"مجرد رأي".....(95)(ج2)/علي الحاج

Tue, 22 Jan 2013 الساعة : 23:44

«وإذا اطيح بالسيد المالكي على الطريقة التي يختارها له خصومه المناوؤن فإنه لاتقوم للعراق وشيعة العراق بعد الآن قائمة، وانهما سيهويان إلى واد سحيق، يؤدي إلى الإجتثاث الشامل للعملية السياسية والديموقراطية برمتها، وارجاع العراق للحكم الشمولي المرتبط بالأجندة الخارجية»

علينا جميعا حكومة وشعبا أن نتعامل مع الأزمة الراهنة المفتعلة في الرمادي، تعاملا جديا وواقعيا، وإن يسلط الضوء عليها لاكتشاف بقية الأهداف الحقيقية الخفية الغير معلنة، كاسقاط النظام في العراق والقضاء عليه بنفس الآليات والطريقة التي انتهجتها دول الربيع العربي في الحكام، وإن لايهمل الموضوع كما اهمل من قبل النظام السوري والذي ادى إلى هذا التطور الخطير.

إن الشعارات التي تبناها المتظاهرون هي شعارات استفزازية تعجيزية أمليت عليهم من قبل السياسيين المشتركين في العملية السياسية ومن خبرات اقليمية محركة للقوس السني ليتصدى للمد الشيعي الذي يسمونه بالهلال الشيعي، الهدف منها تطوير المظاهرات إلى ما يسمى بثورة على غرار الثورة السورية، لتلتحم معها لتلاقي الأهداف، بغية اسقاط النظامين في كل سوريا والعراق، لتكون الكفة راجحة لصالح أهداف الأحزاب الاموية وإيتام النظام السابق والسلفيين الوهابيين والاخوان، ولها من يدعمها من سياسي الداخل والحاضنات المنفذة في المثلث السني، التي تشكل نواة بما يسمى بالجيش الحر في العراق مستقبلا عند تطور الأحداث لصالحهم، وبهذا يكونوا وقد اسقطوا الجناح المهم في هذا الهلال وتزداد أهميته أكثر وأكثر عندما يستفردوا بحزب الله ومحاولة إسقاطه وحله، وبذلك تكون قد أغلقت هذه المنطقة لصالحهم ومنع الدفق والمد الشيعي فيها، وعزلها تماما عن إيران الشيعية.

وأن هذه التظاهرات مدعومة عسكريا ولوجستيا من قبل دول عربية من النظام السعودي والقطري والبحريني ونظام مصر، ونظام تركيا الطموح لمزاولة الدور التاريخي بالمنطقة مستغلا بذلك الأحداث الجارية ومستعينا بالحلف الاطلسي المنضم تحت لواءه والذي قام هو الأخير بنشر قواعد صواريخ باتريوت على طول الحدود السورية التركية تمهيدا للتدخل ومقاومة صواريخ سكود الروسية الصنع.

الشعارات التي يطالب بها المتظاهرون، لو انها نفذت لهم بنسبة 100% فهذا لايوقف سيولة لعابهم نحو السير باتجاه بما يسمى بثورة تتضامن مع مايسمى بثورة سوريا، وإن التلميحات قد ظهرت لهذا التوجه المشبوه على أنه ربيع عربي عراقي دون حياء، وتطورت آلية هذه المظاهرات إلى عصيان مدني، كخطوة استباقية لاتخاذ تطور آخر يتناسب مع نتائج اللعبة في سوريا، وكان من نتائج هذا العصيان غلق الطريق المؤدي إلى سوريا لمنع وصول الأمدادات اليها من قبل العراق وإيران، ولمحوا أيضا بقطع ماء الفرات لحرمان محافظات الوسط ومحافظات الجنوب من الحصة المائية، وبضوء اخضر من تركيا.

وإن نرقى بهذا التعامل إلى مواجهة تكتيكية سياسية ذكية تخلص العراق من الحرب الأهلية والمفاجئات التي لم تكن في الحسبان.
وإن ظهور عزة الدوري على الساحة يعني اشتراك إيتام البعث ضمن "الخبطة"، ودخول رغد بنت صدام المقبور في العملية يعني أن هناك دعما ماديا، لتنفيذ خطط انتقامية حاقدة ضد العراق والعراقيين من المذهب الشيعي.

على السيد المالكي أن يسد الطريق عليهم بالقيام ببعض الإصلاحات التي تقع ضمن دائرة صلاحيته، وإن يعلن عن عجزه عن تنفيذ بقية المطاليب الباقية التي لاتقع ضمن صلاحيته بحسب قيود الدستور.

وعلى القضاء العراقي أن يأخذ دوره كقضاء مستقل لاسلطان عليه لمواجهة المطاليب القانونية واخراج المالكي من دائرة الصراع.

علي الحاج

Share |