كلمة بمناسبة اربعين الاستاذ وارد العجلي/ معتصم العجلي
Sun, 27 Jan 2013 الساعة : 0:22

قال تعالى:(الذين تتوافهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون).
ايها السامع الكريم دعني احكي لك حكاية ،حكاية رجل له ضلال طويل عريض ،له ضلال كرم وطيبة لكل من كان منه بسبيل قرابة او مودة او صلة ،احكي قصة رجل كان كالشجرة المثمرة التي تميزت بان ثمرها لم يكن لفصل دون فصل بل لكل الاوقات تؤتي اكلها كل حين واصيغها للك على شكل مناجاة تحت مسمى (مناجاة الوالد)
فاقول:
اباوليد :لقد شعب قلبي فراقك،لقد الم روحي غيابك عن ناظري،لقد جلب علي هم عظيم اذن الرواح ،لقد اقرح جفني حرارة دمع الفراق،يكاد يمزق جلباب الصبر بعدك عني ،ياصاحبي يارفيقي، تزداد لوعتي ويعلو حر لهيب النفس في خطواتي ،في نظراتي ،كلما نظرت الى اثارك الى متعلقاتك يهز كياني الم الفراق ،كلما تفكرت في اكلك ،في مشيك ،في امانيك جذبني اعصار من العواطف التي لاتهيج ،كلما نظرت الى اصدقائك ،الى جلسائك ،الى رفقاء دربك كظت بي العبرات الجياشة
اباوليد: ما اقسا قلبي ،ومااجفاني حيث كنت أشاهد الذين يهلون عليك التراب وأنت ترقد في ملحودتك وانا لم اتجسر وأقول ضعوني الى جنبه ،ولكني صحت بصوت عال اين اللقاء ياوالدي ،متى يتم ذلك ولكن مامن مجيب وانى لك بالجواب وقد هيل عليك التراب عند ذلك ايست من الجواب ،ولكن بعد فترة قصيرة لاح لي بصيص امل ان اعرفه ،وذلك من خلال رؤياي واحلامي عسا ربي ان يجود علي ويريني منك مارغب واتمنى .
اباوليد: لقد المني غياب ظلك ،لقد ازعجني ،لقد اوحشني فقد متعة هيبة عينيك التي غابت عن بصري ولكني لازلت احس بها عندما اذكر لحظات حياتك ،وانا في هذه الحال أتخيل شخصك حاضرا امامي واطلب الاذن منك لاقول ماتميزت به حقيقة ، لاقول كلاما بعيدا عن الاطراء او الرثاء او المجاملة ،لاقول كلاما اكون انا الشاهد عليه لقربي منك ،قل لي هل وجدتك يوما وعدتني بشيء لم تف به ،او هل وجدتك اعطيت احدا كلاما ليكون وعدا فاخلفتة ،او هل وجدتك تعمدت كذبا ،او هل وجدتك امرت او اغريت بذلك ،او هل وجدتك يوما رفعت جلباب الحياء لتهوى الفحش من القول او كلاما يخدش العفة والحياء ،او هل وجدتك ساعة ابديت مللا لايات القران ونحن نصغي اليها سوية ،او هل وجدتك يوما اختلفت مع اخويك على مال او متاع فقلت هذا لكما وهذا لي ،او هل وجدت يوما قلبك العطوف قسا وتحجر ،او هل وجدتك يوما ركنت الى الكسل والفشل ،كلا لم يكن منك ذلك على الاطلاق .
اباوليد: افترضك اخا مفقودا ولكن انى لي ان اعوض باخ اخر ،وافترضك صديقا واصلا فهل ياترى اجد البدلا ،او افترضك رفيقا قريبا قد مدت جسور الصلة بيننا فهل ان البديل ممكن ، بل الحقيقة اناديك ياوالدي لايمكن ان اتخذ دونك بدلا فما اعظم مصيبتي .
ساحتفض بك في صميم ذاكرتي ،سوف لااسمح ان تغيب عنها ولاارضى لنفسي الا ان تكون اعظم جرح في حياتي ،ساراك،ساتمثلك،واحفظك عند احزاني وافراحي وفي صلواتي وقراني ،سوف امتشق قلم الزمان لاخط على ذاكرة السنين اسما محفورا في قلبي وروحي وفكري وكل كياني :اباوليد: واحفظك في اصدقائك ورفقاء دربك وجلسائك ،واحفظك في خطك الواضح الذي لايعرف التلون ابدا .
اباوليد : أي جرح عميق خلفت في قلبي سوف لن انساه ما حييت ،حتى انني في بعض الأحايين عندما افتح عيني على محلك الذي كنت تتردد فيه تمنيت اني لم اكن لأعاين ذاك المحل منك خاليا ، وفي هذه اللحظات انقدحت في ذهني خاطرة ، فقلت على من اعتب في هذا ،هل اعتب عليك واناديك واقول لماذا رحلت عنا ،ام هل اعاتب الموت الذي لابد منه فاقول لماذا اخذت مني والدي ،ام على القضاء والقدر فأقول لماذا سمحت بان يكتب فيك رحيله ،ولكني سرعان مارجعت الى رشدي وتكلمت بمنطق القران الذي امرنا ان نقوله في هكذا مواطن (والذين اذا اصابتهم مصيبة قالو انا لله وانا اليه راجعون).
اذا انا تحت سمائك ومن وحي ذكراك اقف واكتب هذه الكلمات لااسس لنفسي خطة الى حياتي المستقبلية اتجاهك –انشاء الله- الى ان يجمعنا الله تحت ضلال رحمته وفي كنف اولياؤه واحبائه اهل البيت (ع) والانبياء الكرام