاهرات الردة الوهابية -السلفية -القاعدية مطالبين بأشياء لايمكن تحقيقها أبدا وأن تم تحقيقها فهذا يعني سقوط الحكومة الديموقراطية المنتخبة وعودة البعث الفاشي والأستمرار بذبح الشيعة الأبرياء وجعلهم عبيدا للطائفيين السنة من جديد.أن تقوم عصابة الشر والعمالة للعربان والأتراك وعرين أعتى الأرهابيين والمسماة ب(العراقية؟)بإسناد مظاهرات الردة لأسقاط الحكومة بأمر من أسيادهم، فهذا شيء كان متوقعا من مرتزقة وطائفيين وعبيد للدولار ولايثير دهشة اي إنسان سوي.مارأيك بكتلة يقول رئيسها وبعد أن صدر حكم الأعدام الأول بحق الأرهابي الهارب والقيادي فيها جزار الشيعة الأبرياء ،طارق الهاشمي ،مامعناه:"الهاشمي أحد أبطالنا"؟.وكذلك الكلمات النابية التي أطلقها بعض أعضاء هذه الكتلة العميلة والتي وصف فيها الشيعة بالخنازير؟.ولكن الشيء الذي أثار إستغراب أكثر المخلصين الذين يعملون لأجل العراق هو موقف السيد مسعود البرزاني من مظاهرات الردة وتأييده لها بدلا أن يبذل المساعي ا(لحميدة؟) لحل الأزمة بين الطرفين! وهذا يعني أن الأكراد لايهمهم غير كردستانهم !.هل أن قيام حكومة الأغلبية السياسية لأنقاذ الشيعة من الإبادة وعودة البعث الفاشي والعبودية هو الحل؟تناقشت في الأسابيع الأخيرة مع عدد من السادة العرب والعراقيين خاصة وإن أكثرهم قد درس القانون الدولي و(علم)السياسة . أكثرية أجوبتهم كانت مذهلة.الكثير منهم يرى أن حكومة الأغلبية السياسية في العراق ستفشل أيضا وذلك أن الشيعة أنفسهم ورغم أغلبيتهم في البلد (مختلفون )فيما بينهم وقد ذكروا موقف السيد مقتدى الصدر وكتلته من مظاهرات الردة والتي أضعفت بلا شك الموقف الشيعي وتصرفهم وكأن مايريده (المتظاهرون؟) في الحقيقة هو الوصول لمجلس الوزراء وإعطاء السيد المالكي باقة من الورد ليرسلها بدوره للشيعة كإعتراف من المتظاهرين بالخطأ الفادح الذي إرتكبه السنة في معاملة الشيعة كعبيد لهم في الماضي؟.إنه وحسب إعتقادي الجهل السياسي للتيار!، وليعلم التيار الصدري ورئيسه أن الطائفيين يستغلون مواقفهم السلبية من أبناء طائفتهم لأضعاف الصف الشيعي،وإذا إستولى الأشرار ( لاسامح الله!)على السلطة مرة أخرى فسوف ينتقمون أيضا من التيار الصدري(كشيعة؟) ،وحينها لاينفع الندم ،ولا عذر لمن أنذر!.الحل الثاني لأنقاذ الشيعة من الأبادة(وهذا مايقترحه أكثر ممن سألتهم!)هو تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء:القسم الكردي( والآن هو في الحقيقة دولة مستقلة بدون شك،وهذا حقهم!)،القسم السني في المحافظات السنية الغربية والموصل ومناطق أخرى،والقسم الشيعي في وسط وجنوب العراق،حيث تقوم دولة جنوب العراق الديموقراطية الغنية جدا ببترولها وأراضيها الزراعية ومياهها(وحتى لو نفذ السنة الطائفيون تهديدهم الأجرامي بقطع ماء الفرات عن الشيعة؟)وخليجها ورجالاتها الأذكياء،حيث أن أكثر من ثلاثة أرباع الكفاءات العراقية العربية في الخارج هم من الطائفة الشيعية وسوف تعود غالبيتهم إلى الدولة الجديدة لتحويلها إلى جنة بكل معنى الكلمة ويومها قد يقول(لابل سوف يقول!)السكان الشيعة في الدولة الفتية:ياإلهي!لماذا لم نقدم على هذه الخطوة منذ عشرات السنين!لقد تم ذبحنا وتخلفنا وسرقت أموالنا!ونهب من هب ودب خيراتنا!.كاتب المقال يعلم أن أكثر المتطفلين على خيرات الوسط والجنوب سوف يقومون بشتمي عند قراءتهم هذا المقال ولكن:هذه الحقيقة!والعيش الكريم في بقعة صغيرة من الأرض(أينما كانت!)خير من العيش في مايسمى وطن ليس يجد الأنسان فيه غير الذل والحرمان والفقر والقتل.

Share |