العالم يحتفل والعراق يحترق !! /صلاح غني ياسين
Sun, 27 Jan 2013 الساعة : 0:13

قبل اسابيع احتفل العالم بأعياد راس السنة الميلادية وشهدت شعوب بعض الدول افراح ومسرات ، معبرين عنها بطرق مختلفة من البهجة والأمل بقدوم عام جديد ملئ بالتفاؤل ، وطموح بالتطور والسعي بإيجاد حالة من الاستقرار ، فيما اصبح العراق بلد يشتعل ويتظاهر ويتصارع ، وساسه يصنعون التابوت ، وناس ضائعة بين بحورٍ المهاترات ، تسير وهي مغمضة ألعينين والكل يديرٌ ظهره للأخر يرمي اتكاله على الغيبيات غير المنظورة ، في انتظار حدوث معجزة الإنقاذ ، ولا يوجد من لديه الشجاعة والحكمة الكافية لاتخاذ الخطوة الأولى في ايجاد الحل المناسب ، وتقريب وجهات النظر وفرض التنازلات بين مكونات هذا البلد في سبيل إعادة الهدوء والأمان لدار السلام ، رغم أننا نسمع ولا نرى السلام لكن عموماً دار السلام كما يطلق عليها .
اوضاع العراق توجب على الذي يدعي انه من قادة العراق العمل بإعادة الهدوء وإيجاد حالة من الاستقرار ولو موقتآ ، لحين الاتفاق على حل دائم واستحداث مبادرة ترضي الجميع بدل قرار الصمت والاستغناء عن الحلول العقلانية ، لتفويت الفرصة لمن يريد استغلال الظروف الراهنة ابتغاه تحقيق مصالح خاصة لمن هو داخل العراق او خارجة ، بدل تحريك ارتال الجيش وملء الشوارع بسيارات الشرطة ، والذي ينافي طموح العراق في خططه المستقبلية ،، هل هذا المنظر الذي نريد تقديمه للعراق او للأنشطة الثقافية والاستثمارية للذين يبحثون عن مشاريع استثماريه في العراق ! والذين خل منهم العراق ولازلنا نغالط انفسنا وندعي الاستقرار وزيادة الاستثمارات .
ان قاعدة نفي الحقيقة ليس بالضرورة قول الصدق ، وأساليب القسوة والتعامل بصرامة بالمواقف التي تحتاج العقل والتدبير اضحت من القرون الماضية ولا يتم ممارستها في الدول الحديثة لأنها لا توصل إلا لطريق مسدود ، خصوصآ وان العراقي حديث العهد في ممارسة الديمقراطية ويتعذر عليه تطبيقها ضمن الاطر المحددة لها وتجسيد مفهومها الصحيح على ارض الواقع ، مما قد يودي سوء استخدامها ايجاد حالة من الارباك وبالتالي يودي الى فقدان هذا المنجز الذي دفع ثمنه شعب العراق قبل غيره ، واليوم ينعم به السياسي في العراق مما يحتم علية مجازاة هذه النعمه وبذل قصار الجهد في توفير الهدوء والاستقرار والابتعاد عن لغة العناد والخصومة مع الاخر ، خصوصآ وان البعض يرفع شعارات على ان العراق شعب واحد وان الانسجام والتعايش موجود منذ قرون ، اين ذهب ذالك الانسجام والتعايش ؟
مهما مررنا في الدهاليز الضيقة ، فمن المعروف بان الشعوب قد تظهر انقى وأحسن ما عندها من صفات اذا ما عوملت بالرقة والتفاهم والاحترام ، وهي تظهر خلاف ذالك اذا ما عوملت بالعنف والتجاهل ، وإعطاء فرصة للآخرين باستغلال الظرف بتحقيق مآربهم ، وان فقدان الحكمة السياسية بخلق حالة من الارباك في الشارع العراقي من مظاهرات وشعارات وهتافات مخيفة ظاهرها شي وواقعها شي اخر ، دون ان يخيفهم هذا المنظر والعمل على تصحيح المسار بل الاكتفاء ببيانات وتصريحات ما انزل اللة بها من
ان الفوضى والإرباك التي يعيشها العراق ستطال الجميع ومهما تجاهلها ساسة هذا البلد على مختلف انتماتهم فهي تختزن الحزن في الاعماق لذا لابد من رأب الصدع والاقتراب اكثر بين الجميع وتلبية المطالب المشروعة منها لا غير ، ونتجنب الدخول في معترك ما يسمى بالربيع العربي! او غيرها من المسميات والنقاشات الساخنة التي تثير الفتن وتمنح الفرصة لبعض ضعفاء النفس الذين لا يريدون خيرآ لهذا البلد ..