عاشت الثورة السورية .. سقط البعث ومناصريه/يزن الازرقي

Tue, 22 Jan 2013 الساعة : 23:33

عام 1975 اعتقل ابي بتهمة معارضة حزب البعث في العراق ,عام 1976 اخرج ابي من معتقله بعد ان فقد السمع تماما واصبحنا نتحدث معه بلغة الاشارة او الكتابة . عام 1991 اصبت بشظية في كاحلي الايسر نتيجة اشتراكي في انتفاضة اذار , عام 1995 اعتقلت مع عدد من اصدقائي لاننا رفضنا وبشكل علني التصويت بنعم لكبير اصنام البعث العراقي , عام 1996 حكمت بالاعدام تم تخفيضة لاحقا , عام 1999 خرجت من المعتقل اثر ضغط دولي لمنظمات مناصرة حرية التعبير قاده سفير هولندا , عام 2002 اجبرت على الهرب الى سوريا في ليلة زفافي اثر اعادة التحقيق في قضية عام 1995 , عام 2003 اقمت عدة مؤتمرات في اماكن مختلفة داعيا الى المساعدة في اسقاط نظام البعث العراقي ورفض التدخل الامريكي باحتلال العراق كذريعة لاسقاط البعث , عدت الى العراق بعد تغيير الحكم البعثي فيه ,منذ ذلك الحين وانا معارض للحكومات الفاسدة بما فيها الحكومة الحاليه لانها لا تختلف شيئا عن حزب البعث .... لا اذكر هذه الاشياء لاستعراض الماضي الخاص بي او لاصنع من نفسي بطلا . ولكن غايتي ان استعرض قطرة من جرائم البعث التي ارتكبها في العراق جاعلا من نفسي مثالا حيا لهذه الجرائم .
الان وبعد كل ما لاقاه العراق من جرائم ارتكبها حزب البعث يتخذ البعثيون الجدد الحاكمون في العراق قرارا بدعم حزب البعث في سوريا تحت ذريعة من شعارات طائفية لاتسمن ولا تغني من جوع , متناسيا اثار التدخل العربي في العراق والتي اسفرت عن اجهاض انتفاضة اذار ودفن 20000 انسان احياء في مدينة الناصرية فقط لا لشئ الا لان احزابهم ومشتقاتها قد تمكنت من امتطاء ثورة الشعب العراقي حينها مستغلينها لرفع شعارات احزابهم الطائفية ما منح دول الخليج مبررا لمساندة الامريكان وحثهم على السماح لطائرات البعث بالطيران فوق مدن العراق لقمع ثورة اشترك بها العراق عن بكرة ابيه ( 14 محافظة من 18 تشكل عموم العراق ) تحت شاعر ( مقاومة الخطر الشيعي ) .فسبحان الذي جعل حزب البعث يصبح انسانيا بين ليلة وضحاها بنظر حثالات الحكومة العراقية .
حزب البعث في سوريا لا يختلف عنه في العراق, فالبعث بعث بكل اجرامه ودكتاتوريته وطيرانه الذي يوزع الموت على اهلنا في سوريا بلا مقابل , حزب البعث هو النفي الحقيقي لكل مظهر من مظاهر التمدن والحياة والحرية التي تليق بالبشر , حزب البعث هو الحظن الدافئ الذي فتح اذرعه لتنظيم القاعدة ومعسكراته لتدريب ذباحي ابناء العراق ,اما التهم التي تحاول الاقلام الماجورة ومن لف لفها بالصاقها بثورة اهلنا في سوريا فما هي الا اصداء لمصالح دول الجوار ,فكما اتهمت ثورة العراق بالتشيع لتبرير ذبحها كذلك تتهم الثورة السورية بالانتماء لتنظيم القاعدة لاستنهاض كل مشاعر الكره اتجاه هذا التنظيم المجرم وبصقها في وجه هذه الثورة , ومن الجدير بالاشارة الى ان توزيع الثورات طائفيا قد اثبت خطاه على ارض الواقع فقد سبق وان اتهمت الثورة في ليبيا بانها ثورة يديرها في الخفاء تنظيم القاعدة غير ان صناديق الاقتراع اثبتت كذب هذا الزعم بعد ان اكتسح اليبرالين الشارع الليبي , تماما كما حدث في تونس فبعد كان العلمانيون هم المتسيدون في الثورة التونسية اسفرت الانتخابات عن فوز الاحزاب الاسلامية , وما يحدث في البحرين هو الاخر دليل على استخدام الحكومات لسلاح التقسيم الطائفي للثورات بغية قمعها فقد اتهمت الثورة هناك بانها ثورة شيعية لتبرير تخندق الجيوش الممثلة لحكام طائفيون لاجهاضها وبالفعل هذا ما يحدث الان في البحرين , رغم ان الثورة في البحرين هي ثورة رفض لطغيان حكام البحرين قام بها الشعب البحريني بشيعته وسنته وشيوعييه .
وما يؤكد ان موقف احزاب الحكومة العراقية من الثورات العربية لا يعدوا ان يكون صدى لمصالح اسيادها وليس مصالح الطائفة الشيعية كما تدعي, هو موقف الحكومة العراقية الداعم لثورة مصر رغم ان الرئيس المصري السلفي افاد وبصريح العبارة من انه مناهض للتشيع باعتباره اخطر من اسرائيل .
http://www.youtube.com/watch?v=56Spz9nIVQw

فان لم تكن مصالح دول الجوار هي الباعث على محاربة الثورة في سوريا ومساندتها في مصر هي مصالح دول الجوار فكيف نبرر الوقوف بوجه الثورة السورية لمجرد تهمة السلفية ونناصر ثورة مصر التي تعلن عن نفسها صريحة ثورة سلفية مناهضة للتشيع ! .

انا مع الشعب السوري وثورته ... وضد القمع البعثي سواء كان عراقيا ام سوريا ... وسواء تسمى بتسمية البعث ام تستر تحت أي تسمية اخرى . عاشت الثورة السورية ويسقط حزب البعث السوري المجرم .

Share |